الانتخابات الأوروبية: تراجع لأحزاب الائتلاف الحاكم بألمانيا وتقدم للخضر والبديل

27 مايو 2019
حقق حزب الخضر تقدماً غير مسبوق (Getty)
+ الخط -

منيت أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا، يوم الأحد، بخسارة تاريخية في الانتخابات الأوروبية، وأظهرت النتائج الأولية تراجعاً للحزب المسيحي الديمقراطي مقارنة بانتخابات عام 2014، إذ حقق الاتحاد المسيحي 28.8%، ورغم ذلك بقي الأقوى بين الأحزاب الألمانية، أما الاشتراكي فتعرض لصدمة قوية وحل ثالثا بعد أن خسر أكثر من عشر نقاط عن الانتخابات الماضية حيث حقق 15.5% مقابل 27.3% عام 2014.


الرابح الأكبر كان حزب الخضر الذي حقق تقدما كبيرا وحل ثانيا بنسبة 20.8%، وبذلك يكون قد حاز على أفضل نتيجة له على مستوى البلاد وحوالي ضعف الأصوات مقارنة بانتخابات العام 2014، كذلك نال حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي 10.8% من الأصوات أي بزيادة أكثر من 3% عن عام 2014، ولكن أقل مما كان متوقعا في استطلاعات الرأي قبل أيام قليلة من الانتخابات.

أما حزب اليسار ففقد نقطتين مقارنة بانتخابات العام 2014 وحصل على 5.4% من الأصوات، وتقدم الليبرالي الحر نقطتين عن انتخابات العام 2014 ونال 5.4% من الأصوات.

وفي ضوء النتائج التي بيّنها التلفزيون الألماني، فإن المقاعد النيابية الـ96 المخصصة لألمانيا في البرلمان الأوروبي ستتوزع على الشكل التالي: المسيحي الديمقراطي 23 مقعدا والاجتماعي المسيحي 6 مقاعد وهما يشكلان معاً ما يعرف بالاتحاد المسيحي، ولحزب الخضر 21 مقعدا، والاشتراكي 16 مقعدا، والبديل اليميني الشعبوي 11 مقعدا، والليبرالي الحر واليسار لكل منهما 5 مقاعد لتبقى تسعة مقاعد سوف تكون من نصيب الأحزاب الصغيرة ذات الحضور الضعيف كأحزاب "الناخبون الأحرار" والقراصنة والعائلة وحماية الحيوان.

تجدر الاشارة، إلى أن هذه الدورة الانتخابية شهدت مشاركة قياسية وصلت إلى 61.5% مقابل 48.1% عام 2014، وهذا يعتبر رقما قياسيا منذ إعادة توحيد ألمانيا وفق ما أشارت إليه تقارير إعلامية، كما أن بعض الإحصاءات والخبراء في الشأن الانتخابي لفتوا إلى أن الأحزاب التقليدية بينها المسيحي الديمقراطي خسرت كما هائلا من أصوات جيل الشباب والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما، الأمر الذي عزاه الكثير من المسؤولين السياسيين في الحزب وعلى رأسهم الزعيمة كرامب كارنباور إلى العجز والتقصير في التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما ذكرته صحيفة بيلد، وأن التقديرات تشير إلى أن واحدا من كل أربعة ناخبين ابتعد عن الأحزاب التقلدية خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وفي ضوء النتائج الأولية، برزت تعليقات لزعماء الأحزاب المتنافسة، إذ قالت كارنباور إن الاتحاد وصل إلى هدفه المتمثل في أن يكون الأقوى، وحيث من المتوقع أن يصبح حزب الشعب الأوروبي أولا في البرلمان الأوروبي. وهذا ما يدعم حضور مرشح الحزب مانفرد ويبر ليكون المرشح الأبرز لمنصب رئاسة المفوضية الأوروبية، إلا أنها اعترفت بالأخطاء في الحملة الانتخابية مع فشل حزبها في إعطاء الأولوية لقضايا الأمن والازدهار في الاتحاد الأوروبي في ظل التركيز على حماية المناخ والذي بات أولوية للمسيحي الديمقراطي.


أما زعيمة الاشتراكي أندريا ناليس فاعتبرت من برلين أن النتائج "مؤلمة ومخيبة للغاية. لسوء الحظ لم نتمكن من تغيير الأمور ولا يزال يتعين علينا القيام بالكثير"، فيما قالت زميلتها والمرشحة الرئيسية للحزب للانتخابات الأوروبية كاترينا بارلي إن أحد أسباب ضعف الأداء لحزبها هو الإهمال في حماية المناخ، وكما أعلنت في وقت سابق أنها ستستقيل الإثنين من منصبها كوزيرة للعدل في الحكومة الاتحادية.

بدورها، المرشحة الرئيسية للخضر سكا كلير أشادت بالقفزة النوعية التي حققها حزبها قائلة إن "النتيجة مثيرة، وأداء فريق رائع، وفي نظرنا هذا يحملنا مهمة ومسؤولية كبيرة، وبخاصة في مجال حماية المناخ"، وفق ما صرحت به للقناة الأولى في التلفزيون الألماني، أما يورغ مويتن الزعيم المشارك للبديل والمرشح الأعلى للانتخابات الأوروبية فقال في تصريحات صحفية: "سنذهب إلى بروكسل لإصلاح الاتحاد الأوروبي وتقليص مهامه الأساسية، إذ ستصبح لدينا كتلة قوية". أما زعيم الليبرالي الحر كريستيان ليندنر فرأى أن النتيجة إيجابية.

دلالات