الاحتلال يقمع اعتصاماً لأهالي أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
22 اغسطس 2019
5619134A-314D-497B-9ED4-50B42A9E9912
+ الخط -
استمرت مطاردة سيارات الجنود في الأراضي الزراعية لشبان عزل قرابة نصف الساعة، قبل أن يطوق جنود الاحتلال الإسرائيلي الشاب زيد صوافطة من كل الجهات، لينهار ويفقد وعيه، ليعتقله الجنود دون الالتفات لنداءات المسعفين والنشطاء الداعمين لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام.

ختم ذلك المشهد الاعتصام الذي دعا له النشطاء والمناصرون للأسرى والحراكات الطلابية في جامعة بيرزيت، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمام بوابة معتقل عوفر المقام على أراضي مدينة بيتونيا غربي رام الله، بالتزامن مع انعقاد جلسة محاكمة داخل المعتقل للأسير حذيفة حلبية المضرب عن الطعام منذ 53 يوما ضد اعتقاله الإداري المتواصل.

وشهدت عملية اعتقال صوافطة اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على مسعف وعدد من النشطاء بعد أن حاولوا تقديم الإسعافات الأولية له، وقبلها أطلق الجنود قنابل الغاز والصوت تجاه الاعتصام لفضه، ما أدى لوقوع حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وكان بين النشطاء الأسير السابق خضر عدنان، وهو أحد أشهر من خاضوا إضرابات عن الطعام ضد الاعتقال الإداري، وقال لـ"العربي الجديد": "الاعتصام أمام بوابة معتقل عوفر يوصل رسالة سريعة لمخابرات الاحتلال ومحاكمه بأن الشعب الفلسطيني لن يترك أسراه. اليوم الاحتلال بان عجزه، وظهرت صورته الحقيقية أمام نشطاء عزل لا يملكون سوى العلم الفلسطيني، وصور المضربين عن الطعام، فهاجمهم بالغاز، واعتدى على الناشطين واعتقل أحدهم".

وحول معركة الإضراب عن الطعام المتواصلة في سجون الاحتلال، توقع عدنان أن تستمر، إذ لا يمكن أن تتوقف الإضرابات طالما استمر الاعتقال الإداري، مشيرا إلى أنها خلال الأشهر الماضية تصاعدت كما كان حالها خلال سنوات ماضية.

وشاركت في الاعتصام في عوفر، منى قعدان، شقيقة الأسير المضرب طارق قعدان المضرب عن الطعام منذ 23 يوما، وحملت منى صورة شقيقها قبالة الجنود، وقد أتت من بلدة عرابة جنوب جنين لتوصل صوتها.

وقالت قعدان لـ"العربي الجديد": "أخشى على سلامة شقيقي بسبب امتناعه عن شرب الماء منذ يومين. طارق أضرب عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري أيضا في 2012 لمدة 96 يوما".

وطالبت قعدان الشارع الفلسطيني والسياسيين بدعم الأسرى المضربين عن الطعام لتحقيق حريتهم وانتصارهم في معركتهم، معتبرة أنها ليست قضية شخصية لكل مضرب، بل هي معركة يحاول الأسرى خلالها إنهاء ملف الاعتقال الإداري الذي يشمل أكثر من 500 أسير في سجون الاحتلال.



بالتوازي مع الاعتصام في عوفر، شهدت بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة اعتصاما آخر لذوي الأسير حذيفة حلبية منذ صباح اليوم، داخل خيمة الاعتصام الدائمة، منتظرين أخبار محاكمته، في ظل إضراب شامل أعلنته الفصائل في بلدة الأسيرين المضربين حلبية، وإسماعيل علي، وأغلقت المحلات التجارية، وأغلق الشبان الشوارع بالإطارات.

من الخيمة، قال مصعب شقيق الأسير حذيفة، لـ"العربي الجديد"، إن "المحامي قدم استئنافا لمحكمة الاحتلال قبل شهرين للإفراج عنه في ظل أمراض عديدة يعاني منها أبرزها قصور في عضلة القلب، وعينت اليوم جلسة المحاكمة، وانتهت دون إصدار قرار، في مماطلة متواصلة رغم إضرابه".

وأوضح أن مصلحة السجون الإسرائيلة قامت بعد ظهر اليوم، بنقل حذيفة إلى مستشفى "برزالاي" الإسرائيلي بسبب تدهور خطير طرأ على صحته بعد 53 يوما من الإضراب عن الطعام، وطالب بحراك جدي لدعم شقيقه وسبعة أسرى آخرين مضربين في الشارع ومن السلطة الفلسطينية.




ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..