هل فرغ السوق العربي من نصوص درامية جديدة؟ وهل انتهت المواقف والحكايات الاجتماعية عند العرب ليستعينوا بالاقتباس الغربي؟ سؤال يُطرح، مع اتجاه معظم الكتّاب العرب مصريين ولبنانيين، وحتى سوريين إلى الاستعانة بفيلم، أو مسلسل غربي، وتحويله إلى عمل درامي عربي.
لن يخلوَ، هذا الموسم، رمضان 2017 من مجموعة جديدة من الأعمال المُقتبسة، ومنها ما سُرب عن مسلسل "حلاوة الدنيا" بطولة الممثلة التونسية هند صبري ومواطنها ظافر العابدين، وهو مقتبس عن مسلسل إسباني، بالكامل ويروي قصة امرأة تكتشف إصابتها المتقدمة بمرض السرطان قبل أيام من موعد زفافها، وما يترتب على ذلك من أحداث، متقطعة في ثلاثين حلقة.
ويستند الفنان الكوميدي عادل إمام إلى مجموعة من الأعمال المقتبسة التي أعادته إلى التلفزيون، بعد أزمات مرت بها السينما العربية. إمام الذي أصبح واحداً من أشهر نجوم رمضان خلال الموسم الدرامي سيكون حاضراً في مسلسل بعنوان "عفاريت عدلي علاّم" المقتبس عن فيلم The Others والذي شاركت فيه الممثلة نيكول كيدمان، وخلال الفترة الماضية لعب عادل إمام أدورا مقتبسة في فرقة ناجي عطاالله المقتبس عن Ocean Eleven لجورج كلوني وكذلك في مسلسل العراف المأخوذة أحداثه عن فيلم catch me if you can.
الدراما المشتركة
واجهت هذه الأعمال مجموعة أخرى من المسلسلات المقتبسة، وشهدت نجاحاً كبيراً، كرس ما يُسمى اليوم بالدراما العربية المُشتركة: عام 2010 اختار المنتج السوري الراحل أديب خير قصة مكسيكية، وطلب من الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان إعادة كتابتها مجدداً، فتحولت إلى مسلسل "روبي" الذي لامس نجاحاً جماهيرياً كبيراً. لكن خير ورّثَ بعد رحيله مجموعة من الشبّان الذين اشتغلوا معه في "روبي" سر المهنة، فكان سامر البرقاوي واحداً من المخرجين الذين نفذوا مجموعة من الاعمال المقتبسة، وقدم بداية "لعبة الموت" مقتبس من فيلم "النوم مع العدو" لجوليا روبرتس وقدمه مع الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور، والسوري عابد فهد، ثم لجأ إلى شركة إنتاج الصبّاح، معلناً فتح نافذة جديدة للدراما العربية، من خلال الاقتباس عن أفلام أجنبية. فقدم "لو" بداية، عن فيلم unfaithful بطولة ريتشارد غير، وديان لين، ثم استوحى القليل لمسلسل "تشيللو" من ضمن مجموعة من القصص العالمية، وكذلك فعل في "نصّ يوم" الذي عُرض 2016، لكن الانتقادات الكثيرة بهذا الشأن حالت دون متابعة هذا النمط من الأعمال الدرامية، فأوكل المنتج صادق الصبّاح هذه السنة مهام المسلسل الرمضاني الجديد للكاتب السوري هوزان عكو، "الهيبة" الذي بدأ تصويره في بيروت قبل أسبوع.
القاهرة، لم تبتعد عن الأعمال المقتبسة، مع بلوغ الدراما العربية المُشتركة نجاحاً واضحاً، فقدمت قبل عامين المغنية شيرين أول عمل تمثيلي، درامي لها، وكان بعنوان طريقي، وتردد وقتها أنه مقتبس عن رواية أو مسلسل فنزويلي، واستطاع الكاتب تامر حبيب، أن يبرهن أنّ للاقتباس الدرامي شروطا، ووافقه في ذلك المخرج محمد شاكر خضير، ورغم اقتباس "طريقي" أجمّع النقاّد على انه واحد من أفضل الاعمال الدرامية التي تستحق المشاهدة، ليس فقط من خلال النقل الحرفي التاريخي لقصة مُطربة تحاول الثورة على تسلط والدتها، بل من خلال النصّ والسيناريو للعمل بشكل عام.
