يسيطر على أجواء رمضان هذا العام شكوى الأسر الليبية من الغلاء الفاحش، لا سيما في أسعار الحليب واللحوم الحمراء والبيضاء على السواء، إضافة إلى أسعار البيض والخضر والفواكه.
ويلاحظ اقتصاديون أن ظاهرة الغلاء، ناتجة عن احتكار السلع من الموردين، مروراً بالوسطاء التجاريين، وصولاً إلى باعة الجملة والتجزئة. ليتحمل المستهلك في النهاية ضريبة الفوضى والهيمنة الاقتصادية على السوق الليبية.
في حين لفت عضو لجنة الاقتصاد في المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت)، عبد الله الكبير لـ"العربي الجديد" إلى أن اقتصاد ليبيا معتمد على القطاع الخاص، مشيراً إلى أن ليبيا تتجه إلى اعتماد النموذج الاقتصادي الراسمالي، وهناك نية جادة لرفع الدعم عن السلع المدعومة نهاية العام الحالي.
وأوضح بأنه لا توجد خطة رسمية لمتابعة ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان. وأن وزارة الاقتصاد اجتمعت برجال الأعمال بشأن تغطية السوق المحلية بالسلع المطلوبة.
إغراق ولا منافسة
ويقول مورد للسلع الغذائية سابقاً، الهادي بلاك لـ"العربي الجديد": إنه اضطر إلى ترك المهنة منذ ما يقرب العامين نتيجة عمليات احتكار السوق من كبار الموردين، بحيث لا يستطيع المورد الصغير المنافسة.
بينما يؤكد مورد للسلع الغدائية حالياً، علي المسلم "هناك عدم تنسيق بين الموردين، في حين أن السوق مفتوحة على مصراعيها".
ولكنه اعتبر أن ارتفاع الأسعار ليس كبيراً، "على سبيل المثال سعر الحليب ارتفع من 1.75 الى دينارين ليبيين لليتر الواحد بالنسبة للمستورد".
وقال: إن الانتاج المحلي لا يغطي متطلبات السوق، مؤكداً بأنه تم استيراد كميات كبيرة من السلع الغدائية لتغطية متطلبات السوق، ومن المفترض أن تكون الاسعار معقولة إلى حد كبير.
من جهته، أوضح مدير معهد التخطيط التابع لوزارة التخطيط الليبية، عمر ابو خطوة لـ"العربي الجديد" أنه عادة ما ترتفع الأسعار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان بحوالي 3 إلى 4% عن معدلها الطبيعي ثم تنخفض خلال الاسبوع الثاني.
وأشار إلى أن ليبيا ليست دولة منتجة وتعتمد بشكل كبير على استيراد السلع من الخارج. وقال إن ارتفاع أسعار السلع في السوق المحلية، ناتج عن ارتفاع الأسعار في بلدان المنشأ.
ارتفاعات بنسبة 100%
ومن خلال جولة مراسل "العربي الجديد" في سوق الحوت، وسط العاصمة الليبية طرابلس، تبين أن الحليب ارتفع سعره من 1.25 لليتر الواحد المصنع محلياً إلى دينارين، بينما المستورد من دينارين إلى دينارين ونصف.
كما أن سعر طبق البيض (30 بيضة) الذي كان سعره لا يتعدى ثلاثة دنانير ونصف، وصل سعره إلى 5.5 دينار في بداية شهر رمضان، ووصل في مناطق نائية مثل مزدة، 180 كلم جنوب طرابلس، إلى 8 دنانير.
ويبلغ متوسط الإنتاج السنوي من البيض في حدود 870.8 مليون بيضة، في حين أن السوق تحتاج الى 1620 مليون بيضة.
وفي حين ارتفعت أسعار الدجاج إلى 5 دنانير للكيلو الواحد، بينما كان سعره حوالي 2.5 دينار للكيلو. أي أن الارتفاع 100%.
كما أن أسعار اللحوم الأخرى مثل البقر الوطني ارتفعت من 15 ديناراً للكيلو إلى 18 ديناراً. وشهدت لحوم الإبل ارتفاعاً أيضاً من 15 ديناراً للكيلو إلى 20 ديناراً.
كذلك، ارتفعت أسعار اللحوم الوطنية للأغنام إلى 23 ديناراً، بينما كانت قبل رمضان بـ 20 ديناراً للكيلو الواحد.
وعلاوة عن ذلك، ارتفعت أسعار التمور من 7 إلى 10 دنانير للكيلو من الدرجة الثانية، والصعيدي إلى 3.5 دينار بدل دينارين وربع قبل رمضان، على الرغم من أن الانتاج المحلي يكفي حاجات السوق.