وكان الزعيم السابق لحزب الاستقلال البريطاني قد أسس حزباً جديداً "مدافعاً عن بريكست"، في يناير/ كانون الثاني الماضي. وتمكن هذا الحزب من بناء دعمه الشعبي على حساب المحافظين والعمال وحزب الاستقلال.
وكشف استطلاع الرأي الذي أجرته "يوغوف" لصالح صحيفة "التايمز"، أن "حزب بريكست" يحظى بدعم 23 في المائة من البريطانيين، يتبعه العمال بنسبة 22 في المائة، ومن ثم المحافظون بنسبة 17 في المائة، بناء على نية التصويت في الانتخابات الأوروبية المقبلة.
أما حزب التغيير البريطاني، والذي أسسه عدد من النواب المنشقين عن حزبي العمال والمحافظين، فيتمتع بتأييد 8 في المائة من الناخبين، وذلك بعد أقل من شهر من تأسيسه. أما حزب الخضر فيتمتع بنحو 10 في المائة، والديمقراطيون الأحرار بنسبة 9 في المائة.
واحتفى فاراج بالأجواء الإيجابية التي يعكسها استطلاع الرأي، قائلاً: "لا تزال أمامنا طريق طويلة، ولكن من الواضح وجود رغبة بتغيير السياسة إلى الأفضل".
وكان "حزب بريكست" قد بدأ أخيراً، في استقطاب عدد من الشخصيات المنتمية إلى أحزاب أخرى، مثل أنونزياتا ريس موغ، من حزب المحافظين، وهي شقيقة زعيم متشددي بريكست في البرلمان البريطاني، جاكوب ريس موغ.
كما انضم إليها أيضاً جون لونغوورث، المدير العام السابق للغرف التجارية البريطانية. ويضاف إليهما أيضاً 12 نائباً في البرلمان الأوروبي عن حزب الاستقلال.
ونجح حزب الاستقلال بزعامة فاراج بالحصول على 27 في المائة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية عام 2014، بينما حصل العمال حينها على 24 في المائة والمحافظون على 23 في المائة.
ومن جهته، قال فنس كابل، زعيم الديمقراطيين الأحرار، يوم أمس، إنه يرغب في رؤية الأحزاب الداعمة للبقاء في الاتحاد الأوروبي "تقاتل معاً تحت الراية ذاتها"، مضيفاً أن "تحالفاً من هذا النوع أفضل من وجهة نظر مؤيدي عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".
ووفقاً لاستطلاع الرأي، إن مجموع الأصوات المؤيدة كلياً للبقاء في الاتحاد، والموزعة بين حزب التغيير والديمقراطيين الأحرار والخضر، يصل إلى 27 في المائة، متفوقة على حزب بريكست. وبينما توجد محادثات بين هذه الأحزاب لتوحيد جهودها، لا تزال أمامها عقبات، أهمها تحديد مدى شعبيتها في مختلف المناطق البريطانية.
وعلق أنتوني ويلز، مدير الأبحاث السياسية في يوغوف، بالقول إن الاسم الصريح لـ"حزب بريكست" ساهم في حصوله على الدعم. "إذا أردت القول إنك تدعم بريكست، فهناك حزب يدعو نفسه باسم حزب بريكست. بالتأكيد يدعمهم ذلك، في مقابل حزب التغيير المنبثق عن المجموعة البرلمانية المستقلة". وأضاف: "سبب آخر لدعم حزب بريكست هو أن كثراً لم يستوعبوا بعد أن نايجل فاراج هو حزب بريكست وليس حزب الاستقلال".
أما الحملة المطالبة بالاستفتاء الثاني فقد علقت على نتائج الاستطلاع، بالقول إنها "دليل على ضرورة أن يدعم العمال الاستفتاء الثاني".
وقالت مرغريت بيكيت، وزيرة الخارجية السابقة: "لقد كشفت هذه الانتخابات عن كونها ملعباً لنموذج السياسة اليمينية المتطرفة الخاصة بنايجل فاراج سابقاً، وقد تكون كذلك مجدداً. ولكن الرسالة التي يكشف عنها هذا الاستطلاع شديدة الوضوح: إذا كان في استطاعة أي كان هزيمة فاراج فهو العمال، وفقط في حال دعم الاستفتاء الثاني".