الاحتلال ينهي حصار قرية بيتللو الفلسطينية بعد 35 يوماً... ومعاناة الأهالي مستمرة

03 سبتمبر 2017
بوابة الاحتلال تقطع أوصال القرية (فيسبوك)
+ الخط -


أخيراً، تنفس أهالي وطلبة الجامعات الصعداء في قرية بيتللو شمال غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بعد أن فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطريق التي تصل القرية بقرى شمال رام الله، إثر إغلاق دام أكثر من 35 يوماً.

حاجز حديدي يشبه البوابة الدائمة، أغلق بها جيش الاحتلال الإسرائيلي المدخل، والذي فصل القرية إلى نصفين، إذ حوى نصفها الآخر نحو ثمانية منازل تعيش فيها تسع عائلات منعت من المرور عبر البوابة إلا مشياً على الأقدام.

أهالي القرية ما زالوا يخشون من إغلاق جديد يباغتهم، فجيش الاحتلال بوضعه البوابة الحديدية، والتي قطعت الطريق نحو قرى شمال رام الله وعن جامعة بيرزيت، أصبحت معرضة للإغلاق في أية لحظة، إضافة إلى وجود دائم لقوات الاحتلال الإسرائيلي عند البوابة.

فريد عوض الله، رئيس مجلس بيتللو عبر لـ"العربي الجديد" عن استياء الأهالي الكبير من إجراءات الاحتلال، فعدا عن البوابة الحديدية لا يزال الاحتلال يغلق الطريق الأساسي للبلدة وهو الطريق المحاذي لمستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي قرى غرب رام الله، مشيراً إلى مخططات صهيونية تحاك لضم الشارع للمستوطنة ومنع الفلسطينيين من المرور عبره.

ويقول: "هذا الشارع فلسطيني، ولم يكن للاحتلال الإسرائيلي أي يد في شقه، ومنذ طفولتنا ونحن نمر عبره إلى رام الله والقرى المجاورة، لكن الاحتلال يحاول السيطرة عليه وضمه بحجج واهية، تهدف بالأساس للتضييق على أهالي القرى في المنطقة، والحدّ من حركتهم".

بعد 35 يوماً من تنفيذ الأسير، عمر العبد، عملية "حلميش" في 21 يوليو/ تموز الماضي، وأهالي القرية يمنعون من الوصول إلى أقاربهم إلا بعد قطع مسافة طويلة، وكذلك طلبة جامعة بيرزيت، يقطعون مسافة تستغرق ساعة ونصف الساعة للوصول إلى جامعتهم، في حين كانوا يصلونها في أقل من ربع ساعة، لكن الاحتلال حال دون ذلك.





ويشير عوض الله إلى أن هذه الإغلاقات ما زالت مستمرة، فقوات الاحتلال تغلق وتفتح الطرق بحسب مزاجها، وفي هذه الأيام تزداد حركة الأهالي للوصول إلى رام الله للتبضع وشراء حاجيات العيد، لكن الاحتلال ينصب حاجزاً عسكرياً مفاجئاً على مدخل القرية ويجري تفتيشاً دقيقاً للمركبات ببطء كبير.

عدا عن ذلك، فإن باعة الخضار والمواد التموينية الذين يأتون إلى القرية من مدن شمال الضفة المحتلة، والذين اعتاد الأهالي على أصواتهم يجوبون شوارع القرية، اختفوا منذ الإغلاقات، وإجراءات الاحتلال المشددة، وتحويل الطرق التي باتت تحتاج لوقت أطول للوصول إلى القرية، وفق ما يقول رئيس المجلس عوض الله.

قطعت الطريق بعد عملية الأسير عمر العبد (فيسبوك) 


إغلاق الطريق على طلبة جامعة بيرزيت، وفصل القريتين إلى نصفين، ومنع الناس عن الوصول إلى نبع المياه في النصف الآخر، وعزل ثلثي أراضي القرية عن أصحابها، وصعوبة الوصول إلى المنطقة التي تعتبر متنزها للأهالي في قرى شمال غرب رام الله، وبعد مسافة الطريق إلى مستشفى الريحان القريب، وأيضا إعاقة عمل البلدية الخدماتية كتقديم المياه والكهرباء وجمع النفايات، كل هذه الأمور عدا عن الحد من حرية الحركة، هي نتائج ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قرية بيتللو.

في عيد الأضحى، يسعى الناس لزيارة جميع الأقارب ومعايدتهم في القرية والقرى المجاورة، كما أنهم يفضلون الذهاب إلى المنتزهات والأماكن العامة، لكن هذا العيد لن يكون كباقي الأعياد السابقة، كون الاحتلال يقف أمام أي تحرك، ويتحكم بفتح الطريق وإغلاقها.

البوابة عرقلت وصول الطلاب إلى جامعة بيرزيت (فيسبوك) 


ويشير عوض إلى إغلاق الطريق إلى مدينة "روابي" المقامة حديثاً، والتي أطلق عليها اسم مدينة السلام، ويقصدها الناس للترفيه والتنزه، مؤكداً أن الاحتلال يسعى لمعاقبة الأهالي دون سبب، فقط يريد حصارهم وفصلهم عن العالم الخارجي.

يتبع الاحتلال الإسرائيلي سياسة العقاب الجماعي من إغلاق قرى وبلدات، وهدم منازل واعتقالات عشوائية في المناطق التي يخرج منها منفذو العمليات الفدائية، ظناً منه أن هذه الإجراءات تشكل رادعا للفلسطينيين.


دلالات