ينسحب مروان (20 عاماً) من بين زملائه في كلية العلوم في بغداد خلسة، قاصداً سوق البالة أو "النكة" (كلمة كردية تعني الثياب المستعملة) لشراء بعض الملابس. لا يفضّل أن يعرف أحد سره هذا. برأيه، "الأمر مخجل" لأن الثياب "مستعملة". تقع أسواق البالة في الأحياء الشعبية. يقصدها النساء والرجال والشباب وحتى الأطفال، بخاصة الفقراء. لكن للأغنياء أيضاً حصتهم. فهم يبحثون عن الماركات العالمية. لها أهمية كبيرة لدى العراقيين بسبب أسعارها الرخيصة، وجودة بضاعتها.
يقول مروان لـ "العربي الجديد" إن "غلاء الأسعار في المحال التجارية يدفعني للذهاب إلى سوق البالة، على الرغم من رائحة المعقمات التي تفوح منه. من هذا المكان، يشتري كل شيء. فالثياب غالباً ما تكون فريدة بعض الشيء، وحال بعضها ممتاز. عليّ فقط أن أغسلها لتصبح جاهزة. لكنني أخجل من البوح لزملائي في الجامعة عن مصدر ملابسي حتى لا يسخروا مني".
أما أم عقيل (48 عاماً)، فتقول لـ "العربي الجديد" إنها "اعتادت المجيء إلى سوق البالة في منطقة الكاظمية مع أمها وأختها منذ كانت صغيرة". صارت تعرف أسراره، وتسارع إلى انتقاء الملابس الجيدة، بخاصة تلك المستوردة. تقول إن "عمرها طويل، وهذا جيد من الناحية الاقتصادية". تضيف: "المحال التجارية تستغل المواسم لبيع الملابس، بخاصة مع بدء العام الدراسي والأعياد والمناسبات، ما يدفعني للمجيء إلى هنا والتبضع بحرية".
بالنسبة لطارق الشيخاني (35 عاماً)، يقول إنه "يواجه صعوبة لإقناع أطفاله الثلاثة بشراء ملابسهم من هذا السوق، إذ يرفضون ارتداء الملابس المستعملة". يضيف لـ "العربي الجديد": "في كل عام، أسعى جاهداً لإقناعهم بشراء ملابسهم من سوق البالة. ولأنهم يصرون على الرفض، أشتري بعض الملابس من المحال التجارية، والبعض الآخر من البالة، لضبط النفقات".
يملك رافد برسيم الجبوري (63 عاماً) عدداً من محال بيع الملابس المستعملة في سوق البالة في منطقة بغداد الجديدة وسط العاصمة. يقول لـ "العربي الجديد" إن "سوق البالة في العراق يرجع إلى 65 عاماً. هناك منفذان لدخول هذه الملابس إلى العراق: الأول عبر تركيا إلى إقليم كردستان شمالاً ثم إلى محافظات العراق المختلفة. أما المنفذ الثاني، فمن دولة الإمارات إلى محافظة البصرة جنوباً. غالبية هذه الملابس تستورد من دول شرق آسيا وأوروبا، وخصوصاً النروج وألمانيا وبلجيكا والسويد، بالإضافة إلى أميركا وكندا. وفي ما يتعلق برائحة الملابس، يشرح الجبوري أن "المستوردين يقومون برشها بمادة كالنفتالين، للتخلص من القوارض"، لافتاً إلى أنها تزول بمجرد غسلها بالمياه الساخنة. وينفي أن "تكون هذه الملابس مسببة لأية أمراض".
وعن أسعارها، يؤكد البائع أحمد مله عبد الله لـ "العربي الجديد" أنه "بعد شرائنا هذه الملابس من التجار، نقوم بفرزها. فلكل قطعة سعرها. لكن بشكل عام، يتراوح سعر القطعة الواحدة ما بين ثلاثة آلاف دينار (دولاران ونصف) وعشرة آلاف دينار (8 دولارات). أما تلك الجديدة، ومعظمها مستوردة من أوروبا، فتتراوح أسعار القطعة الواحدة ما بين 15 ألف دينار (12 دولارا) و40 ألف دينار (34 دولارا)، وهي أسعار مناسبة جداً".
إلى ذلك، يؤكد المدير العام للصحة العامة في وزارة الصحة، زياد طارق، لـ "العربي الجديد" أن "لجان الوزارة تعمد إلى زيارة هذه الأسواق لمراقبة الملابس"، لافتاً إلى أن "تلك اللجان وجدت أن بعض المحال لا تلتزم بالمعايير الصحية والطبية، حتى أنه تم إغلاق بعضها". ويؤكد أنه "لا ضير من استيراد الملابس المستعملة شرط أن تكون حاملة لشهادة من دول المنشأ، عدا عن رشها بمواد خاصة بهدف القضاء على أية أمراض قد تنقلها".
