شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاربعاء، حملة عسكرية، استهدفت أعلاما فلسطينية رفعها ناشطون فوق منازلهم في مدينة القدس، استجابة لدعوات أطلقتها حركة فتح، تزامناً مع خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من على منبر الأمم المتحدة.
ويعلن عباس في خطابه، توجهات القيادة الفلسطينية للمرحلة المقبلة، كما يشارك أيضاً في احتفال رفع علم فلسطين على سارية المنظمة الدولية.
واعتلى جنود وعناصر شرطة الاحتلال أسطح المنازل على امتداد الشارع الرئيس في بلدة شعفاط شمالي القدس، وصولاً إلى حي بيت حنينا المجاور، وأزالوا الأعلام ومزقوها، لكنهم فشلوا في إنزال أعلام رفعت على مئذنة المسجد الرئيس في البلدة.
من جهته، وصف الناشط محمود عوض الله في حديث لـ"العربي الجديد"، ما يقوم به جنود الاحتلال بـ"العمل الصبياني المثير للسخرية والضحك في آن واحد".
وأضاف: "يبدو أن هؤلاء ارتقوا درجة أخرى في قمع الناس غير الضرب والاعتقال والتنكيل، الآن هم يحاربون قطعة قماش ويمزقونها، متوهمين أن تمزيق أو إنزال علم ينهي الصراع معهم".
كذلك، طاردت قوات الاحتلال، في بيت حنينا المجاورة لبلدة شعفاط، فتية فلسطينيين، وهم يعلقون أعلاماً صغيرة على أعمدة كهرباء عند مفترق أحد الطرق المؤدي إلى مستوطنة بسغات زئيف المقامة على أراضي الفلسطينيين.
وأنزل أحد الجنود علما من على سطح محل تجاري، بينما انهمك آخرون في استجواب صاحب المحل عن الأشخاص الذين رفعوا العلم، ولماذا لم يمنعهم.
وقال صاحب المحل لـ"العربي الجديد": "لم أكن أتوقع أن مجرد رفع العلم يمكن أن يكون تهمة، لقد رفعنا العلم حين توقيع اتفاقية أوسلو ولم يعترضوا على رفعه، فما الذي جد؟".
في السياق ذاته، رفع العشرات العلم الفلسطيني، على مدخل مخيم شعفاط شمال القدس، وعلى أسطح بناياته المرتفعة المطلة على المعبر العسكري الإسرائيلي المقام على المدخل الغربي للمخيم.
وأوضح المتحدث باسم حركة فتح في المخيم، ثائر الفسفوس لـ"العربي الجديد"، "ليس من قوة في العالم تمنعنا من أن نرفع علم فلسطين عالياً في كل حارة وزقاق وعلى سطح كل بناية، واليوم سنرفعه عالياً على مقر الأمم المتحدة التي اعترفت بحقنا في ذلك".
وأبدى الفسفوس استغرابه من تصرف قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن "رفع العلم بعد توقيع أوسلو لا يشكل جناية أو مخالفة."
إلى ذلك، تمكن نشطاء من رفع الأعلام الفلسطينية على أسوار مدينة القدس المقدسة، وسط دهشة واستغراب من جنود الاحتلال الذين لم يحركوا ساكناً، في انتظار تعليمات من قيادتهم.
وقال أحد الناشطين الفتحاويين لـ"العربي الجديد": "حتى لو أزالوها سنعيد رفعها في كل مكان نستطيع الوصول إليه، لن نساوم على حقنا في رفع علم فلسطين رمز عزتنا وكرامتنا وكبريائنا".
اقرأ أيضاً:العلم الفلسطيني يواجه أعلام الفصائل