البحث عن عمل كلّفه السجن

01 ابريل 2016
نادراً ما يخرج من المخيم (Getty)
+ الخط -
لم يكن أحمد (اسم مستعار) يعرف أن بحثه عن عمل سيكلّفه المكوث في السجن مدة ستة أيام، ويكون عرضة للمساءلة والتوقيف عند الحاجز لدى دخوله إلى مخيّم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان) والخروج منه.

أحمد شاب فلسطيني يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً. ولد في مخيم عين الحلوة وما زال يعيش فيه. لم يتابع تعليمه ولا يعرف القراءة والكتابة لأنه لم يرغب بالتعلم. كان يكره المدرسة لكنّه تعلّم الحدادة ظناً منه أنه يستطيع العمل فيها في أي مكان يحتاجه، ويتمكّن من تأمين مستقبله ودخل مادي يساعده في تحسين وضعه الاجتماعي.

خرج أحمد من مخيّم عين الحلوة بحثاً عن عمل يستطيع من خلاله إعالة نفسه. وبالفعل، استطاع إيجاد عمل لكن شروط الوظيفة كانت تقتضي أن يقدم الموظف ورقة "لا حكم عليه". توجه إلى السراي الحكومي في مدينة صيدا طالباً هذه الورقة، ليتبين أنه مطلوب بتهمة إطلاق نار في المخيم خلال أحد الأعراس.
يقول: "لم أكن أعلم أنني مطلوب بتهمة إطلاق نار. كتبت الموظفة اسمي على الكومبيوتر، فاعتقلت ونُقلت إلى ثكنة للجيش اللبناني في مدينة صيدا. هناك، بدأ التحقيق معي بتهمة إطلاق النار وحيازة السلاح. خرجت بكفالة ولم أتعرض للضرب أو التعذيب، لكنني كدت أموت من الجوع وخسرت فرصة العمل التي كنت أنتظرها، وبت عاطلاً عن العمل".

يتابع أحمد: "في ما مضى، كنت أخرج من المخيم وأعود إليه من دون أن يطلب مني أحد بطاقة الهوية. وبعدما تغير عناصر الجيش الذين كانوا موجودين عند مداخل المخيم، وسألني أحدهم عن بطاقتي، تبين له أنني مطلوب بالتهمة ذاتها. حاولت إقناعه أنني سُجنت مدة ستة أيام وخرجت بكفالة، إلا أنه أصرّ على موقفه ونقلت إلى الثكنة، وسلمني لعناصر الجيش الذين فتحوا تحقيقاً معي ليتبين أن القضية لم تسقط عني بعد".

وبعد تدخل شخصيات سياسية نافذة أفرج عنه، إلا أنه بات يخشى الخروج من المخيم. يضيف أنه لا قيمة لحياته في الوقت الحالي، بعما صار يكتفي بالتنقل بين شوارع المخيم. "أشعر بأن أحلامي انتهت تماماً، وها أنا أخشى التقدم بطلب للحصول على وظيفة. ولكثرة ما بتّ أخاف، قليلاً ما أتنقل خارج حدود معينة".
يلفت إلى أن العديد من الشباب باتوا يتجنبون الخروج من المخيم، خشية أن يكونوا مطلوبين من أجهزة الدولة اللبنانية، من دون أن يكونوا على علم بذلك. لكنه ما زال يتمنى أن يكون حاله أفضل في المستقبل القريب.

المساهمون