وقال بيان للهيئة، اليوم الثلاثاء: "تركزت الإصابات في الرأس والعنق وأن طفلين فقد كل منهما إحدى عينيه، رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد لحياة الجنود لحظة استهدافهم".
وطالب مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، عايد أبو قطيش، بقتح تحقيقات مهنية وشفافة ومحايدة في حوادث إطلاق النار بطريقة تتناقض مع المعايير، سواء الدولية أو "الإسرائيلية"، ومحاسبة جنود الاحتلال الذين "يستهدفون الأجزاء العليا من أجساد المتظاهرين، خاصة الأطفال".
وتستخدم سلطات الاحتلال في الضفة الغربية، الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، والمياه "العادمة"، وغيرها من الوسائل التي تعتبرها "وسائل تفريق غير مميتة" لقمع "المتظاهرين".
ورغم أن "الأنظمة العسكرية الإسرائيلية" تقيد طريقة استخدام هذه الوسائل، إلا أن قوات الاحتلال عادة ما تتجاوز هذه الأنظمة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى عجز دائم أو حتى الوفاة، خاصة لدى الأطفال.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن 2177 طفلا فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية، أصيبوا برصاص قوات الاحتلال بين أكتوبر/ تشرين الأول 2015 ويناير/ كانون الثاني 2016.
وفي ذات السياق، قالت الحركة إن "اللوائح تنص على وجوب إطلاق الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط على الساقين فقط وليس على الأجزاء العليا من الجسد، ومن مسافة لا تقل عن 50 -60 مترا".
وأضافت، أنه رغم هذه القواعد، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت هذه الأعيرة من مسافة مترين، صوب فتى في الثالثة عشرة، خلال مواجهات أعقبت اقتحام قرية حزما شمال شرق القدس، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ووثقت الحركة، إفادة الفتى، الذي أصيب في وجهه وكتفه الأيسر، وخضع على إثرها لعملية جراحية رمم فيها الأطباء العظام التي تهشمت في وجهه.
كما وثقت الحركة، عدة حوادث مع فتية فلسطينيين، ففي الثاني عشر من الشهر الماضي، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على الطفل ممدوح سرور (16 عاما) من قرية نعلين شمال غرب رام الله، خلال تظاهرة، فأصابته بعيار معدني مغلف بالمطاط في الجزء الخلفي من رأسه، ما سبب له نزيفا في الدماغ.
نقل الفتى، إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وأظهر الفحص الطبي الأولي وقتها وجود كسر في الجمجمة جراء الإصابة ونزيف في الدماغ، خضع على إثرها لعملية جراحية استغرقت حوالي ساعتين، ومن ثم مكث في العناية المكثفة أسبوعا.
وقال والده للحركة العالمية إن "ممدوح أصبح يعاني بعد الإصابة من إرهاق وتعب ويفضل أن يبقى لوحده".
الطفل ممدوح واحد من ثمانية أطفال وثقتهم الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، أصيبوا في الأجزاء العليا من أجسادهم بسبب عدم الالتزام بالمعايير الدولية التي تقيد استخدام أسلحة "فض الحشود"، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال قمعها المظاهرات والاحتجاجات منذ اندلاع الهبة الشعبية.
وفي الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصيب فتى في السادسة عشرة بعيار معدني مغلف بالمطاط خلال مواجهات مع قوات الاحتلال بالقرب من جامعة فلسطين التقنية - خضوري في طولكرم.
ووفقا لإفادة الفتى، فإن جنود الاحتلال كانوا يطلقون النار على المتظاهرين من مسافة تقدر بـ150 مترا، عندما أصيب في عينه اليسرى بعيار معدني مغلف بالمطاط.
ونقل الفتى، إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، ومن ثم جرى تحويله إلى إحدى مستشفيات مدينة نابلس، حيث وجد الأطباء أن عينه أصيبت بضرر كبير لا يمكن إصلاحه، فقرروا استئصالها.
اقرأ أيضاً: نازحو الشمال السوري يتجاوزون الـ150 ألفاً: مأساة متفاقمة