وصُدم الشارع السوداني، مساء أمس الإثنين، بلقاء جمع البرهان بنتنياهو في أوغندا، قبل أن تتبرأ حكومة عبد الله حمدوك من اللقاء، وتؤكد أنها "تنتظر توضيحات".
وقال المسؤول السوداني إنّ اللقاء هدف إلى المساعدة في رفع السودان عن قائمة الإرهاب، التي أُدرج فيها في التسعينيات، عندما استضاف لفترة وجيزة زعيم تنظيم "القاعدة" آنذاك أسامة بن لادن وغيره من المتشددين المطلوبين.
وأشارت الوكالة إلى أنّ السودان يائس من أجل رفع العقوبات المرتبطة بإدراجه قي لائحة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، وهي خطوة أساسية نحو إنهاء عزلته وإعادة بناء اقتصاده بعد الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير.
ولفت المسؤول، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخوّل بالتصريح إلى وسائل الإعلام، إلى أنّ البرهان وافق على لقاء نتنياهو لأنّ المسؤولين اعتبروا أنّ هذا الأمر قد يساعد في تسريع عملية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. وأكد أنّ "دائرة صغيرة" من كبار المسؤولين في السودان، وكذلك السعودية ومصر، كانت على علم بالاجتماع.
وعلى الرغم من كشف الاحتلال الإسرائيلي عن اللقاء، إلا أن الحكومة السودانية انتظرت ساعات قبل أن يعلق المتحدث باسمها على ما أكده نتنياهو عبر "تويتر"، حيث أشار إلى أنه اتفق مع البرهان على تطبيع العلاقة بين تل أبيب والخرطوم، فيما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن أن رئيس حكومة الاحتلال طلب، خلال اللقاء، من البرهان، السماح كخطوة مبدئية، للطيران الإسرائيلي بعبور الأجواء السودانية.
وفي ردّ فعل أميركي لافت، شكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، البرهان، "على مبادرته لتطبيع العلاقات مع إسرائيل"، بعد لقائه نتنياهو، موجّهاً إليه دعوة لزيارة واشنطن في وقت لاحق من العام الجاري.
وقال بيان للخارجية الأميركية إنّ حديث بومبيو جاء خلال اتصال هاتفي أجراه مع البرهان، الإثنين. ووفق البيان، "أكد بومبيو والبرهان رغبتهما المشتركة في تحسين مشاركة السودان الفعالة في المنطقة والمجتمع الدولي، والتزامهما بالعمل من أجل إقامة علاقة ثنائية أميركية سودانية أقوى وأكثر صحة".
وبدأ التكتم الرسمي في السودان على لقاء البرهان بنتنياهو بعدم الإعلان مسبقاً، كما هي العادة، عن زيارة رئيس مجلس السيادة إلى أوغندا.
وفي أول تعليق سوداني رسمي، قال وزير الإعلام السوداني المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح، في بيان مقتضب ليل الإثنين، إن الحكومة الانتقالية تلقت عبر وسائل الإعلام خبر لقاء البرهان بنتنياهو في عنتبي الأوغندية.
وأوضح البيان أنه لم يتم إخطار مجلس الوزراء أو التشاور معه بشأن اللقاء، مشيراً إلى أن المجلس ينتظر توضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة.