التقى رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر علي بن صميخ المري، اليوم الخميس، بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، في مقر المكتب الباباوي، حاملاً إليه رسائل حول شكاوى ومعاناة آلاف الأسر المشتتة من ضحايا انتهاكات دول الحصار.
ودعا المري البابا إلى الضغط على تلك الدول لوقف انتهاكاتها، ووضع حدٍّ لمعاناة الآلاف من الأسر المشتتة، والطلبة المطرودين من مدارسهم من جراء استمرار الحصار الجائر ضد قطر منذ نحو 20 شهراً.
ووفق بيان اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، فإن المري "ناشد البابا فرانسيس، بمناسبة زيارته المرتقبة لأبو ظبي، الضغط على السلطات الإماراتية وباقي دول الحصار، لتحييد المدنيين وعدم إقحامهم في الأزمة السياسية، وتحميلهم تبعاتها الإنسانية من منطلق حرصه على حماية حقوق الإنسان، ودفاعه عن السلم والأمن في العالم"، محذراً في الوقت ذاته من أن "تمادي الإمارات في انتهاكاتها سيؤدي إلى تهديد السلم والأمن في المنطقة".
وقدم المري خلال لقائه البابا إيجازاً عن تداعيات الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو/ حزيران 2017، محذّراً من تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، بسبب تعنّت دول الحصار، ورفضها التجاوب مع شكاوى ونداءات المتضررين من جهة، وتعمّدها من جهة أخرى التعامل بمنطلق "حوار الطرشان" مع نداءات المنظمات الدولية، وتقارير المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وقرار محكمة العدل الدولية، التي تطالبها بالتعقل والجلوس إلى طاولة الحوار لحل الأزمة.
وخاطب المري البابا قائلاً: "أنقل رسالة إلى قداستكم، حمّلتني إياها آلاف الأسر المشتتة، والأطفال والنساء الذين تقطعت بهم السبل، وحرموا من لمّ شملهم منذ نحو 20 شهراً، بسبب إجراءات عقابية لا تمتّ بصلة للأخلاق والقيم الإنسانية، أمعنت في اتخاذها السعودية والإمارات والبحرين بذريعة خلاف سياسي، لا ناقة لهم فيه ولا جمل".
وانتقد المري الخطاب المزدوج لحكومات دول الحصار التي تزعم دعمها للسلم العالمي، بينما تُمعن في محاصرة الشعوب وانتهاك حقوقهم، متسائلاً: "كيف تزعم دول الحصار دعمها للسلام، وهي تُمعن في تمزيق وتقطيع النسيج الاجتماعي الخليجي من جراء القرارات العقابية التي تمنع الشعوب من التواصل؛ ليس في قطر فحسب، بل حتى شعوبهم لم تسلم من قراراتهم العنصرية والتمييزية".
وأهدى المري إلى البابا في نهاية اجتماعهما كتاب "المخطوطات حول حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية"، وبحثا دراسة إمكانية تنظيم معرض للخط العربي حول "حقوق الإنسان في الإسلام" في الفاتيكان مستقبلاً، بعد النجاح والإقبال الذي لقيه المعرض في نسخه السابقة التي احتضنتها العديد من دول العالم.
وسلم المسؤول القطري وزير الدولة وحقوق الإنسان بالفاتيكان، كافة التقارير التي توثّق انتهاكات دول الحصار، بما فيها "تقرير عام على حصار قطر" الذي أصدرته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وتقرير المفوضية السامية في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول حصار قطر، إلى جانب نسخة من قرار محكمة العدل الدولية حول شكوى دولة قطر بشأن الإجراءات التمييزية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا التقرير الذي أصدرته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان حول الانتهاكات الإماراتية لقرار محكمة العدل الدولية خلال 6 أشهر.
ويزور البابا فرانسيس دولة الإمارات يوم 3 فبراير/ شباط المقبل، وذلك للمشاركة في حوار الأديان، وأعلن الفاتيكان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الزيارة.