أطلق ناشطون شباب من محافظة الأنبار، غربي العراق، حملة في الأيام الأخيرة لمساعدة البصرة، نالت تجاوباً واسعاً من سكان محافظتهم وانتشرت لتشمل محافظات أخرى. الحملة التي رفعت شعار "قطرة ماء من الأنبار إلى البصرة" جاءت عقب التلوث البيئي الخطير الذي تعاني منه البصرة (أقصى جنوب العراق) وأدى إلى تسمم الآلاف من السكان من جراء تلوث مياه الشرب التي أصبحت غير صالحة للاستعمال الشخصي.
يوضح مسؤولون في الحملة أنّهم يعملون على جمع أكبر مبلغ ممكن من المال لشراء مياه صالحة للشرب وتزويد سكان البصرة بها. وبحسب الإعلامي طارق عبد الكريم الحامدي، أحد الشباب الذين أطلقوا المبادرة، فإنّ حملة جمع التبرعات توقفت أمس الخميس وانطلقت مساء إلى البصرة لإيصال المياه إلى السكان.
اقــرأ أيضاً
الحامدي ذكر في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ "الحملة التي توسعت جداً بدأت من خلال خمسة ناشطين كنت أنا من بينهم" موضحاً أنّ الشبان الخمسة أطلقوا وسماً على وسائل التواصل الاجتماعي لحملتهم نال تجاوباً كبيراً، مبيناً أنّ هذا التجاوب الكبير دعاهم "إلى تعيين ممثلين في كلّ مدينة من مدن الأنبار ثم توسعت لتشمل جميع المحافظات". يضيف الحامدي: "المشاركة في المبادرة بلغت أكثر من المتوقع. المبلغ الذي جمعناه وفر أكثر من مليون قنينة مياه، وما زلنا نتلقى اتصالات من متبرعين على مدار الساعة".
من أجل إيصال أكبر كمية ممكنة من مياه الشرب لسكان البصرة قرروا الاتفاق مع معمل معتمد لإنتاج المياه الصالحة للشرب في البصرة، لافتاً النظر إلى أنّ هذه الخطوة "وفرت لنا أجور النقل المرتفعة من الأنبار للبصرة التي استغللناها في شراء المياه". ومن بين الأهداف التي شجعت الناشطين الأنباريين للقيام بحملتهم، بحسب الحامدي "إخراس الألسن التي تتحدث عن الطائفية وتدعو للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد".
تبلغ المسافة بين الأنبار والبصرة 600 كلم، وتعتبر الأنبار محافظة ذات أغلبية سنية، أما البصرة فذات أغلبية شيعية، ومؤخراً صرح مسؤولون في الحكومة بأنّ أعمال التخريب التي شهدتها تظاهرات في عدد من محافظات الجنوب "الشيعية" نفذها أشخاص من الأنبار، وكانت ردود الفعل الشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي رافضة لهذه التصريحات.
بدوره، يشيد يوسف سعد إبراهيم، وهو طالب في معهد الفنون الجميلة، وأحد الناشطين الذين أطلقوا الحملة، بتفاعل أبناء مدينته الأنبار مع الحملة، مؤكداً في حديثه إلى "العربي الجديد" أنّ الحملة "هي رسالة تضامن أخوية وإنسانية ووطنية أكثر مما هي مبادرة مساعدة". يضيف: "التجاوب كان مشجعاً إلى حدّ كبير. سكان الأنبار تفاعلوا مع المبادرة حتى من لا يتمكنون من المساعدة قدموا ما يستطيعون من مال، وهناك العديد من المواقف التي حصلت في هذا الخصوص. أحدهم قال لي إنّه لا يملك سوى 6 آلاف دينار (نحو 5 دولارات أميركية) فأعطاني 5 آلاف وقال: سيبقى معي ألف دينار أعود به إلى المنزل". إبراهيم يشير إلى أنّ من بين أهداف المبادرة الأساسية تسليط الضوء على ما يعانيه سكان البصرة من أزمة كبيرة، لتتفاعل مع قضيتهم وسائل الإعلام غير المحلية: "نجحنا في هذه الخطوة، وتحدثت وسائل إعلامية مهمة عن حملتنا مثيرة ما يحصل في البصرة". يتابع: "ما يؤسف له أنّ الكارثة التي يعيشها سكان البصرة لم تأخذ الاهتمام المناسب من قبل المنظمات الإنسانية الدولية".
