صعّد الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدوانه على المصلين المعتكفين في المسجد الأقصى وفي ساحاته، حيث هاجمت قواته الخاصة المواطنين واعتدت على العديد منهم بالضرب كما اعتقلت عددا آخر منهم، وذلك بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين، حيث اندلعت اشتباكات بالأيدي بين المستوطنين والمصلين.
وقال حراس للمسجد الأقصى في حديث لـ"العربي الجديد" إن عناصر من قوات الاحتلال الخاصة وضباطا كبارا في شرطة الاحتلال، هاجموا تجمعات من المصلين بينما كانوا يتلون القرآن الكريم قبالة المسجد القبلي، واعتدوا عليهم بعنف، قبل أن يعتقلوا 15 شابا ويقتادوهم إلى مركز تحقيق تابع للاحتلال في حي باب السلسلة، بالقدس القديمة.
ووصفت إدارة الأوقاف الإسلامية على لسان مديرها العام، الشيخ عزام الخطيب، ما حدث بأنه عدوان خطير على مصلين آمنين ليس له ما يبرره، محذرا من تبعات ما جرى هذا الصباح، خاصة مع دخول العشر الأواخر من رمضان، حيث جرت العادة أن يعتكف الآلاف من المصلين يتلون القرآن ويصلون.
وندد الخطيب بسماح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى خلال الشهر الفضيل، واصفا ذلك بالاستفزاز الخطير لمشاعر المصلين الذين يتواجدون بأعداد كبيرة خلال رمضان للصلاة والعبادة.
ووفقا لمكتب الأحوال التابع لإدارة الأوقاف، فإن نحو 70 مستوطنا شاركوا منذ الصباح في اقتحامات الأقصى، وخلال ذلك وقعت اشتباكات بين المصلين والمستوطنين المقتحمين، تدخلت خلالها قوات الاحتلال لتعتدي بعنف على المصلين.
ويأتي هذا الاعتداء، وسط مطالبات من قبل جمعيات يهودية متطرفة للسماح لعناصرها باقتحامات أوسع خلال رمضان، وعدم تقييد هذه الاقتحامات بفترات زمنية محددة.
إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص والاختناق، صباح اليوم، خلال مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامه مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
وفي مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوبي مدينة بيت لحم، أصيب شاب بالرصاص الحي والعشرات بحالات الاختناق، خلال المواجهات العنيفة التي أعقبت اقتحام قوات الاحتلال لمنزل الشاب مصطفى الحسنات قبيل اعتقاله.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي بشكل عشوائي باتجاه الشبان، إضافة إلى قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على منازلهم، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشبان حسين عبد الخليل، ومحمد حجاحجة، وفهد أبو مفرح من بلدة تقوع شرقي بيت لحم، بينما سلمت شابا آخر بلاغا لمراجعة ضباط مخابراتها العسكرية للتحقيق معه.
وفي بلدة عوريف جنوبي مدينة نابلس شمالي الضفة، أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات الاختناق، عقب اقتحام البلدة لاعتقال الشابين عمر وأنس شحادة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشبان محمود، ومعتصم، وعاصم، وبهاء، ووسام التميمي عقب مداهمة منازلهم في بلدة النبي صالح غربي مدينة رام الله.
كذلك واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاقتحام اليومية لمدينة الخليل، وسط اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان، ودهمت عددا من المنازل وشرعت بتفتيشها بينما اعتقلت عضو بلدية الخليل، سوزان العويوي، بعد دهم منزلها في المدينة.