"إذا كنت ترغب في التجميل، توجّه إلى المغرب". نصيحة قد تبدو ذات أهداف إعلانية أو سياحية، لكنها الواقع الذي يؤكده آلاف الزبائن من مختلف الجنسيات الأوروبية. وهؤلاء يقصدون المملكة، للخضوع إلى عمليات جراحية تجميلية أو ترميمية في أكبر عيادات البلاد.
ويوضح كثيرون أن المغرب يجذب مريدي التجميل، نظراً لعنصرين رئيسيين يتمثلان في الأسعار المناسبة لهذه العمليات بالمقارنة مع دول أوروبا، بالإضافة إلى كفاءة الجراحين المغاربة في هذا المضمار. تجدر الإشارة إلى أن الإقبال الكبير يشمل الأجانب والمواطنين المغاربة على حدّ سواء.
كفاءة وتكلفة مقبولة
يشتهر المغرب اليوم بعياداته المتخصصة ذات السمعة العالمية في مجال عمليات التجميل والترميم، وخصوصاً في مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش. وهو ما يجذب أعداداً متزايدة من السياح الأجانب الذين يزورون المغرب من أجل إعادة الشباب إلى أجسادهم وتجميلها.
صوفيا مادلين سائحة فرنسية قصدت المغرب للخضوع لجراحة من شأنها شدّ وجهها وإزالة تجاعيده. تقول إنها أتت من مدينة بوردو الفرنسية قاصدة إحدى عيادات الدار البيضاء. وهذه المرة الأولى التي تزور فيها مادلين المغرب، وقد جعلت من ذلك زيارة سياحية وطبية في الوقت نفسه. وتخبر أنها سمعت الكثير من صديقاتها عن عمليات التجميل هنا، لا سيّما في ما يتعلق بأسعارها التي بدت في متناولها، بالمقارنة مع ما تتقاضاه العيادات في العواصم الأوروبية.
وتكلفة عمليات التجميل في عيادات أوروبا تصل إلى نحو ضعفَي التعريفات المعتمدة في المغرب. فتعريفة عملية شد الوجه على سبيل المثال قد تصل إلى 60 ألف درهم مغربي (6240 دولاراً أميركياً)، أو أكثر بقليل تبعاً للحالة. أما تكلفة عملية تجميل الأنف وتقويمه فنحو 20 ألف درهم (2080 دولاراً).
أنياس (اسم مستعار) مواطنة بلجيكية قصدت الدار البيضاء لمقابلة جرّاح مغربي ذائع الصيت. هي ترغب في الخضوع لعملية شفط دهون في محيط البطن، وكذلك لإزالة الجلد الزائد في جفنَيها العلويَين. وتعلل اختيارها المغرب بكفاءة جراحي التجميل فيه وسمعتهم الطيبة. تضيف أن "بعضهم صار مرجعاً عالمياً هاماً في هذا المجال".
اقرأ أيضاً: عمليات التجميل في إيران.. موضة الجيل الجديد
المغاربة أيضاً يتجمّلون
الأجانب ليسوا وحدهم الذين يقبلون على عمليات التجميل في المغرب، بل أهل البلاد أيضاً يبحثون عن تلبية معايير الجمال التي يفتقدونها في أجسادهم. وهم يعمدون خصوصاً إلى شفط الدهون من الأرداف والبطن، وإلى شد الوجه وإزالة التجاعيد بالنسبة إلى النساء، وإلى شد عضلات البطن وزرع الشعر بالنسبة إلى الرجال.
وتستقطب عمليات التجميل أعداداً متزايدة من المغاربة، خصوصاً هؤلاء الذين ينتمون إلى طبقات اجتماعية عليا أو متوسطة. فالتكاليف المالية التي تستوجبها عمليات التجميل ما زالت باهظة الثمن بالنسبة إلى أهل البلاد، وهي لا تلائم جيوب المواطنين الفقراء. تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض اختصاصيي التجميل يعمدون إلى اقتراح تسهيلات لصالح المعوزين.
يقول الطبيب المتخصص في عمليات التجميل سمير بن سودة لـ"العربي الجديد"، إن الجراحات التجميلية التي يطلبها مواطنون مغاربة، "تأتي من دوافع نفسية في الأساس تؤدي بهم إلى البحث عن الرضا الداخلي والتصالح مع أجسادهم. فيلجأون إلى عمليات التجميل والترميم".
ويلفت بن سودة إلى أن "الرجال المغاربة صاروا أكثر إقبالاً على التجميل، بالمقارنة مع السنوات الماضية. لم يعد مثلاً طلب إجراء عملية تجميل من المحرمات أو تابو أو عيباً لا يمكن الحديث عنه". يضيف أن "بعض زبوناتي يحملن معهن صوراً لنساء شهيرات في التمثيل أو الغناء، ويطلبن مني إجراء تعديلات حتى يشبهنهن".
في هذا السياق، تؤكد الجمعية المغربية لأطباء التجميل على تصاعد في "هوس التجميل" في البلاد، خصوصاً عمليات تقويم وتصغير الأنف وتكبير الصدر والأرداف وشفط الدهون وزرع الشعر. وتلفت إلى أن "إقبال المغاربة كما الأجانب على عمليات التجميل، يتنامى بشكل لافت يوماً بعد يوم".
من جهتها، ترى الطبيبة المتخصصة في الجراحة التجميلية والترميم والحروق سناء منجد أن "قرار إجراء عملية تجميل لا يتخذ إلا وفق توافق مشترك ما بين الاختصاصي والزبون. ورأي الأخير ورغبته يعدّان المحرك الأساسي لأي عمل علاجي من ضمن هذا الاختصاص".
اقرأ أيضاً: الألمان لا يبوحون بسرّ التجميل