زواج السلطة برأس المال في مصر" كاثوليكي". وفي الوقت الذي توقع البعض أن تقضي ثورة 25 يناير على أسس هذا الزواج، يتبين اليوم أن الدعائم الاقتصادية للنظام لا تزال على حالها. فقد كشفت تقارير مؤشر الفساد العام الماضي، عن وجود 70 ألف قضية فساد في مصر سنوياً. وتغص المحاكم بقضايا تورط عدد من المسؤولين في الدولة بعمليات فساد كبيرة، وذلك لأسباب عديدة كان أبرزها في مرحلة حسني مبارك، سيطرة دولة رجال الأعمال على الحكم سياسياً واقتصادياً، من خلال لجنة السياسات في الحزب الوطني التي أصبحت المتحكمة في كل قرارات الدولة.
وانطلاقاً من لجنة السياسات يمكن رصد مدى استمرار المنافع المتبادلة بين السلطة ورأس المال في مصر، من خلال العديد من المؤشرات التي كان أبرزها أول لقاء يجمع بين المشير عبد الفتاح السيسي ورجال الأعمال في شهر رمضان المنصرم ، والذي كانت الغالبية العظمى من حضوره رجال أعمال مبارك، بل وأعضاء في لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل. كان من أبرز رجال الأعمال الذين حضروا لقاء المشير السيسي مع رجال الأعمال ، المهندس محمد فريد خميس، عضو لجنة سياسات الحزب الوطني، والذي تبرع لصندوق "تحيا مصر" وساهم في إدارته مع آخرين بمبلغ 30 مليون جنيه، وهو ذاته الذي حصل على آلاف الأمتار من أراضي الدولة بسعر المتر 50 قرشاً في عهد مبارك، وكان الرجل أيضاً من أهم ممولي الرئيس المخلوع، حيث قام فى 2005 بدفع خمسة ملايين جنيه لحملة "نعم لمبارك".
بدوره، احتل رجل الأعمال ناصف ساويرس، أكبر أفراد العائلة، طبقًا لمجلة فوربس الأميركية، المركز 182 في قائمة أغنى الأغنياء في العالم، تلاه شقيقه نجيب الذي حضر كذلك في اجتماع السيسي. وعائلة ساويرس تواجه العديد من قضايا التهرب الضريبي، بما يقرب من سبعة مليارات و200 مليون جنيه. وقد تبرع ناصف ونجيب مؤخرا لصندوق تحيا مصر بثلاثة مليارات جنيه مصري. أكد الخبير الاقتصادي، إلهامي الميرغني في حديث مع "العربي الجديد"، أن ما بعد 30 يونيو تشهد مصر عودة واضحة وقوية لظاهرة التزاوج بين رأس المال والسلطة، مدللاً على ذلك بالعديد من النقاط، من بينها أن السيسي وضع سقفا لرجال الأعمال، لا يمكنهم النزول عنه في التبرعات لصندوق "تحيا مصر"، ما يؤكد رغبة هؤلاء في دفع مقدم تصالح مع نظام السيسي.
وزاد التقارب بين السلطة ورجال الأعمال في الفترة الراهنة، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية التي يراها الميرغني بمثابة البوابة التي يمكن لها أن تعيد دولة مبارك بلا مواربة، حيث المال السياسي والاستيلاء على البرلمان والسيطرة على التشريعات، إضافة إلى توجه الحكومة لتحويل المشروعات العامة إلى مشروعات خاصة. ولفت الميرغني إلى فتح المجال أمام القطاع الخاص لتوسيع استثماراته من دون وضع معايير وضوابط لهذا التوسع، ما يؤكد نية الدولة في الاستمرار بسياسات الحزب الوطني بكل ما بها من فساد.
بينما قال أستاذ الاقتصاد السياسي رائد سلامة لـ "العربي الجديد"، إنه حتى الآن لم تتضح نوعية العلاقة بين رجال الأعمال والسلطة في مصر بعد 30 يونيو، خاصة في ما يتعلق بتكرار نموذج الانصهار بين السلطة والمال، كما كان يحدث في عهد مبارك، لكن انحيازات مؤسسات النظام من خلال القرارات والقوانين التي صدرت تشير إلى أنه هناك نوع من التناغم. وما صدر حتى الآن من قرارات رفع دعم المواد البترولية والكهرباء، وفق سلامة، لا يصب في صالح بسطاء مصر ولكن في صالح رجال الأعمال، إذ لم يتم رفع الدعم مثلاً عن بعض المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة التي تبيع منتجاتها بالأسعار العالمية. بالإضافة إلى أنه لم تطبق ضرائب تصاعدية جادة على الأفراد. كما أن دعم المصدرين ظل كما هو، بينما انخفض دعم إسكان محدودي الدخل.
بدوره، احتل رجل الأعمال ناصف ساويرس، أكبر أفراد العائلة، طبقًا لمجلة فوربس الأميركية، المركز 182 في قائمة أغنى الأغنياء في العالم، تلاه شقيقه نجيب الذي حضر كذلك في اجتماع السيسي. وعائلة ساويرس تواجه العديد من قضايا التهرب الضريبي، بما يقرب من سبعة مليارات و200 مليون جنيه. وقد تبرع ناصف ونجيب مؤخرا لصندوق تحيا مصر بثلاثة مليارات جنيه مصري. أكد الخبير الاقتصادي، إلهامي الميرغني في حديث مع "العربي الجديد"، أن ما بعد 30 يونيو تشهد مصر عودة واضحة وقوية لظاهرة التزاوج بين رأس المال والسلطة، مدللاً على ذلك بالعديد من النقاط، من بينها أن السيسي وضع سقفا لرجال الأعمال، لا يمكنهم النزول عنه في التبرعات لصندوق "تحيا مصر"، ما يؤكد رغبة هؤلاء في دفع مقدم تصالح مع نظام السيسي.
وزاد التقارب بين السلطة ورجال الأعمال في الفترة الراهنة، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية التي يراها الميرغني بمثابة البوابة التي يمكن لها أن تعيد دولة مبارك بلا مواربة، حيث المال السياسي والاستيلاء على البرلمان والسيطرة على التشريعات، إضافة إلى توجه الحكومة لتحويل المشروعات العامة إلى مشروعات خاصة. ولفت الميرغني إلى فتح المجال أمام القطاع الخاص لتوسيع استثماراته من دون وضع معايير وضوابط لهذا التوسع، ما يؤكد نية الدولة في الاستمرار بسياسات الحزب الوطني بكل ما بها من فساد.
بينما قال أستاذ الاقتصاد السياسي رائد سلامة لـ "العربي الجديد"، إنه حتى الآن لم تتضح نوعية العلاقة بين رجال الأعمال والسلطة في مصر بعد 30 يونيو، خاصة في ما يتعلق بتكرار نموذج الانصهار بين السلطة والمال، كما كان يحدث في عهد مبارك، لكن انحيازات مؤسسات النظام من خلال القرارات والقوانين التي صدرت تشير إلى أنه هناك نوع من التناغم. وما صدر حتى الآن من قرارات رفع دعم المواد البترولية والكهرباء، وفق سلامة، لا يصب في صالح بسطاء مصر ولكن في صالح رجال الأعمال، إذ لم يتم رفع الدعم مثلاً عن بعض المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة التي تبيع منتجاتها بالأسعار العالمية. بالإضافة إلى أنه لم تطبق ضرائب تصاعدية جادة على الأفراد. كما أن دعم المصدرين ظل كما هو، بينما انخفض دعم إسكان محدودي الدخل.