أظهر استطلاع رأي لمؤسسة "أصداء بيرسون - مارستيلر" البحثية، تراجعاً في إيمان الشباب العربي بالتغيير والثقة في الديمقراطية عن عام 2011، الاستطلاع الذي نشرت نتائجه في منتصف العام الماضي، وأجري على 16 دولة عربية من بينها دول مجلس التعاون الخليجي وغرب وشمال أفريقيا والعراق وفلسطين ولبنان واليمن، أظهر، أيضاً، أن حالة من الشعور بالإحباط والسلبية تهيمن على توجهات الشباب العربي إزاء إمكانية تحقيق التغيير الديمقراطي الذي بحثوا عنه عند خروجهم إلى الشوارع في مطلع 2011.
وعلى الرغم من كون الشباب في البلدان النامية - من بينها الدول العربية - يشكلون أكثر من نصف شرائح السكان، وهم أسرع الشرائح نمواً، وبحسب الإحصاءات فإنهم يقضون حوالى 31.9% من وقت فراغهم في مشاهدة التلفاز خاصة - الإناث -، فتغيب أجندة اهتماماتهم عن الشاشة الصغيرة، لذلك كانت معظم استطلاعاتنا معتمدة على الإناث.
"مضامين غير مجدية"
سمر فاروق، طبيبة تحاليل، تخرجت في جامعة الإسكندرية - مصر- عام 2012، ترى أن وسائل الإعلام تنتقي مضامين غير مجدية، باستثناء برامج الوثائقيات على قناة وحيدة أو قناتين.
تشير فاروق، أيضاً، إلى غياب برامج تثقيفية موجهة للشباب، أو نوعية البرامج التوعوية بالتاريخ والحضارات العربية، وإحلال برامج ظاهرها الترفيه، وباطنها الإلهاء عبر وسائل الإعلام.
أظهرت بعض الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية، على 110 من نزلاء مؤسسة عقابية أن 49% من هذه المجموعة أعطتهم السينما الرغبة في حمل السلاح و12 - 21% منهم أعطتهم السينما الرغبة في السرقة ومقاتلة الشرطة.
الإلكترونية بديلاً من التقليدية
يمنى عادل محمود، طبيبة صيدلية، ومهتمة بالفنون البصرية، لا تتابع وسائل الإعلام التقليدية كالتلفاز، لكنها تتابع بديلاتها الإلكترونية حديثة العهد، والتي تركز على اهتمامات جيلها - حسب وجهة نظرها - بالتركيز على الرياضة والسفر والسينما وغيرها.
ترى محمود أن وسائل الإعلام التي تخاطب اهتماماتها ربما تظهر الرياضة والسفر والسينما. تستمر في عرض وجهة نظرها: إن وسائل الإعلام يمكنها الاهتمام بالفن أكثر، وتعرض لذلك نموذجين، أولهما ملتقى الخطاطين السنوي بدار الأوبرا المصرية، إضافة للجهود الشبابية في مجال الرسوم المتحركة والذاتية تماماً حسب قولها، لكن وسائل الإعلام تفضل الغياب عن هذا تماماً، وهو ما يعزز فرضية أن وسائل الإعلام منصة "لعوالم أخرى" غير عالم الشباب.
حديث يمنى له توجه علمي عالمي، حيث دعت دراسات إعلامية - حديثة نسبياً -، إلى تبني نهج لا يقوم فقط على معرفة مدى اهتمام المواقع الإعلامية بمضامين المستخدمين، ولكنه يسعى للكشف عن العوامل التي تشكل هذه المضامين وفقاً لمستويات تحليلية متنوعة، ومنها دراسة (José van Dijck, 2009) ، والتي دعت فيها إلى تبني ثلاثة مناظير لتحليل أدوار المستخدمين في صناعة المضامين الإعلامية وهي: 1) المنظور الثقافي، والذي يقارن بين دور الجمهور كمتلق وكمشارك. 2) المنظور الاقتصادي، والذي يقارن بين أدوار المستخدمين كمنتجين وكمستهلكين. 3) ومنظور علاقات العمل، والذي يقارن بين المضامين التي ينتجها الهواة والمحترفون.
