البرامج السورية الساخرة: لماذا لم تجد طريقها إلى النجاح؟

05 مايو 2018
ذو الفقار علي في برنامج "نكشات" (يوتيوب)
+ الخط -
برزت خلال السنوات الماضية نوعية جديدة من البرامج المصورة، عرفت باسم برامج الـ "توك شو"، حيث يعتمد البرنامج فيها بشكل عام على قضايا يطرحها المقدم بشكل خفيف إمّا لوحده أو من خلال استقبال شخصية أخرى معه.
وقد ترافق ظهور هذه البرامج مع بداية الربيع العربي ومع تنامي انتشار مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي وزيادة مستخدمي الإنترنت بشكل كبير في العالم العربي. هذه المواقع التي أتاحت بدورها منصات للجميع للنشر بعدما كانت حكراً على القنوات التلفزيونية.
فيكفي أن تمتلك هاتفا نقالا بكاميرا، وحسابا على أحد المواقع التي تتيح لك رفع الفيديوهات حتى تبدأ برنامجك المصور الأول. وقد تنوعت هذه البرامج من حيث النوع والمحتوى الذي تقدمه بين الفني والاجتماعي والسياسي الساخر، وهو النوع الأكثر قرباً للناس والأكثر متابعة، كون ما يقدمه جديدا كلياً على مجتمعات اعتادت في الماضي برامج جافة تقدمها لهم القنوات الرسمية لأنظمة الحكم في بلادهم.
وفي هذا المضمار – البرامج السياسية الساخرة – كانت تجربة اليوتيوبرز المصريين والعراقيين من أنجح التجارب، من خلال مجموعة من البرامج التي اكتسحت الساحة العربية وحظيت بملايين من المتابعين ومئات ملايين المشاهدات.
بينما كان من المستغرب ضعف مثل هذه البرامج لدى السوريين، ورداءة المنتجات من الناحية الفنية بحسب وجهة نظر مهتمين ومراقبين. فالتوك شو السوري حتى الآن لم يحجز له مقعداً متقدماً لدى الجمهور العربي، بل لا يزال في المقاعد الخلفية حتى لدى الجمهور المحلي السوري.
عن هذا الضعف يرى محمد هنداوي وهو صحافي سوري مهتم بالشأن الفني، أن سببه يعود لعدم وجود تجربة مبكرة لدى السوريين ضمن هامش من حرية الإعلام، إضافة لانعدام الحس الإبداعي نتيجة قيود يضعها الممولون.
ويضيف هنداوي: "من مشاكل التوك شو السوري أيضاً، ضعف المادة إن وجدت، وتحويل الهدف الأساسي من السخرية، وهو الإضاءة على جانب يحتاج إلى إصلاح في المجتمع إلى كوميديا موقف، بطريقة العرض الاستعراضي"،
فهد الحسن أو المعروف إعلاميا بـ "ذو الفقار علي" وهو مقدم أحد هذه البرامج، قال لـ"العربي الجديد" متحدثاً عن تجربته في برنامجه نكشات "أنا كصانع محتوى سوري، اخترت النسق الثوري المناهض للنظام و زمرته، و لم أرغب بالتركيز أو انتقاد أي جهة أخرى غيره، وهذا الشيء ربما لم يرق للمنتجين، الذين لم يحاولوا تبني العمل". وأضاف الحسن: "ضعف الإمكانات المادية حال دون توسيع فريق البرنامج المكون من شخصين فقط، مما أدى إلى بطء في مواكبة الأحداث بسبب غياب فريق مخصص للرصد، كما عانينا جدا من الناحية التقنية، كوننا اعتمدنا على تقنيات بسيطة لا تتجاوز الاستخدام الشخصي بعيدا عن المعدات الحرفية باهظة الثمن، وفوق هذا وذاك عدم التفرغ التام للعمل".




وبين الصحافي الناقد وصانع المحتوى كان للجمهور المتابع رأي آخر. فبحسب رأي هيا أحمد الشابة العشرينية السورية،
التجربة السورية في التوك شو ناجحة نسبياً، مقارنة بظروف السوريين وتشتتهم.
"أنا شخصياً أتابع هذه البرامج السورية، وأشعر أنها جيدة، مع أخذي بالحسبان، الحالة النفسية للسوريين، فالحرب لا تزال مستمرة، ومن الصعب جدا أن تخلق من الدمعة ضحكة " وتسهب الأحمد بالقول "من ثم ليست المشكلة كاملة بمعدي البرامج أو مقدميها، إن المشكلة الحقيقية في نوعية المسؤولين في النظام السوري، فلا يكفي أنهم مجرمون ولكنهم وبالعامية (تقال دم) يصعب على اليوتيوبرز أو المقدم نسج نص كوميدي حولهم".
دلالات