ولادة عسيرة لقانون المصالحة في تونس... واتهامات للسبسي بتبييض منظومة الفساد

تونس

آدم يوسف

avata
آدم يوسف
13 سبتمبر 2017
3399BC18-C48C-441E-8DBC-A27D8ACCAA0C
+ الخط -




توصل الائتلاف الحاكم في البرلمان التونسي بشق الأنفس إلى التصديق على قانون المصالحة، الذي كان قد تقدم به الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، وذلك بعد يوم طويل من التشنج والمقاطعات وتبادل التهم والشتائم بين رافضي القانون والمدافعين عنه.

وتمت المصادقة على قانون المصالحة في المجال الإداري الذي يضم 8 فصول بموافقة 117 صوتاً مع احتفاظ نائب وحيد واعتراض ثلاثة آخرين، فيما قررت المعارضة الامتناع عن التصويت أو المشاركة في مداولات القانون.

وأعلن رئيس البرلمان، محمد الناصر، في اختتام الجلسة أن الدورة الاستثنائية ما زالت متواصلة، حيث سيتم تحديد موعد جلسة انتخابية تخصص لمواصلة سد الشغور في مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

وحاولت قوى المعارضة البرلمانية بشتى الطرق الحيلولة دون مواصلة مناقشات قانون المصالحة في المجال الإداري عبر مقاطعة التدخلات والضرب على المناضد والطاولات وبرفع شعارات منددة وترديد النشيد الوطني وأناشيد تندد بنداء تونس وحركة النهضة وتتهم السبسي بالتواطؤ مع الفاسدين وتبييض منظومة الفساد.

فيما أصر نواب الكتل الداعمة للقانون على مواصلة المصادقة على فصول قانون المصالحة بحضور ممثلين عن رئيس الدولة يتقدمهم مدير الديوان الرئاسي، سليم العزابي.

واتهمت المعارضة الناصر بالتلاعب بالإجراءات لتمرير قانون المصالحة وتمسكوا بضرورة انتظار الرأي الاستشاري للمجلس الأعلى للقضاء الذي يجب الاطلاع عليه قبل المرور للمصادقة، غير أن رئيس البرلمان أبرز أن الإجراءات مستوفاة وهذا الرأي غير ملزم للبرلمان.

وقال النائب أحمد الصديق في تصريح لـ"العربي الجديد" إن البرلمان اليوم قد وجه طعنة إلى روح الثورة وكتب صفحة سوداء في تاريخ الانتقال الديمقراطي، مبيناً أن هذه اللحظات الفارقة من تاريخ تونس تسجل انتكاسة في ضمير الشعب بعد الانقلاب المسجل على الدستور والمصادقة على وثيقة تبييض الفساد والتطبيع مع الفاسدين.

وأضاف، أن هذا القانون سيتم الطعن في دستوريته وأن المعركة مستمرة وستواصل المعارضة النضال إلى حين إسقاطه، داعياً الشعب والضمائر الحية إلى الانتفاضة ضد ما سماه بـ"المهزلة".

من جهة أخرى، اعتبر نواب الائتلاف الحاكم أن المعارضة تمارس ديكتاتورية الأقلية ولا تلتزم بقواعد الديمقراطية وأساليب الاحتجاج القانوني عبر إمكانية التصويت ضد القانون أو تقديم تعديلات أو الطعن في دستوريته وإسقاطه لدى المحكمة الدستورية الوقتية.

وقال رئيس كتلة نداء تونس، سفيان طوبال، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن البرلمان التونسي اليوم أعطى درساً في الممارسة الديمقراطية وعبر عن إرادة الشعب التونسي عبر المصادقة على هذا القانون الذي ينتظره الكثير من التونسيين لتحقيق المصالحة وتكريس العدالة الانتقالية.

وأضاف، أن هذا القانون سيكون محركاً للكفاءات والإطارات التي كانت مكبلة داخل الإدارات التونسية للعودة إلى العمل والبذل بعد سنوات من الإقصاء والتجميد كما يمثل رسالة إيجابية إلى المستثمرين الأجانب وشركاء تونس في كل مكان.

ورافق مداولات قانون المصالحة وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان من نشطاء في المجتمع المدني رفعوا شعار "منيش مسامح" (لا تصالح) طالبوا بإسقاط القانون وسحبه.


ذات صلة

الصورة
البنزرتي طالب الاتحاد تحفيز اللاعبين مزدوجي الجنسية (الاتحاد التونسي/العربي الجديد)

رياضة

حقق المدير الفني للمنتخب التونسي فوزي البنزرتي بداية جيدة مع كتيبة "نسور قرطاج"، بعدما حقق فوزين متتاليين، في مستهل تجربته الرابعة مع الفريق.

الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
مسيرات في تونس تنديداً بقصف خيام النازحين (العربي الجديد)

سياسة

شارك مواطنون تونسيون وسياسيون ومنظمات وطنية وحقوقيون، مساء اليوم الاثنين، في مسيرات في مدن تونسية تنديداً بالحرب على غزة، ولا سيما مجزرة رفح.