أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن الإطاحة بالجناح الإعلامي لتنظيم "جند الخلافة" التابع لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، العملية وفقاً لمصادر في الأمن التونسي تمثلت في تتبع نشاط الخلية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما مكّن الأمن التونسي من كشف هذا الجناح الإعلامي.
ويتكون هذا الجناح من سيف الدين الجمالي، المعروف بأبي القعقاع صاحب الحسابات العديدة على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة بـ"القعقاع" و"عقبة الغفاري" و"أغلب" و"عزام التونسي"، وهو من يتولى الإشراف على الجناح الإعلامي.
ولم تتمكن قوات الأمن التونسي من القبض عليه، في حين تمكنت قوات الأمن التونسي والفرق المختصة في ملاحقة النشاط الإلكتروني للجماعات التكفيرية من إيقاف بقية عناصر الخلية، وهن سبع نساء من صاحبات الحسابات والمواقع التي تنشر الفكر التكفيري.
والنساء الموقوفات، هنّ إيمان عبدالله صاحبة الحسابات والمواقع الإلكترونية "أم أسيد الغريبة" و"خطى راحلة" و"غريبة الأوطان" و"إيمان فجر 11" وهي مشرفة على منتدى جهادي، كما تم إيقاف مروى صاحبة عديد الحسابات أهمها "عنيدة الجنوبية" وراوية الحجري صاحبة حسابات "زناد غاضب" و"بزار". الإيقافات شملت، أيضاً، غفران عرجون صاحبة حسابات "أم يوسف" و"ريتال" و"أم عائشة التونسية" وكذلك إسراء دخايلية صاحبة حساب "غريبة وطنى" و"أم وقاص التونسية" ورحاب هرمي صاحبة حساب "أم ماريا" وفاطمة ميداسي صاحبة حساب "أم أسامة".
عملية كشف هذا الجناح الإعلامي تأتي في سياق نجاح وزارة الداخلية التونسية في اختراق عديد المجموعات الإرهابية عن طريق الحسابات الإلكترونية، وهو ما اعتبره بعض المختصين في الجماعات الإرهابية نقلة في العمل الأمني التونسي، الذي بات يركز في جانب منه على عمليات الاستعلامات الإلكترونية.
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "فيسبوك" و"تويتر" أكبر نشاط للمجموعات التكفيرية التي تقوم بأعمال دعائية تهدف من خلالها إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب التونسي للانضمام إليها.
في المقابل، تلاقي مصالح الأمن التونسي صعوبات في الحسابات التي تبث مضامينها من خارج الأراضي التونسية، والتي تعدّ وفقاً لنعمان الفهري، وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي بالحكومة التونسية بالآلاف، لكنه أقرّ أنّه تتم مراقبة مابين 500 و1000 صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي بتونس، وهو ما مكّن الأمن التونسي في النجاح بالإطاحة بعدد هام من الخلايا الإرهابية الناشطة إلكترونياً منذ شهر يوليو/تموز الماضي.
المجموعات الإرهابية بدورها تفطنت إلى تولي الأمن التونسي مراقبة ما تبثه على الشبكة العنكبوتية، وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي لذلك بادرت كتيبة "عقبة بن نافع" المتمركزة بجبال الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية بدعوة أنصارها منذ شهر فبراير/شباط الماضي بعدم استعمال "فيسبوك" والاكتفاء باستعمال "تويتر" مع الدخول إليه عبر نظام "ثور" تجنباً لكل عمليات اختراق ممكنة من قبل الأجهزة الأمنية التونسية.
يبدو أن الأمن التونسي يخوض حرباً ميدانية مع الجماعات الإرهابية، خصوصاً في جبال الشعانبي ويخوض معها بشكل متوازٍ حرباً إلكترونية، الغاية منها اختراق هذه الجماعات الإرهابية إلكترونيا، والإطاحة بها وهو ما حققت فيه نجاحات نسبية إلى حدّ الآن.