يقول مروان لـ "العربي الجديد" إن "غلاء الأسعار في المحال التجارية يدفعني للذهاب إلى سوق البالة، على الرغم من رائحة المعقمات التي تفوح منه. من هذا المكان، يشتري كل شيء. فالثياب غالباً ما تكون فريدة بعض الشيء، وحال بعضها ممتاز. عليّ فقط أن أغسلها لتصبح جاهزة. لكنني أخجل من البوح لزملائي في الجامعة عن مصدر ملابسي حتى لا يسخروا مني".
أما أم عقيل (48 عاماً)، فتقول لـ "العربي الجديد" إنها "اعتادت المجيء إلى سوق البالة في منطقة الكاظمية مع أمها وأختها منذ كانت صغيرة". صارت تعرف أسراره، وتسارع إلى انتقاء الملابس الجيدة، بخاصة تلك المستوردة. تقول إن "عمرها طويل، وهذا جيد من الناحية الاقتصادية". تضيف: "المحال التجارية تستغل المواسم لبيع الملابس، بخاصة مع بدء العام الدراسي والأعياد والمناسبات، ما يدفعني للمجيء إلى هنا والتبضع بحرية".
بالنسبة لطارق الشيخاني (35 عاماً)، يقول إنه "يواجه صعوبة لإقناع أطفاله الثلاثة بشراء ملابسهم من هذا السوق، إذ يرفضون ارتداء الملابس المستعملة". يضيف لـ "العربي الجديد": "في كل عام، أسعى جاهداً لإقناعهم بشراء ملابسهم من سوق البالة. ولأنهم يصرون على الرفض، أشتري بعض الملابس من المحال التجارية، والبعض الآخر من البالة، لضبط النفقات".
يملك رافد برسيم الجبوري (63 عاماً) عدداً من محال بيع الملابس المستعملة في سوق البالة في منطقة بغداد الجديدة وسط العاصمة. يقول لـ "العربي الجديد" إن "سوق البالة في العراق يرجع إلى 65 عاماً. هناك منفذان لدخول هذه الملابس إلى العراق: الأول عبر تركيا إلى إقليم كردستان شمالاً ثم إلى محافظات العراق المختلفة. أما المنفذ الثاني، فمن دولة الإمارات إلى محافظة البصرة جنوباً. غالبية هذه الملابس تستورد من دول شرق آسيا وأوروبا، وخصوصاً النروج وألمانيا وبلجيكا والسويد، بالإضافة إلى أميركا وكندا. وفي ما يتعلق برائحة الملابس، يشرح الجبوري أن "المستوردين يقومون برشها بمادة كالنفتالين، للتخلص من القوارض"، لافتاً إلى أنها تزول بمجرد غسلها بالمياه الساخنة. وينفي أن "تكون هذه الملابس مسببة لأية أمراض".
وعن أسعارها، يؤكد البائع أحمد مله عبد الله لـ "العربي الجديد" أنه "بعد شرائنا هذه الملابس من التجار، نقوم بفرزها. فلكل قطعة سعرها. لكن بشكل عام، يتراوح سعر القطعة الواحدة ما بين ثلاثة آلاف دينار (دولاران ونصف) وعشرة آلاف دينار (8 دولارات). أما تلك الجديدة، ومعظمها مستوردة من أوروبا، فتتراوح أسعار القطعة الواحدة ما بين 15 ألف دينار (12 دولارا) و40 ألف دينار (34 دولارا)، وهي أسعار مناسبة جداً".
إلى ذلك، يؤكد المدير العام للصحة العامة في وزارة الصحة، زياد طارق، لـ "العربي الجديد" أن "لجان الوزارة تعمد إلى زيارة هذه الأسواق لمراقبة الملابس"، لافتاً إلى أن "تلك اللجان وجدت أن بعض المحال لا تلتزم بالمعايير الصحية والطبية، حتى أنه تم إغلاق بعضها". ويؤكد أنه "لا ضير من استيراد الملابس المستعملة شرط أن تكون حاملة لشهادة من دول المنشأ، عدا عن رشها بمواد خاصة بهدف القضاء على أية أمراض قد تنقلها".
النكة إلى توسع
شهد سوق البالة أو "النكة" (كما يطلق عليه العراقيون) توسعاً خلال السنوات الأخيرة، حتى بات يلبي جميع احتياجات الناس، وبات مفتوحاً على قطاعات عدة. على سبيل المثال، هناك سوق للكهربائيات والأثاث المنزلي، التي يقبل عليها المواطنون أيضاً بسبب أسعارها المقبولة وجودتها في آن. لذلك، يجد التجار أنفسهم مجبرين على تلبية طلبات الزبائن.