الانسحاب من "أوبك" يُجنب قطر المخاوف من مشروع قانون أميركي

13 ديسمبر 2018
الكعبي أثناء توقيع اتفاق "إكسون موبيل" يونيو الماضي(فرانس برس)
+ الخط -
حتى قبل أن يتولى إدارة سياسة الطاقة القطرية، في تغيير حكومي الشهر الماضي، كان الرئيس التنفيذي لـ"قطر للبترول"، سعد بن شريدة الكعبي، يرغب في أن تغادر الدوحة "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك).

وقالت 3 مصادر في القطاع النفطي إن الكعبي كان يشعر بالقلق من أن عضوية قطر في "أوبك" قد تكون حجر عثرة أمام طموحات "قطر للبترول" في الولايات المتحدة، حيث تملك الشركة واحدا من أكبر مرافئ الغاز الطبيعي المسال في العالم، وتشتيتا لجهودها في الوقت الذي ترفع الدوحة إنتاجها من الغاز إلى المثلين.

وقد يعرّض تشريع أميركي مقترح معروف باسم "نوبك" (أي قانون منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج النفط وتصديره) أعضاء "أوبك" لدعاوى قضائية، وهو ما سيكون مبعث تهديد لقطر للبترول في الوقت الذي تخطط لاستثمار مزيد من المليارات في الولايات المتحدة.

وتقول المصادر إن خروج قطر جرى الإعداد له منذ أشهر، مدفوعا برغبة الكعبي في التركيز على عنصر قوة قطر في الغاز الطبيعي المسال بدلا من "أوبك"، حيث للدوحة ثقل محدود كونها لا تنتج الكثير من النفط.


وقال جيمس دورسي الباحث في كلية "س. راغاراتنام للدراسات الدولية": "يُخرج هذا قطر عن مجمل الجدل الدائر داخل الكونغرس بشأن ما إذا كانت أوبك تكتلا احتكاريا أم لا".

ورأى كثيرون في قرار انسحاب قطر من أوبك بعد 57 عاما من العضوية وقبل يومين فحسب من اجتماع مهم لأوبك بشأن سياسة الإنتاج في فيينا الأسبوع الماضي، ضربة للسعودية، التي فرضت مع البحرين ومصر والإمارات حصارا على قطر منذ يونيو/حزيران 2017.

خطر "نوبك"

الرئيس الأميركي دونالد ترامب منتقد علني لـ"منظمة البلدان المصدرة للبترول"، إذ يلقي عليها باللوم في ارتفاع أسعار النفط. ويشعر أعضاء "أوبك" بالقلق من جراء تضرر العلاقات الأميركية - السعودية بفعل مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول.

ويدرس مجلس الشيوخ الأميركي هذا الأسبوع قرارا مشتركا يدين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في ما يتعلق بقتل خاشقجي. وأبلغ ترامب "رويترز" أنه يدعم ولي العهد حاكما فعليا لحليف استراتيجي، قائلا إنه كرر نفي ضلوعه في مقتل خاشقجي.

لكن مصادر القطاع قالت لـ"رويترز" إن التهديد باتخاذ إجراء قانوني محتمل بموجب "نوبك" أصبح مصدر خطر للدوحة، في الوقت الذي تسعى لتعزيز مركزها كأكبر منتج للغاز المسال في العالم.

و"قطر للبترول" المملوكة للدولة هي مالك حصة الأغلبية في مرفأ "غولدن باس" للغاز المسال في تكساس، وتحوز شركتا النفط الأميركيتان "إكسون موبيل" و"كونوكو فيليبس" حصصا أصغر.

وتدرس "قطر للبترول" شراء أصول غاز أميركية، ومن المقرر أن تبت قريبا في ضخ مزيد من الاستثمار في مشروع "غولدن باس" للغاز المسال.

وفي حين أن قطر من بين أصغر منتجي أوبك بإنتاج يبلغ نحو 600 ألف برميل يوميا، أو 0.6% من الطلب العالمي، فإنها من بين أكثر اللاعبين المؤثرين في سوق الغاز العالمية بفضل إنتاجها البالغ 77 مليون طن من الغاز المسال سنويا.

وإنتاج الغاز القطري عامل مهم في تصديها للحصار، كما تخطط الدوحة لتعزيز طاقتها الإنتاجية 43% بحلول 2023-2024.

وقال الكعبي في فيينا، الأسبوع الماضي، إنه لكونها منتجا للغاز في المقام الأول، فإن الدوحة لا ترى قيمة مضافة في عضويتها بأوبك وإن مغادرتها "لم تكن قرارا سياسيا بنسبة 100%".

وصرح للصحافيين، عشية أول وآخر اجتماع يحضره كرئيس لوفد قطر لدى "أوبك": "ليس لنا وزن كافٍ في أوبك كي يكون لنا تأثير". وتعهد الكعبي بأن تحدث قطر للبترول "دويا كبيرا" قريبا.

وتقول مصادر بالقطاع إن الخروج من أوبك يحمل بصمات الرئيس التنفيذي الذي قام على نحو جريء بتبسيط هيكل "قطر للبترول" منذ توليه منصبه في 2014، ليدمج شركات تابعة ويسرح آلاف الموظفين بغية إعادة التركيز على أمر واحد: إنتاج مزيد من الغاز.
وقال مصدر: "يتلاءم هذا مع رغبته في التبسيط، والتركيز على النفط والغاز والسعي لتجنب الأمور الهامشية التي اعتادت "قطر للبترول" القيام بها. يتماشى هذا جدا مع ذلك المسعى للخروج من الأنشطة غير الأساسية".

ووفق المصادر، فمن المرجح أن تكون خطة الانسحاب من أوبك قد بدأت في يونيو/حزيران حين حضر الكعبي محادثات أوبك في فيينا مع وزير الطاقة في ذلك الوقت محمد السادة.

(رويترز)
المساهمون