في خطوة اعتبرت تصعيدا في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد عائلات سبعة شهداء مقدسيين، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، منازل هذه العائلات واستولت على مدخراتها من أموال وممتلكات، بدعوى أنها تلقتها من حركة "حماس"، دعما من الأخيرة لعمليات نفذها أبناء تلك العائلات الشهداء، وأدت إلى مقتل مستوطنين وجنود إسرائيليين.
ووزعت شرطة الاحتلال شريط فيديو يظهر عمليات الاقتحام ومصادرة الأموال من ذوي الشهداء، والاستيلاء أيضا على مركبات وممتلكات خاصة. كما استعانت تلك القوات بكلاب بوليسية مدربة في عمليات التفتيش، التي ألحقت تخريبا ودمارا متعمدين في منازل المواطنين الفلسطينيين.
كما اعتقلت الشرطة عدداً من ذوي الشهداء، من بينهم المسن محمد أبو جمل، والد الشهيد غسان أبو جمل، أحد منفذي الهجوم على معهد تلمودي في القدس الغربية قبل نحو عامين، الذي أوقع قتلى في صفوف المستوطنين، إضافة إلى اعتقال عم الشهيد عدي أبو جمل، والأسير المحرر جمال فرج، والد الشهيد سفيان فرج من مخيم شعفاط شمال القدس.
وأكد رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضاً طارق عبد النبي النتشة (45 عاما) شقيق الشهيد حسن النتشة، وصادرت الأموال الخاصة بالعائلة، ومصاغ الزوجة ومقتنيات أخرى.
كما صادرت قوات الاحتلال مركبة خاصة مملوكة للأسير المحرر عماد الدين خليل عباسي، من بلدة سلوان جنوب القدس، واعتقلت كلا من الأشقاء عماد الشاعر من حي الطور جنوبا، وعدنان الشاعر (55 عاما)، ربيحة الشاعر (51 عاما)، صبحي الشاعر (28 عاما)، مصطفى الشاعر (23 عاما). كذلك، اعتقلت منير حسن عباسي (38 عاما) من رأس العامود في القدس وهو عم الشهيد أيمن عباسي.
وزعمت شرطة الاحتلال، في بيان، أنه "بناء على نتائج ومعطيات عمليات تحريات وتحقيقات سرية دقيقة طويلة ومتشعبة أجرتها الشرطة بالتعاون مع جهاز الأمن العام (شاباك) بخصوص عائلات شهداء، اشتبه بتلقيها تمويلا ودعما ماليا من حركة حماس، تأييدا من الأخيرة لتنفيذ هجمات دامية من قبل أبنائها، قامت قوات معززة من الشرطة خلال ساعات الليلة الماضية بمداهمة منازل 7 شهداء في جبل المكبر ورأس العامود والطور ومخيم شعفاط".
واعتبر ناشطون ومراكز حقوقية مقدسية، أن الحملة الجديدة ضد أهالي الشهداء المقدسيين، تستهدف ممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية على أفراد تلك العائلات إلى حد إفقارها، لتضاف إلى سلسلة عقوبات أخرى شملت هدم المنازل، والاعتقالات التعسفية والعشوائية لذوي الشهداء من المسنين وحتى النساء والتنكيل بأطفالهم. كذلك، التلويح بإسقاط الحقوق الاجتماعية والاقتصادية عنهم مثل مخصصات الأولاد، وتجريد عائلات أخرى ممن تقيم بموجب معاملة جمع الشمل من حق الإقامة، بحسب ما قال المتحدث باسم حركة "فتح" في مخيم شعفاط، ثائر الفسفوس، لـ"العربي الجديد".
ووصف الفسوس ما قامت به سلطات الاحتلال فجر اليوم، بأنه سطو على أموال العائلات وتجريدها من ممتلكاتها.
كما حذر مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، في حديث لـ"العربي الجديد"، من المعاناة المترتبة عن فقدان عائلات الشهداء ممتلكاتهم ومدخراتهم، وإغلاق كل أبواب الرزق أمامهم.
وحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية عن ممارساتها وضغوطاتها البوليسية والاقتصادية، وما تقوم به من عمليات تنكيل ضد هذه العائلات، واصفاً هذه الممارسات بأنها شكل من أشكال العقاب الجماعي.