الأم السوريّة.. أم مغترب أو معتقل أو شهيد

21 مارس 2016
مآسي الأمهات مع استمرار الحرب (GETTY)
+ الخط -


تمسك أم صلاح وشاح ولدها المعتقل وتغطي به وجهها، تشمه، وتحاول إخفاء دموعها عن باقي أبنائها، محاولة ألا تعكّر احتفالهم بها صباح يوم عيد الأم، وألّا تنكث بوعدها لهم بأنها لن تبكي في هذا اليوم.

تقول محاولة كتم حزنها "لا يمكن أن أفرح بهذا العيد، فجزء من قلبي ليس معي، لم أعرف عنه شيئاً منذ سنتين، إن كان حياً أو ميتاً، لا يمكن لأم أن تنسى ابنها للحظة، ولا يمكن أن يشعر بهذه اللوعة إلّا أمهات المعتقلين. أكبر هدية للأم هي أن تجد أبناءها حولها بصحة جيدة".

حال أم صلاح هو حال آلاف الأمهات السوريات اليوم، الذي تحتفل فيه أمهات وأبناء الوطن العربي بعيد الأم، ويجلس فيه أكثر من 200 ألف معتقل سوري في السجون والأقبية السوداء، لا يتسنى لهم أن يقبلوا أمهاتهم أو يتمنوا لهن البقاء بخير.

هذا الحزن تعيشه أيضاً آلاف الأمهات السوريات اللواتي فقدن أبناءهن خلال السنوات الخمس الماضية. بالنسبة لأم عبد الل،ه تحول هذا العيد، كباقي أعياد العام، لمناسبة حزينة، وتعيد رواية ذكرياتها مع ولديها عبد الله وحسام، اللذين قضى أحدهما بالقصف على حلب، وقضى الآخر تحت التعذيب داخل السجن، وتقول "لا شيء يعوّضني عن فقدانهما، لا تتمنى أي أم في هذا العالم أن يموت أولادها قبلها، أي قهر هذا، ربيتهما طوال هذه السنوات لأراهما يموتان أمامي وهما في ريعان الشباب لم يتجاوزا الثلاثين من العمر. لا يواسيني اليوم إلا رؤية أبنائهما يأتون لمعايدتي منذ الصباح، دعوت الله أن يمنحهم أياماً أفضل وأن يعوضهم الله عن حرمانهم منهما".

أمهات سوريات لم يتسنّ لمعظمهن رؤية جميع أبنائهن اليوم، بسبب حال التشتت التي تطاول معظم الأسر السورية بسبب النزوح واللجوء وصعوبة التنقل. وتقول أم مصطفى التي تعيش في دمشق "لدي ثلاثة أبناء وابنة وحيدة، يعيش كل منهم في بلد، واحد في الإمارات وآخر في السعودية والثالث وأخته في تركيا، في السابق كنا نجتمع صباح عيد الأم نتناول الفطور معاً، منذ خمس سنوات لم نستطع أن نحتفل بالعيد. اتصلوا بي هاتفياً لمعايدتي، لكني لم أستطع أن أضمهم لصدري، ولا أعرف إن كنت سأستطيع رؤيتهم في الشام بعد اليوم".


اقرأ أيضاً: أبناء أسيرات غزة يحيون عيد الأم عند حاجز إسرائيلي
المساهمون