اقــرأ أيضاً
وفاز أيضاً الكاتب، تامر حبيب العام المنصرم بلقب واحد من افضل الكتّاب في مسلسل "غراند أوتيل" الذي أعاد التجربة بين حبيب ومخرج "طريقي" محمد شاكر خضير للسنة الثانية، قدم "غراند اوتيل" المقتبس عن مسلسل إسباني صورة عن القاهرة في خمسينيات القرن الماضي، وتقدّم كعمل مستوحى عن الغرب، بشكل كبير على إنتاجات حاولت منافسته، وكسب مزيداً من الثقة في الدراما المصرية.
وفضل المخرج المصري محمد ياسين، تحويل رواية الكاتب نجيب محفوظ "أفراح القبّة" إلى مسلسل عُرض السنة الماضية ضمن الموسم نفسه، وبأمانة واضحة استطاع هذا الاقتباس الروائي الذي تحول إلى شخوص تجري وسط أحداث متقلبة، وتعتمد على السوريالية، تحول إلى نقطة نجاح أخرى في الإنتاجات الدرامية العربية.
سورية... نجاح متفاوت
لعل الدراما السورية هي الوحيدة التي لم تستنزف نصوص كتّابها الخاصة، أو غير المقتبسة، تجارب قليلة شهدتها السنوات السابقة في أعمال شهدت نجاحا متفاوتاً، يبدو مسلسل "العراب" إنتاج "سما الفن" واحداً من الاعمال الضعيفة التي لم تساعد الشركة على الاستعانة بأفلام أو روايات غربية وتعريبها في مسلسل طويل، فشلت "سما الفن" في "العراب" بعد منافسة مع عراب ثان قدمته شركة إنتاج تنافسها، بعنوان "تحت الحزام".
ويعول البعض اليوم على قصة تاريخية، تحولت إلى مسلسل سوري سيصبح جاهزاً في موسم رمضان المقبل "وردة وشامية" المأخوذ عن الرواية التاريخية "ريّا وسكينة"، وهو آخر ما اقتبس هذه السنة ايضاً ويدخل ضمن الخارطة الرمضانية، فاتحاً المجال أمام انتظار ورؤية كاملة للحكم على رؤية سورية في قصة تحولت من قبل إلى فيلم ومسلسل (2005) عن رواية للكاتب صلاح عيسى وسيناريو مصطفى محرم، وتحولت أيضاً إلى مسرحية فكاهية لعبت بطولتها الفنانة المعتزلة شادية والممثلة سهير البابلي.
اقــرأ أيضاً
ويستند الفنان الكوميدي عادل إمام إلى مجموعة من الأعمال المقتبسة التي أعادته إلى التلفزيون، بعد أزمات مرت بها السينما العربية. إمام الذي أصبح واحداً من أشهر نجوم رمضان خلال الموسم الدرامي سيكون حاضراً في مسلسل بعنوان "عفاريت عدلي علاّم" المقتبس عن فيلم The Others والذي شاركت فيه الممثلة نيكول كيدمان، وخلال الفترة الماضية لعب عادل إمام أدورا مقتبسة في فرقة ناجي عطاالله المقتبس عن Ocean Eleven لجورج كلوني وكذلك في مسلسل العراف المأخوذة أحداثه عن فيلم catch me if you can.
