في مدينة بهاكتابور النيبالية، تسير يونيكا باجرشاريا مع والديها بين الناس، الذين يهرعون إليها علّها تباركهم. هذه الفتاة التي تبلغ من العمر سبع سنوات، اختيرت لتعيش وتتنفّس كإلهة بسبب رموشها التي "تشبه رموش البقر، وصوتها الذي يشبه صوت البط".
حتّى اليوم، ما زالت النيبال تحافظ على هذا التقليد لاختيار الإلهة "كوماري". ويقع الاختيار على طفلة تجسد روح الإله وتعيش بين البشر، ويعبدها الهندوس والبوذيون على حد سواء.
في شهر يوليو/ تموز الماضي، وتحديداً في مهرجان المطر الهندوسي، أعرب الآلاف عن احترامهم للطفلة، بمن في ذلك رئيس وزراء النيبال بوشبا كال داهال، الذي انحنى بدوره أمامها تعبيراً عن الاحترام. يقال إنها تجلب الحظ لمن تقع عيناها عليه، إلا أنها تعيش مع والديها، وتصير مواطنة عادية مجدداً حين تبلغ الحادية عشرة من عمرها.
بالإضافة إلى رموشها وصوتها، تواجه اختبارات أخرى تتعلق بالخوف والصفاء. وبمجرد أن تُختار، تعتبر تجسيداً للإلهة الهندوسية دورغا. ولا يُسمح للكوماري بترك منازلهن إلا في المناسبات الخاصة. كذلك، يمنع أن تلمس قدماها الأرض أبداً.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2008، رفضت المحكمة العليا في النيبال عريضة لوقف تلك الممارسة، قائلة إنها قيمة ثقافية، وإن كان بعض الناشطين بعتبرون أن هذا التقليد لا يختلف عن "عمالة الأطفال".
(العربي الجديد)