تواصل وزارة الأوقاف المصرية التشدد في فرض رقابتها على المساجد التابعة لها، خلال الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، وذلك بمنع الاعتكاف إلا وفق شروط تعجيزية، الأمر الذي اعتبره المعتكفون بمثابة إغلاق للمزيد من المساجد سنوياً في وجوههم.
وطلب وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، من مديري الأوقاف بالمحافظات، أن يقتصر الاعتكاف على المساجد الكبرى فقط، ومنع أي اعتكاف في مساجد أخرى تابعة للوزارة بالمحافظات، بحجة أن تلك المساجد صغيرة وغير مهيأة للاعتكاف، فضلاً عن عدم وجود أئمة أكفاء لإدارة تلك المساجد.
بدوره، أكد مسؤول بوزارة الأوقاف أن الوزارة حددت الاعتكاف في المساجد المشهورة فقط، حتى يكون "المعتكفون" تحت أعينها، مشيراً إلى أن تحديد أماكن الاعتكاف وتضييقها أصاب المصلين بحالة من الذعر والسخط العام لكون "التهجد" ليلاً فرصة للكثير من المصلين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، معتبراً أن ما تقوم به الحكومة نوع من "التشدد".
وأضاف أن الوزارة شددت التعليمات في بعض مناطق القاهرة والجيزة التي تعرف بأنها تضم الكثير من المنتمين إلى جماعة الإخوان، مثل المطرية، وعين شمس، والألف مسكن، وفيصل، وكرداسة، ومحافظات مثل الشرقية والدقهلية والسويس والغربية والمنوفية والإسكندرية وشمال سيناء وأسيوط.
وأكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن وزير الأوقاف على تواصل مع مسؤولي الوزارة ومديري الأوقاف في بعض المحافظات يوميا، كونه يخشى من التجمعات في المساجد، فضلاً عن حرصه على ضمان التزام الأئمة بالخطب المقررة من قبل الوزارة.
ويعد مختار جمعة أحد أبرز الوزراء المثيرين للجدل في مصر، وهو بين المقربين من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واعتاد على تشديد الرقابة على المساجد والتدخل في "خطب الجمعة" وتوحيدها واقتصارها على 15 دقيقة.
وحدد الوزير شروط الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وبينها أن يكون الاعتكاف بالمسجد الجامع لا بالزوايا والمصليات، وأن يكون تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر أو خطيب مصرح له من وزارة الأوقاف، كما اشترطت الوزارة أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافياً المعروفين لإدارة المسجد، وأن يكون عددهم مناسباً للمساحة التي يقام بها الاعتكاف والخدمات اللازمة للمعتكفين، ويقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف وفق سعة المكان قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل.
وأصدر وزير الأوقاف أوامر شديدة اللهجة إلى أئمة المساجد ومفتشي المناطق ومديري الإدارة ومديري المديريات، باتخاذ إجراءات حاسمة تجاه أي خروج عن الأوامر الموضحة من قبل الوزارة، مؤكداً أنه سيتم إغلاق باب التقدم أمام المساجد الراغبة في تنظيم الاعتكاف في رمضان غداً الثلاثاء.
وكانت الوزارة قد أكدت أن المساجد التي ترغب في الاعتكاف تتقدم بطلب إلى الإدارة التي يتبع لها المسجد، على أن يشمل اسم المسجد وعنوانه، وعدد المعتكفين، واسم إمام المسجد أو الواعظ أو الخطيب المعتمد من الأوقاف، الذي سيكون مسؤولاً عن الجانب الدعوي للاعتكاف، واسم المسؤول الإداري الذي يكون مسؤولاً عن الجوانب التنظيمية، وذلك حتى تتمكن الإدارات المختلفة من اعتماد المساجد المناسبة والتصريح لها بالاعتكاف.