فوجئ الشيخ مأمون بدير عندما أبلغ أن مديرية الأوقاف قررت عرضه على لجنة تحقيق في مقر وزارة الأوقاف بمدينة رام الله، ونقله إلى مسجد في قرية الولجة التي تبعد عن مسجده الحالي 6 كيلومترات لمدة ثلاثة أشهر.
وقال بدير لـ"العربي الجديد": "بعد يومين من إقامتي صلاة الغائب، جاء موظف من مديرية الأوقاف في بيت لحم إلى منزلي، ليخبرني بضرورة التوجه إلى مديرية الأوقاف، وحينما ذهبت وجدت لجنة تحقيق مكونة من ثلاثة موظفين، فاستغربت وسألت ما الأمر؟ فأخبروني أنني أقمت صلاة الغائب على محمد مرسي".
ونفى الإمام إقامة صلاة الغائب على روح مُرسي، لأنه حريصٌ على عدم التحيّز لشخصٍ أو جهة. "تكلمتُ بشكلٍ عام قبل الصلاة، وأقمتُ صلاة الغائب على أرواح شهداء المسلمين، لكن توافق ذلك مع اليوم الذي توفيَّ فيه مُرسي، وقد سمعت كلاماً مزرياً عن الرئيس محمد مرسي، خلال التحقيق".
بعد العرض على لجنة التحقيق، أُبلغ بدير قرار نقله من المسجد الذي يعمل فيه منذ سنوات، وإحالته على لجنة تحقيق تابعة للوزارة في رام الله، ولما رفض نقله إلى مسجد بعيد، وأصرّ على نقله إلى مسجد في بلدة بيت جالا المجاورة لمخيم عايدة، أو الاستقالة، قبل مدير الأوقاف خياره، وتم نقله في اليوم نفسه إلى بيت جالا.
ورغم تأكيد بدير نقله من مكان عمله بسبب إقامة صلاة الغائب على مُرسي، إلا أن مدير أوقاف بيت لحم محمد أبو شيخة، أكد أن نقله كان بسبب "ارتكابه مخالفات لتعليمات الأوقاف تتعلق بطبيعة العمل. لم يكن منضبطاً وظيفياً، فلم يلتزم بالأذان الموحد، ويبحث عن مواضيع جدلية رغم أنه مؤذن وخادمٌ للمسجد فقط، وحال غياب الإمام يسدّ مكانه".
أعدنا السؤال على أبو شيخة حول نقل الشيخ بدير على خلفية إقامته صلاة الغائب على مرسي، فأجاب أن "بدير يعمل على إثارة الفتنة في مخيم عايدة، هناك أشخاص يحبون إقامة صلاة الغائب على مرسي، وآخرون لا يحبون، وما فعله احتجّ عليه هؤلاء الرافضون. في إبريل/ نيسان الماضي، هاجم النظام السياسي في مصر، واتهم السيسي بأنه فرعون ومجرم، وهذا أمر لا شأن للفلسطينيين به".
وأوضح مدير أوقاف بيت لحم، أن "النقل إجراء إداري اعتيادي نتخذه لتصحيح خلل وظيفي معين، والهدف تأديبيٌ لوأد الفتنة في مخيم عايدة، واستيعاب جميع التيارات والقوى السياسية. نقل بدير مؤقت، وُسيعاد إلى مسجده مجدداً".
في المقابل، واصل الشيخ بدير نفي اتهامه بأنه أقام صلاة الغائب على مُرسي، وطلب من الأوقاف دليلاً يثبت الاتهام، مؤكداً أن المصلين شهود على صدقه، وأكد أنه قال للجنة التحقيق: "إذا أردتم ترتيب الأمر على أنه تهمة فليكن، فالصلاة على مرسي ليست جريمة"، فرد أحد أعضاء اللجنة قائلاً إنها جريمة، ومخالفة لتعليمات الوزارة.