لا إعلام = حياة أفضل
في رأي بعضهم، تزيد وسائل الإعلام من الضغوط الحياتية على عاتق الشباب المصري، علا عادل معروف، مهندسة ميكانيكا، تقول: أتحرك للعمل في السابعة صباحاً، وأعود للمنزل في السابعة مساءً، وهو ما يتطلب عند تعرضي لوسائل الإعلام متابعة مضامين ترفيهية، لكنها ليست تافهة أو تثير اشمئزازي حسب تعبيرها.
تتابع معروف "إلا أن هذا ليس موجوداً إما مادة علمية معقدة يصعب التعامل معها بعد انتهاء يوم عمل ممتد لأكثر من 8 ساعات، أو مادة درامية عناصرها راقصة ومغنٍ، وهو ما يدفعها لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً عن متابعة وسائل الإعلام الإلكترونية أو التقليدية".
وحسب دراسة للباحث، محمد عبدالبديع، بعنوان "دور وسائل الإعلام في تغيير القيم السياسية للشباب"، فالإناث في القرية المصرية أكثر استخداماً لوسائل الإعلام الجديدة من الذكور، حيث ارتفعت نسبة الإناث، في قرية سواده شرقية، اللائي يستخدمن وسائل الإعلام الجديدة أحياناً 53.8% ودائماً 34.6% مقابل 44.6% أحياناً و33.8% دائماً للذكور.
من خلال الاستطلاعات السابقة، فإن وسائل الإعلام تقدم مضامين غير مناسبة للشريحة العمرية الواقعة بين 18 - 30 عاماً، مفضلة السير على أجندتها الخاصة.
وقد أشارت منظمة العمل العربية إلى أن الأحداث المتسارعة التي شهدتها الدول العربية، خلال عام 2014، انعكست على مستويات البطالة والتشغيل بشكل سلبي، حيث سجل معدل البطالة ارتفاعاً بلغ أكثر من 16 في المائة، واقترب عدد العاطلين عن العمل من 20 مليون عاطل، وهو ما انعكس في نتائج الاستطلاع التي كشفت أن 81 في المائة من الشباب العربي قلق بشأن معدلات البطالة المرتفعة.
ويكشف الاستطلاع، أن الثلث فقط من خارج منطقة الخليج العربي يعتقدون أن حكوماتهم ستكون قادرة على التعامل مع البطالة، في حين أن ثلثي المستطلعين من دول الخليج لديهم الثقة في قدرة زعمائهم في توفير فرص العمل. وتتوافق نتائج الاستطلاع في هذا القسم الخاص بالبطالة بين صفوف الشباب العربي، مع نتائج التقرير الاقتصادي العربي الموحد السنوي الصادر عن صندوق النقد العربي في عدده الرابع والثلاثين لعام 2014.
ويكشف هذا التقرير، أن معدلات نمو اقتصادات الدول العربية تعاني تراجعاً بالمقارنة مع معدلات نمو مجموعة الدول النامية والأسواق الناشئة، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي في الدول العربية بالأسعار الثابتة نسبة نمو وصلت إلى 4.2 في المائة خلال عام 2013 الذي شمله التقرير، وهو معدل أقل من النمو المسجل على مستوى الدول النامية والأسواق الناشئة والذي بلغ 4.7 في المائة خلال العام نفسه. وهي مؤشرات مرشحة للاستمرار في ظل تصاعد حدة الصراعات الداخلية وتزايد نشاط التنظيمات الإرهابية.
