تتصاعد حدّة الإضرابات الفئوية في مصر يوماً بعد آخر، إذ شهدت أكثر من محافظة احتجاجات متفرقة وعلى رأسها العاصمة القاهرة، في سيناريو يراه مراقبون أقرب إلى فترة ما قبل الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك بعد ثورة 25 يناير 2011، وإطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو/تموز 2013.
وأحرق المئات من أوائل خريجي الجامعات المصرية شهاداتهم العلمية، خلال وقفة احتجاجية نظموها، عصر، اليوم الأربعاء، أمام مقر مجلس الوزراء المصري، وسط القاهرة، تنديداً باستبعادهم من تعيينات الحكومة، فيما بدأ المئات من خطباء المكافأة اعتصامهم أمام مقر المجلس لمطالبة وزير الأوقاف بتثبيتهم، وتحسين أوضاعهم المعيشية. ويشهد مقر مجلس الوزراء العديد من التظاهرات والاحتجاجات العمالية، بصورة شبه يومية، لتوصيل صوت المتضررين من السياسات الحكومية للمسؤولين بعد فشل مسؤولي المؤسسات الحكومية في حل الأزمات المتصاعدة.
إلى ذلك دخل موظفو سنترال المريوطية بمنطقة الهرم في إضراب عن العمل، احتجاجا على عدم تلبية مطالبهم، والتي تتلخص في صرف 12% من نسبة الأرباح، بالإضافة إلى 10% العلاوة التي كانت تصرف لهم كل عام، لكنهم فوجئوا باعتزام الشركة بتخفيض نسبة الأرباح إلى 9% وتقليل نسبة العلاوة إلى 8% فقط على الأساسي. وطالب العمال بهيكلة الأجور وإقالة مجلس الإدارة بالإضافة إلى فضح قضايا فساد مجلس الإدارة؛ حيث أكدوا حصول مديري القطاعات والمناطق على 5000 جنيه قيمة بدل سائق.
وأكد الموظفون أنهم قاموا برفع مطالبهم لمجلس إدارة الشركة وإلى الوزير، إلا أنه تم تجاهل
مطالبهم كلها، ولم يعِرهم أحدٌ انتباهًا؛ ما دفعهم إلى الإضراب.
اقرأ أيضاً: عمال هيئة النقل العام بالقاهرة يهددون بالإضراب عن العمل
وأشاروا إلى أنهم في انتظار نتيجة الاجتماع الذي سيعقد اليوم بمقر الشركة المصرية للاتصالات في القرية الذكية؛ لمناقشة مطالبهم، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم.
يذكر أن العاملين في قطاع الاتصالات في الجيزة فقط يتعدى عددهم 1357 موظفًا.
وتعرّض عدد من العاملين بالشركة المصرية للاتصالات للتهديد، من قبل عدد من قيادات الشركة، على حد قول عدد من العاملين، بسبب استخدامهم حقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم سلميّاً، وذلك بعد تصاعد حركة احتجاجات العاملين بالشركة في أغلب محافظات الجمهورية.
وقال بيان مشترك أصدرته كل من النقابة المستقلة للاتصالات ومنظمة التعاونية القانونية لدعم الوعي العمالي: "تم تهديد العاملين بوسائل مختلفة، وهو ما يعد مخالفة واضحة وصريحة للدستور والقانون المصري، ومخالفة للمواثيق والمعاهدات الدولية، الموقعة عليها الحكومة المصرية".
وفي سياق الغضب العمالي المتصاعد في مصر، نظِّم المئات من أطباء التكليف المتقدمين لنيابات دور مايو/أيار 2015، وقفة احتجاجية بمشاركة أعضاء من مجلس النقابة أمام مقر النقابة بشارع القصر العيني، وسط القاهرة.
وتأتي الوقفة احتجاجاً على عدم إتاحة فرصة تدريب لهم في المستشفيات المميزة في الوقت الذي أتيحت فرص لأطباء من ذوي المحسوبيات، وفق قولهم، وللمطالبة بقرار وزاري يقر بوضوح آلية تتيح تدوير الأطباء بين المستشفيات المركزية والمتميزة لإتاحة التدريب للجميع.
اقرأ أيضاً:
مصر: إضراب النقل العام بالإسكندرية والجيش يدفع بحافلاته
تصاعد إضراب النقل العام في الإسكندرية المصرية