تشهد البصرة احتجاجات شعبية متواصلة منذ 9 يوليو/ تموز الماضي، انتشرت لاحقاً في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية، على خلفية تردي الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء فضلاً عن قلة فرص العمل. وتواجه البصرة منذ أكثر من عشرة أعوام مشكلة الملوحة وارتفاع نسبها في شط العرب. وكانت وزارة الموارد المائية العراقية قد دعت إيران إلى التوقف عن قذف مياه المبازل (المصافي) المالحة في شط العرب. بدورها، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بإعلان محافظة البصرة مدينة منكوبة بسبب ما تشهده من كارثة بيئية وارتفاع نسبة الملوحة في المياه ونقص في الأدوية. وأعربت المفوضية في بيان عن استغرابها من غياب أي توجه حكومي يوازي حجم الكارثة إزاء ما وصفته بالأوضاع الخطيرة والدقيقة التي تمر بها محافظة البصرة من ارتفاع لنسبة الملوحة والتلوث. ودعت المفوضية الحكومة العراقية، ممثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي، للانتقال مع وزراء الصحة والبيئة والموارد المائية إلى البصرة للوقوف على هذه الكارثة، والاطمئنان على أهلها.
انطلاق أول حملة من نوعها لإغاثة أهل البصرة من الأنبار له دلالات عديدة، لا سيما في هذا الوقت، بحسب ما يذكر فراس الحسني، أحد الناشطين في التظاهرات السلمية التي تقام منذ نحو ثمانية أعوام في بغداد وتطالب بتوفير الخدمات للسكان والأمن والحقوق المدنية. الحسني يقول لـ"العربي الجديد" إنّه شارك في تظاهرات أقيمت في عدة محافظات من بينها البصرة، ضمن نشاطات مدنية تهدف إلى الضغط على الحكومة لتوفير "حقوق الشعب" مبيناً أنّ الحملة التي تبناها ناشطون من الأنبار "كانت ردة فعل قوية ضدّ الطائفية". يضيف: "ما لا يعلمه كثيرون هو أن التظاهرات التي تشهدها بغداد منذ سنوات عديدة يشارك فيها مواطنون من مختلف الطوائف والمكونات العرقية، فالهمّ واحد هو همّ الشعب من دون أيّ مسميات طائفية أو عرقية، وهذا ما لمسته في مشاركاتي ناشطين من محافظات أخرى" مبيناً أنّ "هذا ما أكده أهالي الأنبار بحملتهم لمساعدة البصرة على الرغم من أنّ الجميع على علم بما يعانيه سكان الأنبار فهم في حاجة أكبر للخدمات، والعديد منهم بيوتهم مهدمة من جراء معارك تحرير مدينتهم".
الأنبار تحلّ ثانية بين المحافظات المتضررة من سيطرة تنظيم "داعش" عام 2014، ومعارك تحريرها من التنظيم، ما أدى إلى دمار في البنى التحتية وهدم لعدد كبير من الأحياء، وخسارة مواطنين منازلهم ومحالهم ومصالحهم التجارية، فضلاً عن خسائر كبيرة في الأرواح. يقول جمال كاظم، وهو من سكان الأنبار: "لن ننسى فضل إخواننا من المحافظات الأخرى". ويشير كاظم في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى مشاركة مقاتلين في القوات العراقية، من محافظات أخرى، في معارك تحرير الأنبار. ويضيف أنّهم في الأنبار "مدينون لكلّ من شارك في تحرير محافظتنا. جنود من البصرة كانوا من بين القوات العراقية التي حررت الأنبار. دماء البصريين أريقت هنا على أرضنا. ولن تعادل المياه التي نتبرع بها قطرة دم واحدة من دماء البصريين التي نزفوها على أرضنا".