ويتطلّع اثنان من كل خمسة شباب عرب لبدء مشاريعهم الخاصة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وسجّلت أعلى نسبة من الشباب الذين يفكرون في إطلاق عمل تجاري خاص بهم في المغرب بـ 62 في المائة، بينما بلغت النسبة أدناها في العراق بنحو 13 في المائة فقط. لكن على المدى الطويل، لا يزال 2 من كل 3 مشاركين في الاستطلاع (67 في المائة) يؤمنون بأن أفضل أيامهم تنتظرهم في المستقبل، بينما يعتقد 26 في المائة فقط أن أفضل أيامهم أصبحت من الماضي.
وعلى الرغم من كون الشباب في البلدان النامية - من بينها الدول العربية - يشكلون أكثر من نصف شرائح السكان، وهم أسرع الشرائح نمواً، وبحسب الإحصاءات فإنهم يقضون حوالى 31.9% من وقت فراغهم في مشاهدة التلفاز خاصة - الإناث -، فتغيب أجندة اهتماماتهم عن الشاشة الصغيرة، لذلك كانت معظم استطلاعاتنا معتمدة على الإناث.
"مضامين غير مجدية"
سمر فاروق، طبيبة تحاليل، تخرجت في جامعة الإسكندرية - مصر- عام 2012، ترى أن وسائل الإعلام تنتقي مضامين غير مجدية، باستثناء برامج الوثائقيات على قناة وحيدة أو قناتين.
تشير فاروق، أيضاً، إلى غياب برامج تثقيفية موجهة للشباب، أو نوعية البرامج التوعوية بالتاريخ والحضارات العربية، وإحلال برامج ظاهرها الترفيه، وباطنها الإلهاء عبر وسائل الإعلام.
أظهرت بعض الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية، على 110 من نزلاء مؤسسة عقابية أن 49% من هذه المجموعة أعطتهم السينما الرغبة في حمل السلاح و12 - 21% منهم أعطتهم السينما الرغبة في السرقة ومقاتلة الشرطة.
الإلكترونية بديلاً من التقليدية
يمنى عادل محمود، طبيبة صيدلية، ومهتمة بالفنون البصرية، لا تتابع وسائل الإعلام التقليدية كالتلفاز، لكنها تتابع بديلاتها الإلكترونية حديثة العهد، والتي تركز على اهتمامات جيلها - حسب وجهة نظرها - بالتركيز على الرياضة والسفر والسينما وغيرها.
ترى محمود أن وسائل الإعلام التي تخاطب اهتماماتها ربما تظهر الرياضة والسفر والسينما. تستمر في عرض وجهة نظرها: إن وسائل الإعلام يمكنها الاهتمام بالفن أكثر، وتعرض لذلك نموذجين، أولهما ملتقى الخطاطين السنوي بدار الأوبرا المصرية، إضافة للجهود الشبابية في مجال الرسوم المتحركة والذاتية تماماً حسب قولها، لكن وسائل الإعلام تفضل الغياب عن هذا تماماً، وهو ما يعزز فرضية أن وسائل الإعلام منصة "لعوالم أخرى" غير عالم الشباب.
حديث يمنى له توجه علمي عالمي، حيث دعت دراسات إعلامية - حديثة نسبياً -، إلى تبني نهج لا يقوم فقط على معرفة مدى اهتمام المواقع الإعلامية بمضامين المستخدمين، ولكنه يسعى للكشف عن العوامل التي تشكل هذه المضامين وفقاً لمستويات تحليلية متنوعة، ومنها دراسة (José van Dijck, 2009) ، والتي دعت فيها إلى تبني ثلاثة مناظير لتحليل أدوار المستخدمين في صناعة المضامين الإعلامية وهي: 1) المنظور الثقافي، والذي يقارن بين دور الجمهور كمتلق وكمشارك. 2) المنظور الاقتصادي، والذي يقارن بين أدوار المستخدمين كمنتجين وكمستهلكين. 3) ومنظور علاقات العمل، والذي يقارن بين المضامين التي ينتجها الهواة والمحترفون.
