دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل ظهر اليوم الأربعاء، بحشود من جنودها وآلياتها العسكرية إلى ساحة مطار قلنديا المتاخمة لحي المطار شمال القدس، حيث يتهدد الهدم هناك ست بنايات سكنية يقطنها المئات من المقدسيين في بلدة كفر عقب شمال القدس، وتقدم قوات الاحتلال على هدمها بواسطة التفريغ الهوائي.
وأفاد رئيس اللجنة المحلية في كفر عقب، منير الزغير، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الحشود لا تزال تتواجد في المنطقة، معرباً عن خشيته أن يكون ذلك مقدمة لعملية تفريغ هوائي للبنايات الست خلال ساعات الليل أو فجر غد. وتجدر الإشارة إلى أن طواقم من بلدية ومخابرات الاحتلال عادت اليوم وأبلغت العائلات المقيمة في تلك البنايات بإخلائها وإخراج الأثاث منها، ونبهت الأهالي إلى أن عدم الانصياع للتعليمات يهدد حياتهم بالخطر، مع إصرار سلطات الاحتلال على هدم البنايات وتفجيرها بواسطة التفريغ الهوائي.
وحمّل الزغير رئيس بلدية الاحتلال في القدس اليميني المتطرف، نير بركات، المسؤولية عن تبعات عملية تفجير البنايات فيما لو تم، مؤكداً أن البلدية مسؤولة عن البناء المكثف في المنطقة بعد اضطرار المواطنين لتشييده، بسبب وقف البلدية إجراءات ترخيص البناء في المنطقة منذ عام 2002.
وأشار الزغير إلى وجود 310 بنايات سكنية غير مرخصة من بلدية الاحتلال في القدس، والتي ترفض فحص سلامة تلك الأبنية أيضاً رغم طلب الأهالي ذلك، ما يهدد البنايات القائمة أصلاً والمرخصة.
وأكد مواطنون يقطنون بالقرب من البنايات السكنية المهددة بالهدم، تلقيهم إخطارات بإخلاء مساكنهم إلى حين إنهاء الهدم والتفجير. وشرعت طواقم من مخابرات الاحتلال بتسجيل أسمائهم وأرقام هوياتهم وهواتفهم، وطلبت منهم التجمع في ساحة مركز التدريب المهني في قلنديا التابع لوكالة الغوث الدولية إلى حين إنهاء التفجير المتوقع.
ووفقاً لقاطنين في المنطقة، فإنه خلافاً لما كان مأمولاً بأن تخلي العائلات المقيمة في تلك البنايات مساكنها، سجلت على مدى الأيام القليلة الماضية حركة دخول عائلات جديدة للسكن في الشقق الفارغة من تلك البنايات، وأحضرت تلك العائلات كامل أثاثها للإقامة والسكن رغم الأخطار التي تحيق بها.
ويقول الزغير: "ما يجري معركة تحدّ وبقاء، العائلات الجديدة التي انتقلت للسكن في هذه البنايات رغم إنذار الهدم ليس لها مكان في القدس تقطن فيه، وليس بمقدورها السكن هناك نظراً لارتفاع أجور السكن، علماً أن تلك العائلات أنفقت جميع مدخراتها لشراء مأوى لها ولأفراد أسرها".