الانتخابات الفرنسية: المرشحون الصغار في حلبة الكبار

04 ابريل 2017
مناظرة تلفزيونية بين 11 مرشحاً اليوم (فرانس برس)
+ الخط -
في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الانتخابات الرئاسية الفرنسية يتواجه، مساء اليوم الثلاثاء، المرشحون الأحد عشر بصغيرهم وكبيرهم، ويتساجلون على قدم المساواة، وهذا بخلاف المناظرة السابقة التي جمعت خمسة مرشحين رئيسيين فقط، الشهر الماضي، وهم مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، والمرشح الاشتراكي بونوا هامون، والمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون ومرشح اليمين المحافظ، فرانسوا فيون.

أمّا الضيوف الجدد من صغار المرشحين في مناظرة الليلة فهم: مرشح الحزب الجديد المناهض للإمبريالية، فيليب بوتو، والسياسي المخضرم الذي ترشح لانتخابات 1995 و2012 وحقق نتيجة رمزية، وجاك شيميناد، والنائب الوسطي، جان لاسار، والمرشح اليميني ذو النزعة السيادية نيكولاس دوبون-اينيان، ومرشحة حزب الكفاح العمالي، ناتالي آرتو، والمرشح المستقل فرنسوا أسيلينو.

وتمثل هذه المناظرة فرصة كبيرة لصغار المرشحين، والذين تهمشهم استطلاعات الرأي ويفتقدون الحضور الإعلامي المحتكر من طرف المرشحين الرئيسيين.



وسيحاول هؤلاء إسماع أصواتهم وطرح مشاريعهم الانتخابية من أجل الوصول إلى ملايين المشاهدين، والذين سيتابعون هذه المناظرة من باب الفضول والرغبة في معرفة هؤلاء المرشحين، والذين تمكنوا من الحصول على 500 تزكية من النواب ورؤساء البلديات، وهو الحد الأدنى الذي يجب على كل مرشح للرئاسيات أن يتوفر عليه للحصول على الاعتراف بترشحيه من طرف المجلس الدستوري.

ويخشى المراقبون أن تنقلب هذه المناظرة إلى مباراة في التراشق الكلامي، وأن تعمها الفوضى، بالنظر إلى كثرة عدد المرشحين الذين يساوي عددهم عدد لاعبي منتخبٍ لكرة القدم. كذلك يُخشى أن يعمد المرشحون الصغار إلى استفزاز المرشحين الأوفر حظاً في السباق مثل لوبان أو ماكرون أو فيون، خاصة أن هؤلاء يعانون من مسلسل فضائح قضائية شغل الرأي العام منذ أسابيع عديدة.

وبحسب مراقبين، فقد ينتهز المرشحون الصغار فرضة هذه المناظرة لكيل الاتهامات للمرشحين الأوفر حظاً بخلاف المناظرة السابقة، والتي تجنب فيها المرشحون الخوض في هذا الموضوع.

وبسبب كثرة المرشحين وضيق الوقت، اختار المنظمون ثلاثة محاور رئيسية فقط للنقاش، وهي خلق الوظائف وقضايا الأمن والمسائل الاجتماعية. وستتم التضحية بقضايا السياسة الأوروبية والدولية، وهي قضايا أساسية تدخل عادة في صلب المهمات الملقاة على عاتق الرئيس الفرنسي.

وبالنسبة للمرشحين الرئيسيين فسيكمن رهانهم الأساسي في عدم الانسياق في إيقاع صاخب يفرضه المرشحون الصغار ويهدد بالتعتيم على أصواتهم.

ويأمل كل من لوبن وماكرون في تعزيز تقدمهما على بعضهما البعض لكونهما يكادان يتعادلان في استطلاعات الرأي، إذ حصل كل منهما على نحو 26 بالمائة من نوايا الأصوات. أما فيون الذي تراجع إلى المرتبة الثالثة (17 بالمائة) بعد فضيحة الوظائف الوهمية التي أدت إلى توجيه التهمة إليه باختلاس أموال عامة (في سابقة بالنسبة لمرشح أساسي للرئاسة)، فسيسعى لإقناع الناخبين بنجاعة برنامج التقشف الذي يدعو إليه، آملاً في الانتقال إلى الدورة الثانية.

ويأتي في المرتبة الرابعة، زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي يواصل التقدم بشكل لافت في استطلاعات الرأي الأخيرة، إذ بات يحظى بتأييد 15 في المائة من الناخبين، متقدماً بفارق كبير عن خصمه الاشتراكي بونوا آمون. ويأمل ميلانشون في مواصلة التقدم سعياً لتخطي المحافظ فيون.



ومن جهته، سيحاول هامون أن يجد موطئ قدم في حلبة المناظرة المزدحمة ليخرج من شرنقة المرتبة الخامسة التي تقوّض آمال الحزب الاشتراكي في المرور إلى الدورة الثانية، خاصة أن ميلانشون، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، أضحى الوجه الذي يمثل اليسار في معركة الرئاسيات.

تقنياً، عمد المنظمون في قناتي "بي إف إم" و"سينيوز" اللتين تنقلان مباشرة المناظرة، إلى وضع المرشحين في نصف دائرة في مواجهة الصحافيتين، وجرى منع المرشحين من استعمال الهواتف النقالة حتى لا يتكرر مشهد المرشح اليميني فرانسوا فيون، والذي كان يتواصل مع مستشاريه عبر الرسائل النصية خلال المناظرة السابقة.

وتمتد المناظرة لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة. وسيكون على الصحافيتين روت إلخرييف ولورانس فيراري المكلفتين بإدارة المناظرة ونقاشاتها التحلي بكثير من المرونة ورباطة الجأش لضبط المرشحين.

وبخلاف المناظرة السابقة التي توفر فيها المرشحون على وقت كافٍ لعرض برامجهم وأفكارهم، فإن الوقت سيكون محدوداً هذه المرة، وعلى كل مرشح ألّا يتجاوز 17 دقيقة في مجموع مداخلاته.

كذلك حدّد المنظمون عدد جمهور الحاضرين في المناظرة بـ220 شخصاً من أنصار المرشحين الأحد عشر، وسيكون لتفاعلهم مع السجال دور كبير في قياس حرارة المناظرة.