الأمن المصري يتلكّأ عن إخلاء سبيل "وزير القوى العاملة"

02 أكتوبر 2016
يتعرض الأزهري لتعسف شديد في السجن (فيسبوك)
+ الخط -
تواصل السلطات الأمنية المصرية تعنتها إزاء تنفيذ قرار النيابة العامة بإخلاء سبيل وزير القوى العاملة في حكومة هشام قنديل، خالد الأزهري منذ 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، حسب ما أفادت مصادر من أسرته.

وتم إيداع الأزهري بقسم شرطة الهرم، بمحافظة الجيزة، في ظروف حبس غير إنسانية بالمرّة، وفق أسرته، التي كشفت أن الوزير يتعرض لتعسف شديد، ولا يجد مكانا للجلوس داخل الحجز وينام واقفاً، نظرا للازدحام الشديد بالحجز، ولا يستطيع الجلوس سوى ساعتين فقط على مدار اليوم، بالتناوب مع بقية السجناء.

وأفادت أسرة الأزهري، بأن إدارة قسم الهرم تمنع عنه الزيارة منذ أكثر من أسبوع. مضيفة أنه "رغم عرض الأزهري مرتين على "الأمن الوطني"، إلا أن إدارة القسم تبرّر استمرار حبسه بعدم انتهاء مذكرة الأمن الوطني، ويفيد مأمور القسم أنه سيعرض مجدّدا على الأمن الوطني".

وكانت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في منطقة طره، جنوبي القاهرة، برئاسة القاضي حسن فريد، رفضت يوم الثلاثاء 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، استئناف النيابة على قرار قضائي صدر الأحد 18 سبتمبر الماضي، بإخلاء سبيل الأزهري، بتدابير احترازية على ذمة واقعة اتهامه بالاشتراك في أحداث حرق مبنى محافظة الجيزة، عقب فض اعتصام ميدان النهضة، في 14 أغسطس/آب 2013.


وجاء القرار بإخلاء سبيل الأزهري من محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بطره، وهي دائرة قضائية غير التي رفضت استئناف النيابة، ومن ثم أصبح إطلاق سراحه وجوبيا من قسم الشرطة التابع له بمحافظة الجيزة، حيث إن النيابة ليس لها الحق في الطعن مرة أخرى وفق القانون، بجانب تجاوزه فترة الحبس الاحتياطي المقررة قانونا والمحددة بعامين كحد أقصى في مثل هذه القضية، لا سيما وأن الأزهري ليس مطلوبا على ذمة قضايا أخرى، وفق "هيئة الدفاع عن الأزهري".

وكانت النيابة وجهت لـ"الأزهري" تهماً بينها "التحريض على العنف" و"منع سيارات الإطفاء من الوصول إلى مبنى محافظة الجيزة، و"التحريض على قطع شارع الهرم"، و"قذف قوات الشرطة بالحجارة"، عقب فضّ اعتصام ميدان النهضة، وهي الاتهامات التي نفاها الأزهري في التحقيقات.

وسيتم عرض الأزهري، في حال إطلاق سراحه، بعد 45 يوماً على محكمة جنايات جديدة؛ للنظر في استمرار إجراءات التدابير الاحترازية الصادرة بحقه، أو تخفيفها وإلغائها تماما، وإخلاء سبيله على ذمة القضية دون قيود.

و"التدابير الاحترازية" تعني تسليم المتهم نفسه لقسم الشرطة للتوقيع كل مساء، ويتم إقرار هذه الإجراءات لضمان عدم قيام المتهم بأي جرم أو الهروب خارج البلاد، وعادة ما تخفف هذه الإجراءات بعد فترة من إخلاء سبيله، وفق وقائع سابقة.

وفي 29 أغسطس/آب 2013، ألقت أجهزة الأمن بالجيزة القبض على خالد الأزهري، الذي شغل منصب وزير القوى العاملة في الفترة من أغسطس/آب 2012، وحتى استقالته في يوليو/تموز 2013، اعتراضاً على الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي.

وفي 16 سبتمبر/أيلول 2014، قضت محكمة جنح مستأنف الجيزة، برئاسة المستشار علي حسن، بتخفيف الحكم الصادر في 30 مارس/آذار 2014 ضد "الأزهري" من الحبس عامين إلى عام واحد؛ إثر إدانته بـ"التستر على إخفاء محمد البلتاجي، أحد قيادات "جماعة الإخوان المسلمين" البارزة، في منزله.

وقضى "الأزهري" بالفعل فترة الحبس في هذه القضية، وقد كان محبوسا احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تجريها معه النيابة في أحداث "حرق مبنى محافظة الجيزة".