الاتحاد الأوروبي يسعى إلى شراكة متينة مع أفريقيا

16 مايو 2017
انعقدت آخر قمة أفريقية أوروبية في 2014 (الأناضول)
+ الخط -
ستكون سنة 2017 عاماً حاسماً للشراكة بين أوروبا وأفريقيا، بحسب رؤساء الدبلوماسية الأوروبية، الذين خصصوا اجتماعهم الدوري اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شراكة مع أفريقيا، مع اقتراب عقد القمة الخامسة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني من هذه السنة، في أبيدجان في ساحل العاج.

"فرصة ممتازة لمناقشة الشراكة والتعاون وكيفية القيام بعمل أفضل لمواطنينا، مع إيلاء اهتمام خاص للشباب"، كما قالت منسقة السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية، فيديريكا موغيريني.

وقد صدرت عن الاجتماع الوزاري الأوروبي وثيقة مشتركة تحدد ثلاثة أهداف بالنسبة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا: تعزيز التعاون المشترك؛ والعمل على تأمين الأمن ومكافحة مختلف التهديدات؛ وتنمية اقتصادية مستدامة من أجل أفريقيا. وتقترح المبادئ العامة للخطة إجراءات عملية لمواجهة التحديات الآنية وخلق المزيد من فرص العمل، خاصة بالنسبة للشباب.

عطفاً على ذلك، سيكون "الاستثمار من أجل الشباب" الشعار الرئيسي للقمة القادمة التي ستجمع زعماء الاتحادين الأوروبي والأفريقي. "فملف الشباب أصبح أولوية لأوروبا كما لأفريقيا، بالنظر إلى النمو الديمغرافي الذي تشهده القارة الأفريقية، والتحديات الكبرى التي تواجهها، والتي تتطلب تنمية اقتصادية، وخلقاً لفرص العمل، وتعزيز الأمن والمشاركة السياسية، وتسيير ملف الهجرة"، كما يقول الخبير في العلاقات الأوروبية الأفريقية، كزافييه سيمون، لـ"العربي الجديد".

وقد شددت الوثيقة على ضرورة مواصلة العمل في مجال تحسين الحوكمة والديمقراطية ووضع حقوق الإنسان، إضافة إلى ملف مشاركة المجتمع المدني في القرارات المصيرية خاصة النساء.

وبحسب كزافييه سيمون، فإنه "في عالم متغير بسرعة، تشهد أفريقيا تطوراً عميقاً على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وأهمية ذلك بالنسبة لأمن ورخاء أوروبا أصبحت أكثر وضوحاً. لذا فأوروبا وأفريقيا لديهما الكثير مما تربحانه من تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية".

وتعد الوثيقة إطاراً للعمل المشترك، يسعى الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى عرضها على الدول الأفريقية في القمة لتصبح خارطة طريق للفترة 2018-2020. وتخطط الوثيقة لتعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية، والتركيز أكثر على العمل من أجل المزيد من الازدهار والاستقرار في كلتا القارتين، وتحدد أولويات العمل، والسلسلة الأولى من مبادرات ملموسة للفترة 2018-2020 وما بعدها، والتي سيتم تنسيقها وتعزيزها مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع الشركاء الأفارقة، كما تنص على ذلك.

وينتظر أن يلتقي، الثلاثاء، رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، للتطرق إلى مساهمة النواب الأوروبيين في التوصل إلى اتفاق شراكة بين أوروبا وأفريقيا يكون في صالح الشعوب الأفريقية؛ إذ يضغط البرلمان الأوروبي على الدول الأعضاء لدفعها إلى أخذ احتياجات المواطنين، من التغذية إلى فرص عمل، مروراً بتطبيق ديمقراطية حقة، بعين الاعتبار، بدل التركيز فقط على الملفات الأمنية التي تسعى معظمها إلى طمأنة الرأي العام الأوروبي.

وكان رؤساء الدبلوماسية الأوروبية قد أطلقوا نقاشاً موسّعاً منذ ديسمبر/كانون الأول 2016 حول ضرورة إرساء شراكة متينة ودائمة مع أفريقيا، مشددين في بيانهم، آنذاك، على أن التعاون والحوار مع القارة الأفريقية مسألة مهمة لتفادي الأزمات، وتعزيز أمن المواطنين، ومواجهة الأسباب الرئيسية لموجات الهجرة.

وعقدت آخر قمة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في عام 2014 بمشاركة حوالى 60 زعيماً من القارتين.