تسعى هيئة الإذاعة الحكومية الصينية إلى تأسيس قاعدة واسعة في المملكة المتحدة، لتعزيز أجندة بكين في الغرب، علماً أنها وُصفت بـ "لسان وحنجرة" الحزب الشيوعي في البلاد.
وفي هذا المجال، تنوي "شبكة التلفزيون العالمية الصينية" (سي جي تي إن)، التابعة للحكومة الصينية، افتتاح مركزها الأوروبي الأول، غرب لندن، في 2018 الحالي. واستأجرت لهذا الغرض مكتباً مساحته 30 ألف متر مربع، في منطقة تشيسوك، لاستخدامه كاستديو وقاعدة إنتاج، وفقاً لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
وتتطلع الشبكة إلى توظيف عشرات المذيعين ومقدمي البرامج والمنتجين في المملكة المتحدة، لتعزيز الرسائل الصينية الموجهة إلى الجمهور البريطاني. وتعد بأخبار غير متحيزة من "منظور صيني".
ويعكس الارتفاع في الرواتب المعروضة للموظفين حجم المشروع الصيني الجديد، إذ يصل راتب مدير الأخبار مثلاً إلى 160 ألف جنيه إسترليني (نحو 212415 ألف دولار أميركي). وقد توظف نحو 300 شخص، وفقاً لـ "ذا تايمز".
تجدر الإشارة إلى أن الصين تسعى إلى نشر صورة إيجابية أكثر عنها حول العالم، ومنافسة الإعلام الغربي في التغطية العالمية. وكجزء من سعيها نحو دفع القوة الناعمة، أقامت الصين أكثر من 500 مركز للغة، تعرف باسم معاهد كونفوشيوس، للترويج للثقافة الصينية على مستوى العالم.
وفي سياق متصل، اتهمت "مراسلون بلا حدود"، في إبريل/نيسان الماضي، بكين بتصدير "نموذجها لمراقبة الإعلام"، من أجل خنق المعارضة في أماكن أخرى في آسيا.
واعتبرت المنظمة أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، "يقترب أكثر وأكثر من نسخة معاصرة من الاستبداد". ورأى التقرير أن "الرقابة والمراقبة وصلتا إلى مستويات غير مسبوقة بفضل الاستخدام الهائل للتكنولوجيا الحديثة" في ولايته الرئاسية الأولى.
وأضافت المنظمة أن الحكومة الصينية "تسعى لتأسيس نظام إعلام عالمي جديد خاضع لنفوذها بتصدير أدواتها القمعية وأنظمة الرقابة المعلوماتية وأدوات مراقبة الإنترنت"، لافتة إلى أن "رغبة (الصين) الواضحة في سحق كل جيوب المقاومة العامة تجد من يفعل مثلها للأسف في آسيا".
وأشارت المنظمة إلى أن نفوذ الصين وتكتيكاتها يمكن لمسهما في تايلند وماليزيا وسنغافورة.