يوضح مسؤولون في الحملة أنّهم يعملون على جمع أكبر مبلغ ممكن من المال لشراء مياه صالحة للشرب وتزويد سكان البصرة بها. وبحسب الإعلامي طارق عبد الكريم الحامدي، أحد الشباب الذين أطلقوا المبادرة، فإنّ حملة جمع التبرعات توقفت أمس الخميس وانطلقت مساء إلى البصرة لإيصال المياه إلى السكان.
الحامدي ذكر في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ "الحملة التي توسعت جداً بدأت من خلال خمسة ناشطين كنت أنا من بينهم" موضحاً أنّ الشبان الخمسة أطلقوا وسماً على وسائل التواصل الاجتماعي لحملتهم نال تجاوباً كبيراً، مبيناً أنّ هذا التجاوب الكبير دعاهم "إلى تعيين ممثلين في كلّ مدينة من مدن الأنبار ثم توسعت لتشمل جميع المحافظات". يضيف الحامدي: "المشاركة في المبادرة بلغت أكثر من المتوقع. المبلغ الذي جمعناه وفر أكثر من مليون قنينة مياه، وما زلنا نتلقى اتصالات من متبرعين على مدار الساعة".
من أجل إيصال أكبر كمية ممكنة من مياه الشرب لسكان البصرة قرروا الاتفاق مع معمل معتمد لإنتاج المياه الصالحة للشرب في البصرة، لافتاً النظر إلى أنّ هذه الخطوة "وفرت لنا أجور النقل المرتفعة من الأنبار للبصرة التي استغللناها في شراء المياه". ومن بين الأهداف التي شجعت الناشطين الأنباريين للقيام بحملتهم، بحسب الحامدي "إخراس الألسن التي تتحدث عن الطائفية وتدعو للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد".
تبلغ المسافة بين الأنبار والبصرة 600 كلم، وتعتبر الأنبار محافظة ذات أغلبية سنية، أما البصرة فذات أغلبية شيعية، ومؤخراً صرح مسؤولون في الحكومة بأنّ أعمال التخريب التي شهدتها تظاهرات في عدد من محافظات الجنوب "الشيعية" نفذها أشخاص من الأنبار، وكانت ردود الفعل الشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي رافضة لهذه التصريحات.
بدوره، يشيد يوسف سعد إبراهيم، وهو طالب في معهد الفنون الجميلة، وأحد الناشطين الذين أطلقوا الحملة، بتفاعل أبناء مدينته الأنبار مع الحملة، مؤكداً في حديثه إلى "العربي الجديد" أنّ الحملة "هي رسالة تضامن أخوية وإنسانية ووطنية أكثر مما هي مبادرة مساعدة". يضيف: "التجاوب كان مشجعاً إلى حدّ كبير. سكان الأنبار تفاعلوا مع المبادرة حتى من لا يتمكنون من المساعدة قدموا ما يستطيعون من مال، وهناك العديد من المواقف التي حصلت في هذا الخصوص. أحدهم قال لي إنّه لا يملك سوى 6 آلاف دينار (نحو 5 دولارات أميركية) فأعطاني 5 آلاف وقال: سيبقى معي ألف دينار أعود به إلى المنزل". إبراهيم يشير إلى أنّ من بين أهداف المبادرة الأساسية تسليط الضوء على ما يعانيه سكان البصرة من أزمة كبيرة، لتتفاعل مع قضيتهم وسائل الإعلام غير المحلية: "نجحنا في هذه الخطوة، وتحدثت وسائل إعلامية مهمة عن حملتنا مثيرة ما يحصل في البصرة". يتابع: "ما يؤسف له أنّ الكارثة التي يعيشها سكان البصرة لم تأخذ الاهتمام المناسب من قبل المنظمات الإنسانية الدولية".
