يفتتح وزير مالية اليونان سابقاً، حيث شغل هذا المنصب عام 2015، بهذا السؤال لأن ابنته زينا تعيش حالياً في أستراليا، ويعرف أنها ستبدأ بتعلّم تاريخ السكان الأصليين من خلال المناهج التي كتبها أستراليون بيض.
يبني صاحب "راشدون في الغرفة" تحليله لـ الاقتصاد العالمي بطريقة محفزّة على التفكير والتحدي وبعيدة عن الصوت الأبوي، معرّفاً هذا الاقتصاد وكيف أصبح ما هو عليه على نحو سهل مقرّباً إياه لكل من يقرأ الكتاب.
يجرب فاروفاكيس الذي وضع عدّة مؤلّفات لتقريب الاقتصاد وأساسياته لغير المتخصّصين فيه، تقديم هذا العلم الضبابي والملتبس من خلال الأساطير والحكايات الخرافية والقصص الطفولية وعلم الفضاء أيضاً.
يبدو مؤلف "فهم العالم ما بعد 2008"، قلقاً على تفكير الأجيال الجديدة في الاقتصاد، ممثّلاً هذا الجيل بابنته، محللاً لها الرأسمالية بحياد ليترك لها القرار بالاختيار. غير أن نصيحته الوحيدة هي الإصرار على الديمقراطية التي يؤكد في كلّ زاوية في الكتاب أن مقتلها في الرأسمالية.
يُذكر أن كتاب فاروفاكيس "المينوتور العالمي – أمريكا وأوروبا ومستقبل الاقتصاد العالمي" الصادر عام 2011، قد نُقل إلى العربية العام الماضي بترجمة عماد الأحمد، والذي يشير فيه إلى أن الأسباب الجذرية للأزمة الاقتصادية العالمية تعود إلى الكساد العظيم في عام 1929، في محاولة لتقديم تفسير جوهري للأحداث الاجتماعية والاقتصادية والتواريخ الخفية التي شكلت عالمنا كما نعرفه اليوم.