الإعلام الفرنسي عن غزة: مجزرة وحمّام دم

15 مايو 2018
(عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
تناولت مختلف وسائل الإعلام الفرنسية، اليوم الثلاثاء، الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين في غزة أمس الإثنين. 


فكتبت "لوفيغارو": "سفارة أميركية في القدس: غزة تشتعل". وتحدثت عن "يوم غضب ودم في قطاع غزة"، وأضافت: "تساهال فتح النار، الإثنين، على الآلاف من المتظاهرين المتجمعين على الحدود مع إسرائيل".

وعنونت صحيفة "لوباريزيان" تغطيتها في صفحتين لما جرى بـ "حمّام دم في غزة".
لكنّ "ليبراسبون" كانت أكثر موضوعية وأكثر انتقادًا للجريمة الإسرائيلية، فعنونت ملفها عن الموضوع بـ"القدس - غزة: سفارة ومجزرة"، ونشرت مقالاً بعنوان: "ترامب يستقر في القدس: 52 قتيلاً على الأقل في غزة".

وقالت ليبراسيون "التناقض فاضح. الاحتفالات في القدس، التي تحولت إلى ديزني لاند بمناسبة نقل رمزي، أكثر مما هو عملي، للسفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة. وفي غزة، الأسلاك الشائكة والقنّاصة والدم"، مضيفةً "يتعلق الأمر بأكثر الأيام دموية في غزة منذ حرب 2014".

ونقلت الصحيفة تساؤلاً للنائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي "ما الذي فكّر فيه السفير الأميركي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، وهما يختاران ذكرى النكبة من أجل احتفال الكراهية الشائن؟".

وقالت الصحيفة إنّ نظام السيسي حاول، في نهاية الأسبوع الماضي، تقديم خدمة لإسرائيل، "ليس فقط عبر إلغاء مسيرة العودة، وإنما تكميم الحركة إلى الحد الأدنى، مقابل سلسلة من العروض الإنسانية (إعادة فتح معبر رفح في اتجاه مصر، توسيع منطقة الصيد، إرسال أدوية، إلخ). لكنّ حماس رفضت العرض المصري". وأضافت "وبينما كان القسّ روبرت جيفريس، يردد "ترامب ليس فقط مع الجانب الحسن للتاريخ، بل مع الجانب الحسن للربّ"، كان الناطق الرسمي للبيت الأبيض يعلن أن "مسؤولية هؤلاء القتلى المأساويين تتحملها حماس".



وفي افتتاحية "ليبراسيون" التي وقعتها ألكسندرا شوارتزبرود، بعنوان "دوامة"، قالت "من الصعب، إزاء الصُوَر التي وصلتنا من غزة، يوم الاثنين، ومن رام الله ومن بيت لحم، ألا نقوم بمقارنة مع يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000، حين اندلعت الانتفاضة"، في إشارة إلى استفزاز أرييل شارون، من أجل العودة إلى السلطة.

وأضافت "والأرضية هي نفسها اليوم. المستفزّان هما ترامب ونتنياهو، اللذان، عبر احتفالهما بنقل السفارة الأميركية، يقرّران، رمزياً، التخلي عن مشروع دولة فلسطينية ذات مصداقية. والمسؤولون الفلسطينيون استنفدوا القليل من المصداقية التي كانوا يمتلكونها لدى شعبهم، خاصة لدى الغزّيين، المسجونين مثل حيوانات مفترسة بين البحر والأسلاك الشائكة، دون ماء ولا عمل. هؤلاء، ليس لديهم ما يخسرونه. وليست نداءات سلام ترامب هي ما يهدئهم. ويجب امتلاك عجرفة مفرطة أو سينيكية مطلقة للتجرؤ على التلفظ بكلمة "السلام" بعد وضع النار في الأراضي".

وتساءلت الصحيفة الفرنسية عن كيفية الخروج من هذه الدوامة المدمّرة، قائلةً "وحين نعرف أنّه إلى أي درجة يغذي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الغضب في العالم، فإنّ من مصلحة الكثيرين ألا يدّخروا جهداً لتهدئة الأوضاع ومنح حد أدنى من الأمل للفلسطينيين". ومن بين هؤلاء، الذين لهم مصلحة في تهدئة الفلسطينيين "القادة العرب، وخاصة الصديق الجديد لترامب، ولي العهد السعودي. وهذا الغارق في حرب مع الأشقاء في اليمن، محمد بن سلمان، ليست له مصلحة في فتح جبهة أخرى".