الدراما المشتركة
واجهت هذه الأعمال مجموعة أخرى من المسلسلات المقتبسة، وشهدت نجاحاً كبيراً، كرس ما يُسمى اليوم بالدراما العربية المُشتركة: عام 2010 اختار المنتج السوري الراحل أديب خير قصة مكسيكية، وطلب من الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان إعادة كتابتها مجدداً، فتحولت إلى مسلسل "روبي" الذي لامس نجاحاً جماهيرياً كبيراً. لكن خير ورّثَ بعد رحيله مجموعة من الشبّان الذين اشتغلوا معه في "روبي" سر المهنة، فكان سامر البرقاوي واحداً من المخرجين الذين نفذوا مجموعة من الاعمال المقتبسة، وقدم بداية "لعبة الموت" مقتبس من فيلم "النوم مع العدو" لجوليا روبرتس وقدمه مع الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور، والسوري عابد فهد، ثم لجأ إلى شركة إنتاج الصبّاح، معلناً فتح نافذة جديدة للدراما العربية، من خلال الاقتباس عن أفلام أجنبية. فقدم "لو" بداية، عن فيلم unfaithful بطولة ريتشارد غير، وديان لين، ثم استوحى القليل لمسلسل "تشيللو" من ضمن مجموعة من القصص العالمية، وكذلك فعل في "نصّ يوم" الذي عُرض 2016، لكن الانتقادات الكثيرة بهذا الشأن حالت دون متابعة هذا النمط من الأعمال الدرامية، فأوكل المنتج صادق الصبّاح هذه السنة مهام المسلسل الرمضاني الجديد للكاتب السوري هوزان عكو، "الهيبة" الذي بدأ تصويره في بيروت قبل أسبوع.
القاهرة، لم تبتعد عن الأعمال المقتبسة، مع بلوغ الدراما العربية المُشتركة نجاحاً واضحاً، فقدمت قبل عامين المغنية شيرين أول عمل تمثيلي، درامي لها، وكان بعنوان طريقي، وتردد وقتها أنه مقتبس عن رواية أو مسلسل فنزويلي، واستطاع الكاتب تامر حبيب، أن يبرهن أنّ للاقتباس الدرامي شروطا، ووافقه في ذلك المخرج محمد شاكر خضير، ورغم اقتباس "طريقي" أجمّع النقاّد على انه واحد من أفضل الاعمال الدرامية التي تستحق المشاهدة، ليس فقط من خلال النقل الحرفي التاريخي لقصة مُطربة تحاول الثورة على تسلط والدتها، بل من خلال النصّ والسيناريو للعمل بشكل عام.
وفضل المخرج المصري محمد ياسين، تحويل رواية الكاتب نجيب محفوظ "أفراح القبّة" إلى مسلسل عُرض السنة الماضية ضمن الموسم نفسه، وبأمانة واضحة استطاع هذا الاقتباس الروائي الذي تحول إلى شخوص تجري وسط أحداث متقلبة، وتعتمد على السوريالية، تحول إلى نقطة نجاح أخرى في الإنتاجات الدرامية العربية.
سورية... نجاح متفاوت
لعل الدراما السورية هي الوحيدة التي لم تستنزف نصوص كتّابها الخاصة، أو غير المقتبسة، تجارب قليلة شهدتها السنوات السابقة في أعمال شهدت نجاحا متفاوتاً، يبدو مسلسل "العراب" إنتاج "سما الفن" واحداً من الاعمال الضعيفة التي لم تساعد الشركة على الاستعانة بأفلام أو روايات غربية وتعريبها في مسلسل طويل، فشلت "سما الفن" في "العراب" بعد منافسة مع عراب ثان قدمته شركة إنتاج تنافسها، بعنوان "تحت الحزام".
ويعول البعض اليوم على قصة تاريخية، تحولت إلى مسلسل سوري سيصبح جاهزاً في موسم رمضان المقبل "وردة وشامية" المأخوذ عن الرواية التاريخية "ريّا وسكينة"، وهو آخر ما اقتبس هذه السنة ايضاً ويدخل ضمن الخارطة الرمضانية، فاتحاً المجال أمام انتظار ورؤية كاملة للحكم على رؤية سورية في قصة تحولت من قبل إلى فيلم ومسلسل (2005) عن رواية للكاتب صلاح عيسى وسيناريو مصطفى محرم، وتحولت أيضاً إلى مسرحية فكاهية لعبت بطولتها الفنانة المعتزلة شادية والممثلة سهير البابلي.