وسط مزيد من التوتر، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، صباح اليوم الإثنين، ثلاثة شبان فلسطينيين، خلال مرافقتها عشرات المستوطنين المتطرفين الذين استأنفوا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، في وقت أعلن وزير ما يسمى بالأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان عزمه على السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى في الثامن والعشرين من شهر رمضان، أي يوم الأحد المقبل، بمناسبة ما يسمى بـ"يوم القدس".
وأفاد أحد مسؤولي الحراسة في المسجد الأقصى، فضل عدم ذكر اسمه، "العربي الجديد"، بأن جنود الاحتلال اعتدوا على الشبان الثلاثة خلال اعتقالهم، وتم نقلهم إلى أحد مراكز شرطة الاحتلال القريبة من الأقصى، بالتزامن مع تكثيف وجودها على مدخل المصلى القبلي لمنع المعتكفين داخله من الخروج والتصدي لاقتحامات المستوطنين.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن عناصر الاحتلال قامت بتصوير جميع من وُجِد في ساحات الأقصى، بما في ذلك النساء وكبار السن، كما تعاملوا بعنف مع المرابطين في الساحات، وفرضوا مسارات جديدة لحركة المستوطنين.
وأشاد المستوطنون وجماعات التطرف، من خلال المتحدث باسم ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل"، بـ"المساعدة الكبيرة" التي قدمتها شرطة الاحتلال للمقتحمين.
ووعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بمواصلة السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى، في الثامن والعشرين من شهر رمضان.
ونقل عن المتحدث المذكور قوله: "بدأت العشر الأواخر من رمضان وجبل الهيكل لا يزال مفتوحاً لليهود، وتم الحج إلى هناك بسهولة، نأمل أن يظل كذلك حتى يوم القدس".
يذكر أن شرطة الاحتلال، وبعد قرار أصدرته المحكمة العليا، تراجعت عن وعد لها لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بمنع المستوطنين من اقتحام الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهو ما قوبل بالتنديد من قبل الأوقاف، محذرة من تبعات ذلك، خاصة أن يوم الثامن والعشرين من رمضان يمثل ذروة اعتكاف المصلين في الأقصى ووجودهم فيه بأعداد كبيرة، ما قد ينجم عنه وقوع صدامات مع المستوطنين.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، في حديث لـ"العربي الجديد": "هذا التوجه من قبل الاحتلال خطير جدا، وربما تكون له تبعاته على الأمن داخل الأقصى".
وأضاف الشيخ الكسواني: "لقد أبلغنا الاحتلال رفضنا لهذا التوجه، وحملناه كامل المسؤولية عما قد يسفر عنه من نتائج، لكن يبدو أن الاحتلال يخضع بالكامل لأطماع المستوطنين، ويوفر لهم الغطاء من الحماية لمواصلة استفزازاتهم في الأقصى وانتهاك حرماته".