ومن جهتها عنونت صحيفة "لوسوار" البلجيكية صفحتها الأولى "ترامب يشعل غزة"، وكتبت عن يوم الاثنين باعتباره "يوم انفصام ودم"، وأضافت: "السلطات الإسرائيلية افتتحت سفارة أميركا بالقدس، ولم تقل كلمة عن غزة، على بعد مائة كيلومتر، حيث تحول الاحتجاج الفلسطيني إلى حمام دم".

صحيفة "لوموند" عنونت "يومٌ دامٍ في غزة"، كما كتبت عن "مواجهات أخرى قادمة".


أما صحيفة "لامارساييز"، فكرست غلافها كله لما حدث "مجزرة في غزة"، واستعرضت أسماء سياسيين أدانوا ما حدث، ومن بينهم ميلانشون، رئيس حركة "فرنسا غير الخاضعة" الذي كتب: "يجب على فرنسا أن تدين جرائم غزة. ويجب استدعاء السفير الإسرائيلي لاستفساره. إنّ السلام يحتضر تحت ضربات نتنياهو"، وبونوا هامون الذي عبّر عن "ذهوله من بلد كبير، كالولايات المتحدة، يديره شخص حقير مثل ترامب" فيما اعتبر الأمين العام للحزب الشيوعي، بيير لوران، أن "كل المجموعة الدولية، وهي تترك إسرائيل تفلت من العقاب، متواطئة مع هذه الجريمة الفظيعة".

وكتبت صحيفة "لاكروا" عن "مسيرة الغزيين الدامية"، وكرست مقالاً يرصد الموقف العربي من القضية الفلسطينية، ورأت أن الفلسطينيين "خسروا دعم العالَم العربي".

ومن جهتها رأت صحيفة "لومانيتيه"، لسان الحزب الشيوعي الفرنسي، أن "ترامب فتح سفارة الحرب في الشرق الأوسط"، منتهكاً كل الاتفاقات الدولية. وأجرت الصحيفة الشيوعية لقاء مع المؤرخ زيف ستيرنهيل يرى فيه أن "الاستيطان والاحتلال أفسدا المجتمع الإسرائيلي".
وأضاف، في مرارة، أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يهم أحداً. لا الفرنسيين ولا الأميركيين ولا البريطانيين. من يهتم به؟ إيطاليا وألمانيا؟ من وجهة نظر الإليزيه والبيت الأبيض وداونينغ ستريت، فهي تهتم بسورية أكثر. وحتى في سورية، لا يتجرأون على التدخل.. إذن، من أجل بعض الفلسطينيين… أي بلد سيخاطر بالفشل من أجل 50 قتيلاً فلسطينياً؟ بالنسبة لهم، الأمر ليس مُهمّاً، والفلسطينيون ليس لديهم ما يقدمونه. وحتى دول الخليج لم تعد تهتم بمصيرهم. ولا يوجد أي تضامن عربي في هذا الصدد".

وأما موقع "ميديا بارت" الإخباري، فكرّس ملفّاً لما يحدث في غزة، بعنوان "الشرق الأوسط: نكبة جديدة"، تضمّن مقالين مهمين، الأول "ترامب-نتنياهو: الحقارة والخطر"، قيل فيه "في المنطقة، حيث الممالك العربية ليس لها سوى مشروع مشترك -خشية إيران- من سيقف، من الآن فصاعداً، في وجه هوس قديم مُتقاسَم مع ترامب، من أجل زعزعة وإضعاف الجمهورية الإسلامية؟ بل- وهذا هو حلم مستشارَين مقربَّيْن من ترامب- من أجل التسبب في سقوط النظام وتعويضه بنظام يجب ابتداعُهُ، وتكون للمهاجرين الإيرانيين في كاليفورنيا كلمة يقولونها بهذا الموضوع". وأيضاً مقال "يوم غضب في غزة".