وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن المباحثات من المقرر أن تتطرق للأوضاع الإقليمية في المنطقة، وكذلك الاضطرابات التي يواجهها السودان في الوقت الراهن من تظاهرات احتجاج مطالبة بتنحي البشير، مشيرة إلى تبني السلطات المصرية موقفاً داعماً لاستقرار السودان، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للخرطوم.
من جهتها قالت مصادر دبلوماسية سودانية، إن الزيارة تأتي في إطار جولة عربية يقوم بها البشير، إذ من المقرر أن يكون برفقته وزير الخارجية الدردير محمد أحمد، ومدير جهاز الأمن السوداني صلاح قوش.
فيما أرجع مصدر دبلوماسي سوداني، تحدث "للعربي الجديد"، الزيارة وتوقيتها في الوقت الراهن، إلى حرص البشير على توازن العلاقات العربية، وعدم السماح بأي سوء فهم للتحركات الأخيرة، التي جاء في مقدمتها الزيارة الأخيرة للبشير لقطر، "في ظل العلاقات المتوترة بينها وبين الرباعي العربي، الذي يضمّ مصر والسعودية والإمارات والبحرين"، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه هذه الدول على دولة قطر.
وأكد المصدر، أن البشير حريص في الوقت الراهن على حشد أكبر دعم ممكن له، من كافة القوى والأطراف العربية، وإحداث توازن بشأن تحالفات المنطقة، دون أن يتم حسابه على أي طرف دون الآخر.
ومن المقرر أن يزور البشير أيضاً خلال الأيام القادمة الكويت، بحسب وزير الإعلام والاتصالات بشارة جمعة أرور.
وأوضح أرور في تصريحات صحافية، أن الزيارة المرتقبة تأتي في إطار التنسيق المشترك في كافة القضايا الإقليمية والعربية، وخاصة القضايا التي تهم المنطقة.
كما أبان أن الزيارة تناقش العلاقات الثنائية بين البلدين، والمبادرة الكويتية لحل الأزمة الخليجية.
وكانت قطر من بين أولى الدول التي عبّرت عن دعمها للسودان بعد اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
واتصل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالبشير الشهر الماضي، عارضاً عليه "تقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان على تجاوز هذه المحنة".
وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، في مؤتمر صحافي بمطار الخرطوم عقب عودة البشير ومرافقيه، إن قطر أكدت دعمها ومساندتها المستمرة والثابتة للسودان، في أزمته الاقتصادية.
وأضاف، أن زيارة الرئيس تناولت الأزمة الاقتصادية الراهنة، والمساعي السودانية للخروج بالبلاد من الأزمة ومسبباتها.
وأوضح أن الزيارة جاءت في إطار التشاور المستمر بين الرئيس وأشقائه، بشأن القضايا السياسية الراهنة على المستوى العربي والإسلامي والأفريقي، واطلاع القيادة السياسية في دولة قطر على مساعي السودان في هذا الصدد.
وأبان أن لقاء البشير والشيخ تميم، تناول المبادرة القطرية الخاصّة بجمع الفرقاء في دارفور عبر وثيقة الدوحة، وإلحاق من بقي منهم بمسيرة السلام، والترتيبات التي تجري في قطر في هذا الشأن.
وقال إن رئيس الجمهورية ثمّن جهود دولة قطر لإنهاء الصراع في دارفور، التي لولاها لما تم الانتقال إلى مرحلة بناء السلام والاستقرار واستتباب الأمن في ولايات دارفور.