لا إعلام = حياة أفضل
في رأي بعضهم، تزيد وسائل الإعلام من الضغوط الحياتية على عاتق الشباب المصري، علا عادل معروف، مهندسة ميكانيكا، تقول: أتحرك للعمل في السابعة صباحاً، وأعود للمنزل في السابعة مساءً، وهو ما يتطلب عند تعرضي لوسائل الإعلام متابعة مضامين ترفيهية، لكنها ليست تافهة أو تثير اشمئزازي حسب تعبيرها.
تتابع معروف "إلا أن هذا ليس موجوداً إما مادة علمية معقدة يصعب التعامل معها بعد انتهاء يوم عمل ممتد لأكثر من 8 ساعات، أو مادة درامية عناصرها راقصة ومغنٍ، وهو ما يدفعها لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً عن متابعة وسائل الإعلام الإلكترونية أو التقليدية".
وحسب دراسة للباحث، محمد عبدالبديع، بعنوان "دور وسائل الإعلام في تغيير القيم السياسية للشباب"، فالإناث في القرية المصرية أكثر استخداماً لوسائل الإعلام الجديدة من الذكور، حيث ارتفعت نسبة الإناث، في قرية سواده شرقية، اللائي يستخدمن وسائل الإعلام الجديدة أحياناً 53.8% ودائماً 34.6% مقابل 44.6% أحياناً و33.8% دائماً للذكور.
من خلال الاستطلاعات السابقة، فإن وسائل الإعلام تقدم مضامين غير مناسبة للشريحة العمرية الواقعة بين 18 - 30 عاماً، مفضلة السير على أجندتها الخاصة.
وقد أشارت منظمة العمل العربية إلى أن الأحداث المتسارعة التي شهدتها الدول العربية، خلال عام 2014، انعكست على مستويات البطالة والتشغيل بشكل سلبي، حيث سجل معدل البطالة ارتفاعاً بلغ أكثر من 16 في المائة، واقترب عدد العاطلين عن العمل من 20 مليون عاطل، وهو ما انعكس في نتائج الاستطلاع التي كشفت أن 81 في المائة من الشباب العربي قلق بشأن معدلات البطالة المرتفعة.
ويكشف الاستطلاع، أن الثلث فقط من خارج منطقة الخليج العربي يعتقدون أن حكوماتهم ستكون قادرة على التعامل مع البطالة، في حين أن ثلثي المستطلعين من دول الخليج لديهم الثقة في قدرة زعمائهم في توفير فرص العمل. وتتوافق نتائج الاستطلاع في هذا القسم الخاص بالبطالة بين صفوف الشباب العربي، مع نتائج التقرير الاقتصادي العربي الموحد السنوي الصادر عن صندوق النقد العربي في عدده الرابع والثلاثين لعام 2014.
ويكشف هذا التقرير، أن معدلات نمو اقتصادات الدول العربية تعاني تراجعاً بالمقارنة مع معدلات نمو مجموعة الدول النامية والأسواق الناشئة، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي في الدول العربية بالأسعار الثابتة نسبة نمو وصلت إلى 4.2 في المائة خلال عام 2013 الذي شمله التقرير، وهو معدل أقل من النمو المسجل على مستوى الدول النامية والأسواق الناشئة والذي بلغ 4.7 في المائة خلال العام نفسه. وهي مؤشرات مرشحة للاستمرار في ظل تصاعد حدة الصراعات الداخلية وتزايد نشاط التنظيمات الإرهابية.
ويتطلّع اثنان من كل خمسة شباب عرب لبدء مشاريعهم الخاصة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وسجّلت أعلى نسبة من الشباب الذين يفكرون في إطلاق عمل تجاري خاص بهم في المغرب بـ 62 في المائة، بينما بلغت النسبة أدناها في العراق بنحو 13 في المائة فقط. لكن على المدى الطويل، لا يزال 2 من كل 3 مشاركين في الاستطلاع (67 في المائة) يؤمنون بأن أفضل أيامهم تنتظرهم في المستقبل، بينما يعتقد 26 في المائة فقط أن أفضل أيامهم أصبحت من الماضي.