انعقد اليوم الاثنين، بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو ـ في الرباط، اجتماع الشبكة الدولية للتربية على الحوار، حول موضوع "التكنولوجيا ومستقبل التربية على الحوار بين الأديان والثقافات"، بالتعاون بين المنظمة ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية، كل من عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، وفيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وأحمد التوفيق وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف في المملكة المغربية.
وأجمعت كلمات المشاركين على "حساسية" إشكالية الربط بين الأديان والأحداث العنيفة التي يعرفها العالم اليوم.
وقال التويجري، إن العالم يمر بـ"فترة صعبة، بحيث أصبح مسرحا للعنصرية والكراهية والحرب، وهي المصائب التي يُربط بينها، للأسف، وبين ما هو ديني".
وشدد التويجري على ضرورة حل الأمر "وفق مقاربة شمولية". داعيا إلى إيلاء الاهتمام البالغ لتربية الأجيال الناشئة على احترام التعددية بمضامينها الدينية والثقافية والحضارية، من أجل بناء عالم جديد تسوده قيم المواطنة العالمية وروح التعايش الديني والثقافي، الذي هو الأساس للتعايش السياسي بين الدول، سعيًا لإقرار الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف فيصل بن معمر، أنه "يجب ترسيخ قيم الاحترام والتعايش والمواطنة على أساس احترام التعددية الدينية" محذرا من التصعيدات المذهبية.
وتستمر أعمال الاجتماع إلى يوم الغد، حيث يشارك فيه، حسب جدول أعماله، خبراء مرموقون من دول مختلفة، سيناقشون دور التكنولوجيا في خدمة التربية على الحوار بين الأديان والثقافات، والجوانب التطبيقية للتربية على الحوار بين الأديان والثقافات.
ويسعى المشاركون إلى تحديد أفضل الممارسات في مجال التربية على تعدد الأديان والثقافات في البيئات العالمية والإقليمية، من أجل تعزيز السلام العالمي وتعميق التعايش الديني والثقافي انطلاقاً من التربية على التعددية الدينية والثقافية، وتوسيع نطاق استخدام أنماط التعليم المراعية للاختلافات.
وسيقدم المشاركون أيضا النماذج الإقليمية الناجحة في مجال تعزيز التربية على الحوار بين الأديان والثقافات، مع رصد التحديات التي يواجهها العالم في هذا الباب.
منتدى القادة الدينيين
من جهة أخرى، وكما أعلنت الإيسيسكو على موقعها الإلكتروني، ستشارك المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في المنتدى الدولي حول "دور القادة الدينيين في منع التحريض الذي يمكن أن يؤدي إلى الجرائم الوحشية"، الذي ينظمه في مدينة فاس المغربية يومي 23 و24 أبريل الجاري مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، والرابطة المحمدية للعلماء في المملكة المغربية ومنظمة هيومن رايتس ووتش أو "مراقبة حقوق الإنسان".
ويأتي موضوع المنتدى بحسب الإيسيسكو "استكمالا لمنتديات سابقة في الموضوع نفسه، وتعميقاً للنتائج المتوصل إليها وتعزيزاً للآثار المحققة" وسيناقش المشاركون "دور المؤسسات الثقافية والدينية والقادة الدينيين والرموز في منع خطاب الكراهية والعنصرية والصور النمطية بين أتباع الأديان والثقافات ومناقشة سبل الحد منها، وآليات بلورة خطاب إيجابي أو بديل حقيقي من شأنه مواجهة خطاب الكراهية المؤدي إلى الجرائم البشعة والوحشية؛ كنتيجة لعنصرية عرقية ودينية وثقافية".
اقرأ أيضا:
"إيسيسكو" تستنكر تجاهل الإعلام الأميركي لمقتل الطلبة الثلاثة