دان الاتحاد الأفريقي ما دعاها "محاولة الانقلاب" العسكري الذي وقع، أمس الأربعاء، في بوروندي، في وقت سمع فيه دويّ إطلاق نار وانفجارات في العاصمة.
ودعت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والعودة إلى الحوار، وانتهاج الوسائل السلمية.
وأعربت زوما، عن ترحيبها بجهود دول شرق أفريقيا المجتمعين في تنزانيا، معلنة تأييدها قرارات القمة، التي طلبت تأجيل الانتخابات لضمان شفافيتها ونزاهتها.
وجددت رئيسة المفوضية موقف الاتحاد الأفريقي الرافض للتغيير غير الدستوري وفقاً لميثاق الاتحاد الأفريقي، الذي يتبنى تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع بانتخابات حرة ونزيهة.
وفي السياق، سمع دويّ إطلاق نار متقطع في عاصمة بوروندي، اليوم الخميس، بعد يوم من إعلان جنرال في الجيش عن إطاحته بالرئيس بيير نكورونزيزا، الذي أسفر قراره بالترشح لفترة رئاسة ثالثة عن موجة احتجاجات غاضبة، كما تم سماع انفجارات مدوية في وسط بوجمبورا.
وخرج الآلاف إلى الشوارع، أمس الأربعاء، للاحتفال بعدما أعلن الجنرال غودفروا نيومبار، عبر محطة إذاعية خاصة، أن نكورونزيزا أعفي من مهام منصبه.
وكان نكورونزيزا في ذلك الوقت في زيارة للجارة تنزانيا للمشاركة في قمة حول مشاكل بلاده. وظل مكان تواجده غير واضح حتى اليوم الخميس، إلا أن الرئاسة أعلنت على موقع تويتر، أن نكورونزيزا يطالب الأهالي بالتزام الهدوء، وأن الوضع العام تحت السيطرة.
يشار إلى أنّ الجيش منقسم بين الموالين لنكورونزيزا، وبين أولئك الذين يدعمون نيومبار، مدير الاستخبارات الذي أقيل من منصبه في فبراير/شباط الماضي.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس أركان الجيش، الميجور جنرال برايم نيونغابو، من محطة راديو، في وقت متأخر من ليل أمس الأربعاء، أنه ضد الجنرال نيومبار.
إلى ذلك، أسفر هجوم بقنبلة يدوية، ليل أمس، عن إلحاق أضرار بالغة في مبنى تلفزيون "النهضة"، حيث بث نيومبار بيان انقلابه، وفقا لمدير القناة انوسينت موهوزي. كما شبت النيران في مكاتبه ليلاً.
وانسحبت قوات الشرطة من شوارع بوجومبورا، بعد بيان انقلاب نيومبار، فيما احتشدت الجماهير في الشوارع.
وقتل ما لا يقل عن خمسة عشر شخصاً خلال الاحتجاجات اليومية، التي اندلعت بسبب رغبة نكورونزيزا مواصلة منصبه كرئيس للبلاد لفترة ثالثة.
وخلال ما يقرب من ثلاثة أسابيع من حالة الاضطراب، قام الجيش بدور الحاجز بين الشرطة والمحتجين، الذين يرون أن ترشح نكورونزيزا لفترة رئاسة ثالثة، يعد انتهاكاً للدستور واتفاقية أروشا للسلام التي أنهت الحرب الأهلية.
وينص دستور بوروندي، على إمكانية انتخاب الرئيس عبر انتخابات عامة لفترتين مدتهما خمسة أعوام.
ويؤكد نكورونزيزا، أن بإمكانه الحصول على فترة رئاسة ثالثة، لأن البرلمان عينه في الفترة الأولى، ما يجعل أمامه فرصة الترشح في انتخابات عامة مرتين أخريين.
ودعت الحكومة الأميركية، يوم الأربعاء، كافة الأطراف في بوروندي إلى إنهاء العنف، وعبرت عن دعمها الكامل لما يقوم به القادة الإقليميون، لإعادة السلام والوحدة إلى البلاد.
اقرأ أيضاً: دول شرق أفريقيا تبحث أزمة بوروندي الأربعاء في رواندا