تشهد البصرة احتجاجات شعبية متواصلة منذ 9 يوليو/ تموز الماضي، انتشرت لاحقاً في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية، على خلفية تردي الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء فضلاً عن قلة فرص العمل. وتواجه البصرة منذ أكثر من عشرة أعوام مشكلة الملوحة وارتفاع نسبها في شط العرب. وكانت وزارة الموارد المائية العراقية قد دعت إيران إلى التوقف عن قذف مياه المبازل (المصافي) المالحة في شط العرب. بدورها، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بإعلان محافظة البصرة مدينة منكوبة بسبب ما تشهده من كارثة بيئية وارتفاع نسبة الملوحة في المياه ونقص في الأدوية. وأعربت المفوضية في بيان عن استغرابها من غياب أي توجه حكومي يوازي حجم الكارثة إزاء ما وصفته بالأوضاع الخطيرة والدقيقة التي تمر بها محافظة البصرة من ارتفاع لنسبة الملوحة والتلوث. ودعت المفوضية الحكومة العراقية، ممثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي، للانتقال مع وزراء الصحة والبيئة والموارد المائية إلى البصرة للوقوف على هذه الكارثة، والاطمئنان على أهلها.
انطلاق أول حملة من نوعها لإغاثة أهل البصرة من الأنبار له دلالات عديدة، لا سيما في هذا الوقت، بحسب ما يذكر فراس الحسني، أحد الناشطين في التظاهرات السلمية التي تقام منذ نحو ثمانية أعوام في بغداد وتطالب بتوفير الخدمات للسكان والأمن والحقوق المدنية. الحسني يقول لـ"العربي الجديد" إنّه شارك في تظاهرات أقيمت في عدة محافظات من بينها البصرة، ضمن نشاطات مدنية تهدف إلى الضغط على الحكومة لتوفير "حقوق الشعب" مبيناً أنّ الحملة التي تبناها ناشطون من الأنبار "كانت ردة فعل قوية ضدّ الطائفية". يضيف: "ما لا يعلمه كثيرون هو أن التظاهرات التي تشهدها بغداد منذ سنوات عديدة يشارك فيها مواطنون من مختلف الطوائف والمكونات العرقية، فالهمّ واحد هو همّ الشعب من دون أيّ مسميات طائفية أو عرقية، وهذا ما لمسته في مشاركاتي ناشطين من محافظات أخرى" مبيناً أنّ "هذا ما أكده أهالي الأنبار بحملتهم لمساعدة البصرة على الرغم من أنّ الجميع على علم بما يعانيه سكان الأنبار فهم في حاجة أكبر للخدمات، والعديد منهم بيوتهم مهدمة من جراء معارك تحرير مدينتهم".
الأنبار تحلّ ثانية بين المحافظات المتضررة من سيطرة تنظيم "داعش" عام 2014، ومعارك تحريرها من التنظيم، ما أدى إلى دمار في البنى التحتية وهدم لعدد كبير من الأحياء، وخسارة مواطنين منازلهم ومحالهم ومصالحهم التجارية، فضلاً عن خسائر كبيرة في الأرواح. يقول جمال كاظم، وهو من سكان الأنبار: "لن ننسى فضل إخواننا من المحافظات الأخرى". ويشير كاظم في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى مشاركة مقاتلين في القوات العراقية، من محافظات أخرى، في معارك تحرير الأنبار. ويضيف أنّهم في الأنبار "مدينون لكلّ من شارك في تحرير محافظتنا. جنود من البصرة كانوا من بين القوات العراقية التي حررت الأنبار. دماء البصريين أريقت هنا على أرضنا. ولن تعادل المياه التي نتبرع بها قطرة دم واحدة من دماء البصريين التي نزفوها على أرضنا".