البرازيل تستهدف جمع 26 مليار دولار من طرح حقول نفطية في مناقصات

05 نوفمبر 2019
البرازيل تستهدف خفض ديونها من خلال العائدات النفطية(فرانس برس)
+ الخط -
تأمل البرازيل في الدخول نهائيا إلى نادي كبريات الدول النفطية مع مناقصات تنظمها الأربعاء قد تجني منها أكثر من 26 مليار دولار، ما سيشكل رقما قياسيا لبلد يأمل في الارتقاء خلال عشر سنوات إلى المرتبة الخامسة بين المنتجين في العالم.

وتتمتع هذه الحقول النفطية الواقعة في عمق البحر تحت طبقة كثيفة من الملح بطاقة إنتاجية هائلة.

وبحسب الوكالة الوطنية للنفط، الهيئة الرسمية المكلفة تنظيم المناقصات، فإن الحقول المعنية قد تحوي كمية تصل إلى 15 مليار برميل، ما يمثل ضعف الاحتياطي الحالي للنرويج.

وقالت خبيرة الطاقة في معهد جيتوليو فارغاس، فرناندا ديلغادو لوكالة "فرانس برس" إننا "نتوقع أكبر مناقصات في العالم، سواء لجهة حجم الاحتياطات أو المبالغ المرتقبة، وهو ما لم تشهده الأسواق من قبل".

وبما أن الحقول تقع تحت الطبقة الملحية، فإن المناقصات المتعلقة بها تتبع قواعد خاصة، وفي حال منح المناقصات لاستكشاف وإنتاج النفط في الكتل الأربع المطروحة الأربعاء، فإن القيمة الإجمالية للمناقصات ستبلغ 106 مليارات ريال برازيلي، (ما يزيد عن 26 مليار دولار).

وسعر الشراء ثابت، لكن الاختلاف بين العروض يكمن في نسبة الأرباح التي تتعهد كل شركة بإعادة تسديدها للدولة البرازيلية.

وتترقب الوكالة الوطنية للنفط بصورة إجمالية من خلال هذه المناقصات الحصول على استثمارات بقيمة 1500 مليار ريال (حوالى 370 مليار دولار) خلال السنوات العشر المقبلة في حقول "ما قبل الملح".

وتقدر الحكومة أن تنجح البرازيل في الارتقاء من المرتبة العاشرة إلى المرتبة الخامسة بين كبار منتجي النفط في العالم في غضون عشر سنوات.

وقال الرئيس جاير بولسونارو الأسبوع الماضي خلال زيارة إلى الرياض "أود شخصيا أن تصبح البرازيل عضوا في أوبك"، منظمة الدول المصدرة للنفط، لكن ما تأمل به برازيليا أكثر من أي شيء آخر هو أن تمكنها العائدات النفطية الهائلة من خفض دينها الطائل وإنشاء وظائف في بلد يضم 12.6 مليون عاطل عن العمل.

خروج من السباق
وما يزيد الإقبال على هذه المناقصات أنها تتعلق خلافا للمناقصات السابقة بمناطق باشرت مجموعة "بتروبراس" الوطنية للنفط استكشافها.

وبالتالي، فإن التقديرات حول قدرتها على الإنتاج أكثر دقة من المناطق غير المستكشفة التي طرحت في مناقصات سابقة.

وقالت فرناندا ديلغادو "لا يمكن التحدث عن مستوى من انعدام المخاطر في قطاع النفط، لكن هذا الخطر، بأن تكون الاحتياطات النفطية أقل من التوقعات، ضعيف جدا، وهذا ما يفسر حجم المبالغ المطروحة".
وأعلنت بتروبراس أنها تعتزم ممارسة حقها التفضيلي بالنسبة لاثنتين من الكتل المطروحة في المناقصات الأربعاء، ما يعني أن الحكومة ضمنت 69.9 مليار ريال من أصل المبلغ الإجمالي المقدر بـ106 مليارات.

ومن المفترض أن تقيم المجموعة الوطنية شراكات مع مجموعات أجنبية، لكن شركتي "بي بي" و"توتال" أعلنتا مؤخرا أنهما لا تنويان المشاركة في المناقصات.
وأوضحت "توتال" الفرنسية أن صيغة المناقصات لا تسمح لها بالتحكم بالعمليات إذ تلزمها بالاكتفاء بمشاركة في كونسورسيوم تشكل فيه أقلية.

وفي حال حققت المناقصات مبلغ 106 مليارات ريال، فسيكون أعلى بثلاثة أضعاف من القيمة الإجمالية لجميع المناقصات النفطية التي جرت منذ 2017، والبالغة 36.8 مليار ريال، حين تم طرح مجموعة من الكتل الجديدة على الشركات الأجنبية.
إنتاجية كبرى
كذلك يفسر الخبراء أهمية هذه الكتل وقدرتها على اجتذاب الشركات بإنتاجيتها الكبيرة المقدرة بـ60 ألف برميل في اليوم وفق التوقعات الأكثر تفاؤلا، بالمقارنة مع متوسط 12 إلى 13 ألف برميل في اليوم لحقول أوفشور في خليج المكسيك على سبيل المثال.

وتشكل حقول "ما قبل الملح" بصورة إجمالية حاليا 64% من الإنتاج النفطي البرازيلي، كذلك تجري الخميس مناقصات أخرى على حقول نفط "ما قبل الملح" أقل حجما، وستشمل مناطق غير مستكشفة بعد.
وتتوقع الوكالة الوطنية للنفط أن تصل قيمتها الإجمالية إلى 7.8 مليارات ريال (1.94 مليار دولار).

وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر جرت مناقصة على حقول أوفشور خارج منطقة "ما قبل الملح" درت على البرازيل 8,91 مليارات ريال (2,17 مليار دولار)، ما شكل رقما قياسيا جديدا للمناقصات في البرازيل أثبت مدى إقبال المجموعات النفطية الكبرى على قطاع النفط في هذا البلد.


(الدولار= 4 ريالات برازيلية)

(فرانس برس)
المساهمون