الاقتصاد العالمي في فوهة أزمة القرم

17 مارس 2014
أزمة انفصال القرم تهدد الاقتصاد العالمي
+ الخط -

أثار تصاعد الأزمة العالمية حول انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا، واحتدام الخلاف مع الغرب، موجات من الخوف في جميع أسواق العالم، ولم تفلت معظم القطاعات الاقتصادية من الآثار السلبية المترتبة على التوترات، وأصبح الاقتصاد العالمي في فوهة بركان الأزمة.

وقامت أسواق العملات والبورصات والطاقة، برد فعل سريع وسلبي، اليوم الإثنين، على تطورات الأزمة المتلاحقة، وهرع المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، ما رفع أسعاره لأعلى مستوى منذ ستة أشهر تقريبا.

وتعقدت الأزمة، بعد إعلان برلمان القرم، اليوم الإثنين، الانفصال عن أوكرانيا عقب انتهاء التصويت على الاستفتاء، وفي المقابل أعلن الغرب غضبه من روسيا.

وعلى خلفية التوترات، هبط مؤشر نيكيّ القياسي في بورصة طوكيو لأقل مستوى في ستة أسابيع، اليوم، ما أثر سلبا على معنويات المستثمرين، وتراجع المؤشر 0.4 في المئة إلى 14277.67 نقطة ليسجل أقل مستوى منذ السادس من فبراير/ شباط.

وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.8 في المئة إلى 1154.93 نقطة وسط تعاملات ضعيفة إذ جرى تداول 1.99 مليار سهم.

ورغم أن تأثيرات الأزمة الروسية الأوكرانية تطال العالم أجمع، إلا أن روسيا كان لها نصيب الأسد، وحذر نائب وزير الاقتصاد الروسي سيرجي بيلياكوف، من أن اقتصاد بلاده يمر بأزمة.

وفرض الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم عقوبات على الدب الروسي، وتم تجميد أموال 11 روسيا وأوكرانيا، منهم الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، بالإضافة إلى فلاديسلوف سوركوف وسيرجي جلازييف، وهما مساعدان لبوتين.

ومضى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قدما اليوم، باتجاه فرض مزيد من العقوبات على روسيا، ودان الاتحاد الأوروبي، المؤلف من ثمان وعشرين دولة، الاستفتاء الذي جرى في القرم.

 ويتوقع موافقة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من اليوم الإثنين، على قائمة كاملة بالأشخاص المستهدف تجميد أصولهم ومنعهم من السفر.

وألمح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى إمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد روسيا خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي تبدأ الخميس، ويمهد ذلك لتوسيع الخلاف بين الشريكين التجاريين.

في الوقت نفسه، أشار الوزراء الأوروبيون إلى أنهم يريدون ألا تكون الإجراءات العقابية صارمة للغاية، أملا في إبقاء روسيا على تواصل دبلوماسي للبحث عن حل للأزمة.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن أي إجراء لا بد أن يترك "السبل والاحتمالات مفتوحة لمنع مزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى انقسام أوروبا."

ودفع شتاينماير مجددا من أجل أن تقبل روسيا إرسال بعثة مراقبة محايدة إلى شرق وجنوب أوكرانيا، من أجل أن تكون هناك مراقبة لصيقة لما إذا كانت روسيا ما تزال تقف وراء أزمة القرم وزعزعة استقرار أوكرانيا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد علق بالفعل المباحثات مع روسيا حول اتفاق اقتصادي واسع النطاق واتفاق حول التأشيرة. وبعد حظر السفر وتجميد الأصول المحتملين بحق مسؤولين بارزين تورطوا في الانفصال، يمكن أن يبدأ قادة أوروبا فرض عقوبات اقتصادية على روسيا في عطلة نهاية الأسبوع الجاري.

وقال شتاينماير "آمل أن تدرك روسيا أن العقوبات ستضر بالجميع، لكن ليس أكثر من الروس أنفسهم".

وفي المقابل استفاد الذهب من الأزمة، واقترب من أعلى مستوى له في أكثر من ستة أشهر اليوم، بفعل التوترات، وارتفع السعر الفوري 0.1 في المئة إلى 1383.60 دولار للأوقية، صباحا.

 وقال ديك بون المدير العام لشركة هيرايوس ميتالز لتكرير الذهب وتجارته في هونج كونج "المناخ السياسي بخصوص أوكرانيا يدعم أسعار (الذهب) بشدة وسيظل كذلك لبعض الوقت. أعتقد أن من السهل أن تصعد الأسعار إلى 1500 دولار في الأسابيع القليلة المقبلة."

وارتفع الذهب 15 في المئة هذا العام مع تصاعد التوترات، وبواعث القلق من التباطؤ الاقتصادي، ليلجأ المستثمرون إلى المعدن النفيس كملاذ آمن.

وصعد البلاتين 0.9 في المئة إلى 1474.25 دولار، والبلاديوم 1.2 في المئة إلى 775.75 دولار للأوقية.

وشهد الين تراجعا قليلا مقابل الدولار واليورو، اليوم الإثنين، بسبب الأزمة.

كما ثارت موجة من الرعب في أسواق الطاقة العالمية، أدت إلى ارتفاع أسعار النفط ونشوء مخاوف من قطع إمدادات الغاز.

وفي ظل التصعيد السياسي، شهدت التعاقدات الآجلة لخام مزيج برنت ارتفاعا، صباح اليوم، فوق 108 دولارات للبرميل، عقب تفاقم الأزمة في أوكرانيا ونشوء مخاوف من تعطل الإمدادات.

كما ارتفع خام غرب تكساس، وسط تصاعد الأزمة التي قد تشهد فرض واشنطن وأوروبا تدابير عقابية ضد أهداف روسية منتقاة في وقت قريب.

وأدت الأزمة أيضا إلى رفع وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للاستهلاك العالمي من النفط لعام 2014.

 

المساهمون