مباحثات ولقاءات مع ساسة إسرائيليين، وزيارته عدداً من المعالم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووفقاً لوزير عراقي في حكومة حيدر العبادي، فإنّ عدداً من أعضاء البرلمان قدّموا طلباً لوضع زيارة حامد الشريفي الذي شغل منصب أول قنصل عراقي في الكويت عقب الاحتلال الأميركي، ونائب رئيس البعثة العراقية في الأردن، ومستشار وزارة الدفاع العراقية عام 2007، والمستشار الحالي بأمانة مجلس الوزراء لشؤون العلاقات الخارجية على جدول أعمال المجلس، إلّا أن ذلك لم يحدث". ويضيف الوزير أنّ "الأزمة البرلمانية والفوضى التي حدثت، منذ قترة قليلة، قد تكون سبباً في عدم الالتفات لهذا الطلب"، مستغرباً أنّ "طلب مناقشة زيارة مسؤول عراقي للاحتلال الإسرائيلي وتصريحه بعبارات وديّة له لم يلقَ أي اهتمام سواء من البرلمان أو الحكومة. ولم يصدر عن التحالف الوطني الحاكم الذي ينتمي إليه الشريفي ورُشح لمناصبه عنه ضمن الاستحقاقات الانتخابية السابقة، أي تعليق"، وفقاً للوزير.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الشريفي، خلال زيارته للأراضي المحتلة، قوله: "أعتبر نفسي صديقاً لإسرائيل. وفي هذه المرحلة، على العرب أن يدركوا أنه لا صراع بين إسرائيل والدول العربية، إنما هناك صراع إسرائيلي ـ فلسطيني، آمل أن يتم حلّه ويتحقق السلام".
ويضيف الوزير ذاته أنّ "زيارة الشريفي ليست الأولى لسياسي عراقي، إذ سبقه زعيم حزب الأمة، أحد عرّابي الاحتلال الأميركي، مثال الألوسي، وأحمد الجلبي، فضلاً عن زيارات شخصيات أخرى تمتّ بسرية". ويوضح أنّ "هناك كثيراً من الساسة والمسؤولين يريدون زيارة إسرائيل أملاً بكسب رضا واشنطن، لكن تخوّفهم من كشف الصحافة الإسرائيلية لتلك الزيارات يجعلهم مترددين. لذلك نجد أن هناك لقاءات لهم مع الساسة والمسؤولين الإسرائيليين في الأردن أو لندن". ويؤكد أنّ "المصافحات مع زعماء الحرب المتورطين بدماء الفلسطينيين تفاوتت بين المسؤولين العراقيين من الرئيس السابق جلال الطالباني، ووزير المالية هوشيار زيباري، ووزير الدفاع السابق عبد القادر محمد، وصولاً إلى سفراء العراق ودبلوماسيين في الخارج".
من جانبه، يعتبر النائب عن التيار الصدري أحمد الأسدي الزيارة "شخصية"، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أنّها "زيارة لا تمثل الحكومة العراقية، ونرفض بشكل قاطع أي تواصل وعلى أي مستوى مع العدو الصهيوني". ويضيف أنّ "الكيان الصهيوني لا يزال عدونا الأول وغاصباً لأرضنا ومقدساتنا"، مبيّناً أن "الشريفي ينتمي إلى المدرسة ذاتها التي تدعو للتصالح مع العدو الإسرائيلي، ولو كانت الزيارة رسمية فيجب أن تندرج ضمن الخيانة العظمى"، على حدّ تعبيره.
بدوره، يقول القيادي في تحالف القوى العراقية، مقرر لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب حامد المطلك لـ"العربي الجديد" إن "الزيارة شخصية ولا تمثل سوى الشريفي"، مضيفاً: "لا أعتقد أنها رسمية، ولو كانت كذلك لطرح الموضوع في مجلس الوزراء". وحول تكرار زيارات شخصيات عراقية للأراضي الفلسطينية المحتلة يقول المطلك: "العراق لا يملك إرادة وقراراً سياسياً لمصلحة شعبه. الحكومة العراقية من ولاءات متعددة لدول أخرى. هذا الغياب الوطني، ومصلحة البلد، والتشتت، والخلافات أفقدتنا السيطرة على الكثير من التصرفات التي لها علاقة بالخارج ومسّت استقرار البلاد". ويوضح أنّه "لا يمكن منع زيارة شخصية، لكن إن كانت رسمية فعلى الحكومة وكل المستويات الرسمية أن تتخذ موقفاً واضحاً".
من جهته، يكشف سياسي عراقي بارز في بغداد أن "العلاقات بين بعض المسؤولين العراقيين في بغداد وأربيل من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية، تنشط في لندن والأردن وتقوم بترتيب تلك الزيارات، وعملها منظّم يرتقي إلى ما يمكن وصفه بأعمال الأخويات السرية". ويضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "هناك ساسة عراقيين أكراداً سبقوا العراقيين العرب في ذلك بسنوات، ونعتبر الموضوع خطراً كبيراً وبداية لتأسيس مشروع تطبيع قد يتحقق لكن ليس على المستوى القريب"، على حدّ تعبيره. ويستغرب السياسي ذاته "زيارة الشخصيات التي تنتمي لأحزاب وكتل طالما شغلت وسائل الإعلام بأحاديث الممانعة والمقاومة"، وفقاً له.