وقال خبير الخرائط والاستيطان الفلسطيني عبد الهادي حنتش، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ "قوات الاحتلال استولت على 129 دونماً من أراضي بلدتي السموع والظاهرية جنوبي الخليل؛ من أجل استكمال بناء جدار الضم والتوسع الذي أنهى الاحتلال بناء 42 كيلومتراً منه قبل 4 سنوات في محافظة الخليل. هذه المساحة سوف يتم تجريفها لصالح بناء الجدار، وهناك مئات الدونمات الأخرى التي سيحجزها الجدار خلفه؛ لتصبح من الأراضي التابعة للاحتلال".
وفي بيت لحم، عثر مزارعو قرية الجبعة أثناء توجههم لقطف الزيتون صباح اليوم، على إخطارات بالاستيلاء على ألفي دونم من أراضيهم الزراعية. وقال رئيس مجلس قروي الجبعة ذياب مشاعلة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإخطارات تشمل مناطق جبل نصار ووادي الخنزير والخور والحيلة، وجميعها أراض مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة، والاستيلاء يأتي لصالح توسعة مستوطنة (بيت عاين) المقامة على أراضي قرى وبلدات الجبعة ونحالين وصوريف وصافا".
وأوضح مشاعلة أنّ مستوطني "بيت عاين" أغرقوا أرض المواطن محمد إبراهيم أبو لوحة في منطقة وادي الخنزير بالمياه، وبذلك لن يتمكن أبناؤه من قطف الزيتون إلا بعد سماح الاحتلال بدخول جرافة أو آلية لفتح مجرى لتصريف المياه.
وكشفت بلدية بيت لقيا غربي رام الله، في بيان، أنّها تسلمت، الأربعاء الماضي، قراراً إسرائيلياً بوضع اليد على أراضي تقدر بحوالي 150 دونماً من الجهة الجنوبية المحاذية للجدار، وذلك لدواعٍ أمنية. وأشار البيان إلى أنّه "فور استلام القرار، قامت البلدية بعمل الإجراءات اللازمة من التواصل مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، ومراسلة الجهات ذات الاختصاص، وتحديد أرقام قطع الأراضي المستهدفة ومالكيها من خلال الخرائط التي تم إرسالها مع قرار وضع اليد".
وأخطرت قوات الاحتلال سكان بلدة صوريف شمال غربي الخليل، بالاستيلاء على 243 دونماً من أراضي البلدة القريبة من مستوطنة "بيت عاين" المقامة على أراضي الفلسطينيين بين بيت لحم والخليل.
وأخطرت سلطات الاحتلال مساء الإثنين، بالاستيلاء على 66 دونما من أراضي قرية بيت دقو، شمال غرب القدس المحتلة، وسلمت سلطات الاحتلال الارتباط المدني الفلسطيني قرارات بالاستيلاء على تلك الدونمات من أراضي القرية المقام عليها جدار الفصل العنصري، وفق بيان صادر عن مجلس قروي بيت دقو.
وقال رئيس بلدية صوريف محمد عدوان، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ "أحد موظفي البلدية تسلم من الإدارة المدنية الإسرائيلية إخطارات، قبل يومين، بالاستيلاء على 243 دونماً من أراضي صوريف، وتشمل مناطق: دير موسى، وقرينة غزال، وخلة علي غنيم، وظهر المنفرة. الأراضي التي سيتم الاستيلاء عليها قريبة من مستوطنة (بيت عاين) ومعبر (الجبعة)، وتتداخل مع أراضي قرية الجبعة التي أخطر الاحتلال صباح اليوم، بالاستيلاء على قرابة ألفي دونم من أراضيها بمحاذاة المستوطنة".
في سياق آخر، سرق مستوطنون إسرائيليون، اليوم الاثنين، ثمار الزيتون من أراضي بلدة قريوت جنوبي نابلس، في الأراضي المحاذية لمستوطنة "عيليه" المقامة على أراضي جنوب نابلس، فيما وضع المستوطنون قضبان حديد كعوائق من أجل منع وصول المركبات إلى الأراضي في المنطقة.
بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان، إنّ "أذرع الاحتلال المختلفة تواصل تغولها على الأرض الفلسطينية المحتلة عبر فرض المزيد من الإجراءات والتدابير والخطوات الاستعمارية أحادية الجانب التي تلبي مصالح دولة الاحتلال، وتمهد بخطوات متسارعة لفرض القانون الإسرائيلي، وتطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة كأمر واقع".
ورأت الخارجية الفلسطينية أنّ "عمليات تصعيد الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة تعكس تخاذل المجتمع الدولي، وتخلي الأمم المتحدة ومؤسساتها عن التزاماتها ومسؤولياتها اتجاه الصراع في فلسطين المحتلة، كما أن المخططات الاستعمارية تعكس حجم التواطؤ الدولي مع الاحتلال، وزيف شعار الحرص على عملية السلام ومبدأ حل الدولتين، وهذه الحالة الدولية المتردية تنعكس بشكل واضح الازدواجية في المعايير الدولية، وسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا والأزمات الدولية".
وأكد بيان وزارة الخارجية، أنها "عممت على سفارات دولة فلسطين وبعثاتها لدى الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها المتخصصة بضرورة التحرك تجاه وزارات خارجية الدول المضيفة، ومراكز صنع القرار والرأي العام فيها، لفضح أبعاد التصعيد الاستيطاني الراهن، ومخاطر قرارات المصادرة العسكرية التي تصدرها سلطات الاحتلال لابتلاع آلاف الدونمات في طول وعرض الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والمطالبة بحشد أوسع إدانة دولية لهذه الحملة الإستعمارية الشرسة الهادفة لضم أجزاء واسعة من الضفة، بما يؤدي إلى تقويض أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين".