الاحتلال الإسرائيلي يمنع ترميم المصلى المرواني بالمسجد الأقصى

13 سبتمبر 2016
يحتاج المصلى للترميم بشكل دوري (جودة جاد الله/ Getty)
+ الخط -
كشف المركز الإعلامي المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى "كيوبرس"، عن محاولات حثيثة من قبل أذرع الاحتلال الإسرائيلي لمنع ترميم المصلى المرواني الذي يقع في ما يسمى التسوية الشرقية من المسجد الأقصى.


ولفت "كيوبرس" في تقرير صدر أخيراً، إلى أنّ كل الدلائل والأحداث تشير إلى أنّ شرطة الاحتلال ودائرة آثاره، تهدف بشكل مباشر لوضع يدها على عمليات الترميم والظهور بموقف "البطل المخلص" القلق على أي تشقق في المسجد الأقصى رغم كونه المسبب الوحيد لها، لكن الفلسطينيين يظهرون تصدّيهم لهذه الإشاعات والتضييقات من خلال زياراتهم الدائمة للمصلى المرواني، وعقد حلقات تحفيظ القرآن والدروس والاعتكافات داخله.

وكان مسؤول آثار إسرائيلي برفقة مجموعة من ضباط شرطة الاحتلال قد اقتحم، الأسبوع الماضي، المصلى المرواني بعد دفع الحارس المناوب على أبوابه، وتجولوا في الموقع لمدة تزيد على عشر دقائق وصوروا بعض الزوايا داخله.

وبرّر خبراء الآثار الإسرائيليون حينها اقتحامهم للمصلى، بتفقدهم لآثار تشققات جديدة في خمسة مواضع بادية على سقف المصلى، وهو ما نفاه مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، نافياً لـ"كيوبرس" وجود أي تشققات جديدة، ومؤكداً أنّ هذه الادعاءات هدفها بث الشائعات بأنّ وضع المصلى غير صالح للاستعمال سعياً لإغلاقه من قبل الاحتلال.

ولا شأن للاحتلال بأحوال المسجد الأقصى، حيث تناط أعمال الترميم بمهام لجنة إعمار المسجد.

وحذر الكسواني من أنّ تصرفات الاحتلال وتدخلاته تهدف إلى فرض الوصاية على الأقصى وتغيير الوضع القائم، موضحاً أنّ سلطات الاحتلال منعت أكثر من 27 مشروع ترميم في المسجد الأقصى منذ 17عاماً، مشيراً إلى حاجة المصلى المرواني الماسة لأعمال الترميم بسبب الحفريات الإسرائيلية، ومذكّراً برفع كتاب إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الأردن، وإطلاعهم على ممارسات الاحتلال الذي يعرقل الترميم ويواصل الحفريات ويتدخل في شؤون المسجد.

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن، بحسب ما نقل "كيوبرس" عن الباحث التاريخي إيهاب الجلاد، حفرياتها أسفل المصلى المرواني وأسفل الباب المزدوج والثلاثي، ضمن شبكة أنفاق وحفريات أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، والتي تهدد المصلى.



ويعود المصلى المرواني الممتدّ على مساحة أربعة دونمات، حيث يتسع لخمسة آلاف مصلٍ ويشترك مع سور القدس بحائطه الجنوبي، إلى العصر الأمويّ، حيث بني كقاعدة أرضية إعداداً لبناء المصلى القبلي، ومن ثم جدده الفاطميون بعدها، وكان يسمى بـ"اصطبلات سليمان"، واستعمله الصليبيون كإصطبل لخيولهم زمن احتلالهم القدس، ومن ثم استُعمل كمسكنٍ لطلاب الزاوية الختنية، وحسب وثائق الأوقاف فإنه استخدم أيضاً بعدها كمخزن للمسجد.

المصلى كان قبيل عام 1996 مغلقاً غير مبلط تملؤه الأتربة، وبث الاحتلال الإسرائيلي شائعات حينها حول وجود انتفاخ في الجهة الجنوبية والشرقية من المصلى وبأنه سيقع قريباً، في محاولة منه لمنع الناس من دخوله ومنع الأوقاف من ترميمه، فقامت الحركة الإسلامية حينها بقيادة الشيخ رائد صلاح بترميم المصلى وتبليطه خلال أقل من أسبوع، وافتتاحه أمام المصلين.

وفي السياق، نبّه الجلاد من خطورة منع الترميم وعرقلته في المصلى المرواني، الذي يحتاج لعمليات ترميم إثر كل شتاء بسبب تسرب مياه الأمطار إليه، إذ إنه تم سابقاً اكتشاف تشقق كبير في دعامة المنطقة الوسطى، حيث قامت الأوقاف بوضع دعامة حديدية حوله لحمايته.

وبحسب تقرير "كيوبرس"، فإنّ أعمال الترميم الواسعة في تسعينيات القرن الماضي في المصلى المرواني، نبع منها استخراج أطنان من الأتربة الممزوجة بالحجارة من موقع العمل، ونقل قسم منه إلى خارج المسجد الأقصى، ثم قام الاحتلال لاحقاً بالسيطرة عليه، ونقله إلى منظمات تحت أذرعه، والتي قامت بدورها بعمليات تنقيب أثري من قبل أثريين معروفين بتوجهاتهم الأيديولوجية اليمينية والتلمودية، ونفذوا عدة مشروعات تهويدية منها ما أطلقوا عليه "مشروع تنخيل تراب جبل الهيكل".

المساهمون