الاحتضار والموت على طريقة الأطباء

07 سبتمبر 2014
الضغوط النفسية التي تواجه الأطباء خطيرة (GETTY)
+ الخط -

عندما يتعلق الأمر بالاحتضار والموت، فلدى الأطباء وجهة نظر مختلفة. هذا ما تؤكده الكاتبة شانون براونلي، في مقال لها، في مجلة "التايم". فهنالك أدلة جيدة، على أنّ الأطباء يفكرون في مسألة انتهاء الحياة، بعمق يفوق سواهم.

أبرز تلك الأدلة، أنّ الأطباء يخططون بأنفسهم لكيفية إمضاء أيامهم الأخيرة. ويبرز ذلك في "التوجيهات المسبقة"، التي يوقعها المريض.

وهي مستندات قانونية، تختص بنوعية الرعاية الطبية التي يفضلها، في نهاية حياته، والمكان الذي يرغب في قضاء آخر أيامه فيه.

ففي إحصائية حديثة، تبين أنّ أقلّ من نصف المرضى، في المجمل، يوقّعون هذه المستندات. بينما يرتفع الرقم إلى 64 في المائة لدى الأطباء. وتبين أنّ عدد رافضي الخضوع لإنعاش قلبي رئوي (سي بي آر)، من بين الأطباء، يفوق سواهم بـ3 مرات ونصف.

إذاً لماذا يحرص الأطباء على تفادي الإجراءات الكثيرة التي يقدمونها يومياً لمرضاهم؟ لسبب واحد، هو أنّهم يعلمون جيداً، أنّ تلك الإجراءات، لا طائل منها غالب الأحيان. فالأرقام تشير إلى أنّ 8 في المائة فقط، من الأشخاص، أنقذهم الإنعاش القلبي الرئوي.

كما أنّ فرصة البقاء على قيد الحياة، لمن يكون في المستشفى، ويتوقف قلبه فجأة، لا تتجاوز 19 في المائة. وهو بالطبع واقع لا يشبه ما تقدمه السينما، التي ينجو الجميع فيها، من خلال ضرب الصدور بتلك القوابس الكهربائية.

بالإضافة إلى ذلك، يجد الأطباء أنّ التدابير "البطولية" المتخذة، هي مجرد طريقة حقيرة للموت. فهم يعلمون معنى إقامة مريض مسن في وحدة العناية المركزة، وإنهاء حياته فيها. فمثل هذا المريض يتمدد، غالباً، شبه مشلول، على "فراش الموت" كما يسميه الفيلسوف الأميركي سيدني هوك.

وتشير الكاتبة إلى "أطلس دارتماوث" الخاص بالمستشفيات، فتذكر أنّ اطلاع أيّ شخص عليه، يعرّفه بالطريقة التي يعتمدها كلّ مستشفى في معالجة مرضاه، في شهورهم الأخيرة.

وتعبّر عن وجهة نظرها الخاصة بالموضوع، فتقول: "إذا كان عليّ أن أختار، فسأختار الذهاب إلى أقل تلك المستشفيات همجية".

وتعزز فكرتها، في ختام المقال، بمثال عن أنجيلو فولانديز، الذي يعمل على تطوير سلسلة من الأفلام، حول إجراءات المستشفيات للأشخاص المحتضرين. فتقول عنه: "هو شخص يريد أن يمنح المرضى فرصة للتعرف إلى ما يعرفه أطباؤهم سلفاً".

المساهمون