الاحتلال يخطر بهدم منازل ووقف بناء في الضفة والأغوار

18 سبتمبر 2014
سلّمت سلطات الاحتلال إخطارات عدة للفلسطينيين (عصام ريماوي/الأناضول/Getty)
+ الخط -
أخطرت سلطات الاحتلال، اليوم الخميس، عدداً من الفلسطينيين في الخليل وبيت لحم والأغوار بالضفة الغربية المحتلة بهدم منازلهم، وكذلك وقف البناء في البعض منها، في استمرار لمسلسل الهدم والتهجير الذي تصاعدت وتيرته في الأيام القليلة الماضية.

وفي بلدة إذنا، غربي الخليل، سلّمت سلطات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين إخطارات بهدم منازلهم الواقعة في المنطقة الغربية، جنوبي البلدة، تعود ملكيتها للشقيقين أمجد وعوض نوفل، وعارف أبو زلطة في منطقة خلة إبراهيم، بعد أن بلغت مساحة كل منزل نحو 150 متراً مربعاً.

وأشار رئيس بلدية إذنا، هاشم الطميزي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن "سلطات الاحتلال أخطرت صباح اليوم الفلسطينيين الثلاثة، بهدم منازلهم التي تأوي نحو 50 شخصاً، بحجّة عدم الترخيص ووقوعها في المنطقة (ج)، بحسب تصنيف اتفاقية أوسلو، والخاضعة تحت السيطرة الإسرائيلية".

وأوضح طميزي بأن "قوات الاحتلال تهدف إلى محاصرة الفلسطينيين في المناطق المصنفة (أ) و(ب) الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ورسم حدود جديدة في منطقة (ج)، وضم المزيد منها إلى دولة الاحتلال".
وأشار إلى أن "الأمور مختلفة بعض الشيء في بلدة إذنا، لا سيما وأن معظم التوسع السكاني والذي يشكل نسبة 95 في المئة في مناطق (ج)، حيث تشجع البلدية على البناء هناك، وتقدّم لها الخدمات، لتثبيت السكان في الأرض، وفرض أمر واقع على سلطات الاحتلال بعدم الهدم".

ويضيق الاحتلال الخناق على بلدة إذنا، بعد شروعه في أوقات سابقة بهدم المنازل وعدد من المنشآت الزراعية والصناعية وآبار المياه وغيرها من ممتلكات الفلسطينيين، لا سيما في مناطق تقع بمحاذاة جدار الفصل العنصري، غربي البلدة، بغرض تهجير السكان، وبدأت السلطات بإغلاق كافة المناطق الزراعية المؤدية إلى منطقة الجدار، لإنشاء منطقة عازلة بعمق 400 متر، دون مبانٍ أو أراضٍ زراعية، لمنع الفلسطينيين من الامتداد في المنطقة.

وفي السياق، سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إخطارات لخمسة فلسطينيين بوقف بناء منازلهم في قرية كيسان الواقعة شرقي مدينة بيت لحم، بحجة عدم الترخيص.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "سلطات الاحتلال يرافقها ما تسمى الإدارة المدنية، اقتحمت وسط البلدة صباح اليوم، وفرضت عليها طوقاً أمنياً مشدداً، وأخطرت الشقيقين ذيب ومحمود عبيات، وعدداً من أفراد عائلة عبيات ومنهم عبد القادر وحسن ونادر، بوقف البناء في منازلهم".

وإلى الشرق من الضفة الغربية، سلّمت سلطات الاحتلال عائلة المواطن محمد إبراهيم الفقير ووالدته، اللذين يقطنان في منطقة "الميتة" بالمالح، إخطاراً بوقف البناء، مع أن العائلة تعيش في خيمة منذ عشرات السنين ولم تبنِ شيئاً، ولا يوجد أصلاً ما تبنيه.

ويقول رئيس مجلس المالح والمضارب البدوية في غور الأردن، عارف دراغمة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "هذه ليست المرة الأولى، التي تقوم فيها سلطات الاحتلال بتسليم إخطارات بالهدم، فكل السكان البدو في المنطقة وصلتهم تحذيرات بوقف البناء، لكن وقف بناء ماذا؟ لا ندري".

ويضيف دراغمة، الذي يوثّق انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين في منطقة غور الأردن، أن "الناس تعيش هنا مع مواشيها في خيم وبركسات مبنية منذ عشرات السنين، ومع ذلك وصلت الوقاحة بسلطات الاحتلال إلى تسليمهم إخطارات بوقف البناء لخيمة قائمة أساساً. يا للعجب، إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".

وكتبت سلطات الاحتلال في الورقة التي سلّمتها للعائلة، والمُصاغة بطريقة تهديدية "معكم حتى تاريخ 29 أيلول/سبتمبر الجاري، لوقف البناء".

وتعيش عائلة محمد الفقير داخل خيمة من الخيش، بجوار "بركس" للأغنام مبني من النايلون والصفيح "الزينكو"، فيما بات فلسطينيو غور الأردن يفهمون ألاعيب الاحتلال، حينما يقرر هدم خيمة، فإنه يُسلّم أصحابها إخطاراً بوقف البناء، وبعد ذلك تهجم الجرافات وتنسف الخيام.

ويقول دراغمة "ينضوي كل ذلك تحت عنوان تهجير الفلسطينيين من غور الأردن، ففي الوقت الذي تهدم فيه خيام الفلسطينيين، تتوسع مستوطنة مسكيوت، المقامة على أراضي عين الحلوة في منطقة المالح، ويبني المستوطنون عشرات الوحدات السكنية الجديدة بصمت وبسرعة كبيرة".

وناشد مجلس المالح والمضارب البدوية أكثر من مرة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، للوقوف مع السكان الفلسطينيين في وجه سياسة الهدم والترحيل، التي تنتهجها سلطات الاحتلال يومياً، بحق الوجود الفلسطيني في غور الأردن.

وطالب المجلس برفع دعاوى قضائية على الاحتلال لوقف عمليات البناء فوق أراضي السكان، ولكنه لم يتحرك أحد "ننادي ولا حياة لمن تنادي"، قال دراغمة.

وكانت سلطات الاحتلال، دفعت بقواتها وجرافاتها بتغطية من طائرة مروحية، صباح اليوم، إلى منطقة الإسكان القديم في بلدة العيزرية، جنوبي شرق القدس المحتلة، وبدأت عمليات تصوير في تجمعات بدوية، تم إخطارها سابقاً بالهدم والإخلاء الجماعي.