تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي إهمال الحالة الصحية للأسير الفلسطيني محمود سالم أبو خرابيش (54 عاماً) من مخيم عين السلطان بمحافظة أريحا شرقي الضفة الغربية، والذي يعتبر أقدم أسير منها، إذ إنه معتقل منذ 11/3/1988، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها أن الأسير "أبو خرابيش" يعاني من مشاكل بالقلب، وعدم انتظام دقاته، كما يعاني من مرض ضغط الدم، والذي أصيب به خلال وجوده في السجن، وارتفاع في نسبة الكولسترول والدهون، كما يعاني من آلام حادة في المعدة.
وقالت الهيئة: "رغم حالته المرضية إلا أن الأسير أبو خرابيش لا يتلقى أي علاج مناسب منذ سنوات طويلة، حيث أمضى ما يزيد عن ربع قرن في سجون الاحتلال، ويقضى حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة، ويعتبر عميد أسرى محافظة أريحا وأقدم أسراها، وقد هدم الاحتلال بيته في العام ذاته الذي اعتقل فيه".
من جانب آخر، أوضحت الهيئة أن تحسنا ملحوظا تشهده الحالة الصحية للأسير إياد حريبات، القابع حاليا فيما تعرف بمستشفى الرملة، حيث بدأ يستطيع المشي، وتحريك قدميه، ويديه، ويستطيع التحدث والتركيز بشكل أفضل من السابق.
وأضافت أن الأسير حريبات (37 عاما) من مدينة دورا بالخليل، والمعتقل منذ 17 عاما في سجون الاحتلال، أصيب بتراجع في صحته مطلع عام 2014، وبدأ يعاني من مرض عصبي وحالة نفسية صعبة جداً، وأصيب برعشة مستمرة في الجسد، وعدم استطاعته الوقوف على قدميه، عدا عن صعوبة في الكلام، ومنذ ذلك الوقت نقل إلى مستشفى "سجن الرملة" أكثر من مرة دون فائدة، ورغم ذلك قامت إدارة السجن بعزله انفراديا، ومارست بحقه كل أشكال القمع والتنكيل؛ ما أدى إلى تدهور وضعه الصحي خلال السنوات الماضية.
في شأن آخر، أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، أمس الأحد، باستقرار الوضع الصحي للأسير الفتى أنس اسماعيل موسى (18 عاما) من بلدة الخضر ببيت لحم، والذي يقبع حاليا في مستشفى "شعار تصيدك" الإسرائيلي.
ولفت عجوة إلى أن الأسير موسى كان قد أصيب يوم الخميس الماضي برصاص الجيش الإسرائيلي في قدميه، بزعم إلقائه زجاجات حارقة على سيارات مستوطنين بالقرب من بلدة الخضر، وتم إجراء عملية جراحيه له أول من أمس، تم خلالها استئصال الرصاصتين وزراعة براغٍ بالقدم اليسرى.
وأضاف أنه "من المقرر عقد جلسة تمديد توقيف في المحكمة العسكرية في عوفر للأسير موسى يوم غد، من دون حضوره نظراً لوضعه الصحي".
في سياق آخر، جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمر الاعتقال الإداري بحق الأسير معتز محمد عبيدو (38 عاما) من محافظة الخليل لمدة أربعة شهور، قبل موعد الإفراج عنه بيوم.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له أمس الأحد، أن الأسير عبيدو يعاني من أوضاع صحية خطيرة، إثر إصابة تعرض لها برصاص قوات الاحتلال عام 2011 أثناء عملية اعتقاله، وقد تسببت له بأضرار كبيرة في الأمعاء، والأعصاب، وشلل في ساقه اليسرى، وضعف في ساقه اليمنى؛ وفي حينه حكم الاحتلال عليه بالسّجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات قضاها في معتقل "عيادة الرملة".
ورغم ما يعانيه الأسير عبيدو، إلا أن سلطات الاحتلال تصر على اعتقاله إداريا، وتحتجزه في ظروف صعبة أدت إلى تفاقم معاناته؛ فهو يعتمد على رفاقه في الأسر في إدارة حياته داخل المعتقل، بعد أن فقد السيطرة والتحكم بأطرافه؛ وتكتفي إدارة معتقلات الاحتلال بإعطائه المسكنات كعلاج.
وأشار نادي الأسير إلى أن الأسير عبيدو أسير سابق قضى في معتقلات الاحتلال ما مجموعه ثماني سنوات، وأعاد الاحتلال اعتقاله إداريا في شهر شباط/ فبراير 2018، وهو من أسوأ الحالات المرضية في معتقلات الاحتلال، علما أنه يقبع اليوم في معتقل "النقب الصحراوي".
في هذه الأثناء، نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأحد، شهادة الأسير عمار محمد شكارنه (21 عاما) من بلدة نحالين في بيت لحم، الذي تعرض للتنكيل والضرب المبرح من قبل عدد من جنود الاحتلال لحظة اعتقاله من منزله بتاريخ 24 من الشهر الماضي.
وقال شكارنة لمحامية الهيئة جاكلين فرارجة، إن "15 جنديا مدججين بالسلاح اقتحموا منزله بعد منتصف الليل، وقاموا بتخريب وتحطيم المنزل وتكسير محتوياته بشكل شبه كامل، ثم هجموا عليه وقاموا بضربه بشكل همجي على كافة أنحاء جسده والرأس".
وأضاف، "بعد ذلك قاموا بتكبيلي من القدمين واليدين، وهم يواصلون ضربي وركلي، ثم قاموا بعصب عينيي في أرضية الجيب العسكري، ونقلوني بعدها إلى مستوطنة "بيتار"، وخلال الطريق واصلوا ضربي والدوس عليّ، وبقيت داخل المستوطنة في ساحة ما يقارب 3 ساعات في البرد القارس، قبل أن يتم نقلي إلى مركز توقيف عتصيون".
وأشار إلى أن المحقق خلال التحقيق معه ضربه على وجهه وشد شعره، ووجهت إله شتائم نابية وتم تهديده لإجباره على الاعتراف.
في سياق منفصل، أكد نادي الأسير أنه سيواصل عمله في مدينة القدس المحتلة، خدمة لأهلها المرابطين، وذلك من خلال العمل الميداني والمتابعة القانونية اليومية والتواصل مع عائلات الأسرى، رغم قرار وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال، جلعاد أردان، باستمرار تعطيل وإغلاق 6 مؤسسات لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس، وهي: بيت الشرق، ونادي الأسير، والغرفة التجارية، والمجلس الأعلى للسياحة، والمركز الفلسطيني للدراسات، ومكتب الدراسات الاجتماعية والإحصائية.
قال رئيس النادي قدورة فارس في بيان صحافي، اليوم الأحد، إن "هذا القرار يتجدد مع تصاعد استهداف المواطنين المقدسيين من خلال حملات الاعتقال، وذلك في إطار الاستراتيجية التهويدية التي تبنتها كل حكومات الاحتلال".
يُشار إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال العام الماضي من القدس 1600 مواطن، بينهم 400 طفل، و60 امرأة، وهي أعلى نسبة اعتقالات سُجلت في محافظات الوطن، طاولت الأطفال والفتية والشباب في غالبيتها، وكان معظمهم قد تعرّضوا للاعتقال سابقاً وأُفرج عنهم بشروط، إما بغرامات وكفالات مالية، أو ضمن ما يسمى بـ"الحبس المنزلي".