يستورد العرب سنوياً نصف حاجياتهم الغذائية الأساسية. حقيقة خلص إليها التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي تناول العام الماضي مستقبل الأمن الغذائي العربي.
هل تهدد الدول العربية أمنها غذائياً مستقبلاً؟ واقع الحال بالأمس واليوم، يتحدث عن ملايين الجياع العرب بسبب غياب الأمن الغذائي. حسب خارطة الجوع الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعية للأمم المتحدة "فاو"، فإن 8.1 مليون عراقي يعانون وسوف يعانون من الجوع حتى عام 2016، وهو رقم مرشح للارتفاع بسبب ما يعانيه البلد من تمزق. الأمر نفسه بالنسبة لليمن، والذي يضم 12 مليون مواطن في حاجة ماسة وعاجلة لمساعدات إنسانية في مقدمتها الغذاء. وتقدر "فاو" عدد من يعانون من نقص التغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بنحو33 مليون نسمة.
مستقبل الأمن الغذائي العربي مرتبط بأكثر من عامل، ومهدد بأكثر من جبهة بشرية وطبيعية. فالحروب تفعل فعلتها بالأراضي الصالحة للزراعة، التي لا تتجاوز 14.5% من مجموع مساحة المنطقة العربية. والتقلبات المناخية تجفف منابع المياه، بل يتوقع حسب تقارير المؤتمر العربي الثاني للحد من الكوارث الطبيعية أن تنخفض الموارد المائية بـ11 ضعفاً بحلول عام 2050.
اقرأ أيضا: التنمية البشرية: مشاريع لا تغير حال المواطنين
واليوم طفت إلى السطح مع موجة نزوح القرن كما أصبحت توصف، تحديات جديدة أمام الأمن الغذائي العربي، وما يؤكد هذا الطرح، تصريح المدير العام لمنظمة "فاو" غرازيانو دا سيلفا، حيث قال "إن التنمية الريفية والأمن الغذائي محوران للاستجابة العالمية إزاء أزمة اللاجئين، حيث أن الحروب تتسبب في الجوع... والجوع يصبح أيضاً من العوامل القاتلة ويجبر ضحاياه على هجرة سكناهم". وأضاف المتحدث ذاته في تقرير منشور على موقع المنظمة "دعم سبل المعيشة الزراعية بالاستناد إلى الزراعة قادر سواء بسواء على أن يساهم في مساعدة السكان على البقاء في أراضيهم إذ يشعرون بالأمان، مثلما يهيئ الظروف لعودة اللاجئين والمهاجرين والنازحين".
ويشير الأستاذ الجامعي وخبير الزراعة والمياه عصام خليفة في تصريح إلى "العربي الجديد"، إلى وجود مجموعة من المخاطر التي تتهدد الأمن الغذائي العربي، ووضع على رأسها قيام الدول (تركيا، أثيوبيا) التي تعد مصدر مياه أنهار العرب الكبرى (النيل، دجلة والفرات) ببناء سدود قرب منابع المياه، بعد توقعات بانحصار التساقطات المطرية مستقبلاً. ويرى عصام خليفة، أن الدول العربية اليوم منشغلة بصراعاتها السياسية والطائفية، ولا تهتم بالقدر الكافي تجاه خطر جفاف منابع رئيسية لري أراضيها الفلاحية، التي بدأت مساحات شاسعة منها، يضيف المتحدث ذاته، تتصحر بسبب هجرة سكان الأرياف وغياب الغطاء النباتي المناسب لدفع هذا الخطر القاتل.
اقرأ أيضا: جيوش المتسوّلين: ظاهرة باقية وتتمدّد لتتحوّل إلى تجارة واستثمار
ويوضح خبير الزراعة والمياه عصام خليفة، أن السلة الغذائية العربية تضررت منذ مدة، بسبب تقسيم السودان أولاً، وهو البلد الذي يتوفر على أخصب الأراضي الزراعية العربية، وزادت حدة الأزمة اليوم، بسبب الإضرابات التي تعرفها دول العراق، سورية، اليمن، ومصر، والتي لعبت على مر التاريخ مصدر غذاء الشرق الأوسط.
الإنتاج الزراعي
ويلخص التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية الصادر عام 2014، التحديات الكبيرة التي تواجه الإنتاج الزراعي في الدول العربية في "مخاطر الجفاف والتصحر ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، وقلة مصادر المياه، بالإضافة إلى النمو الديمغرافي العربي المتسارع، وتأثيرات التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، وتضررت منها المنطقة العربية بشكل كبير".
ويصف التقرير ذاته الإنتاج الزراعي العربي بـ"المتردي"، نظرا للسياسات غير الملائمة، وضآلة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا، أضف لذلك حسب نفس المصدر، ضعف الاستثمار في التنمية الزراعية، وغياب التعاون العربي في هذا المجال. ويورد التقرير ذاته، مجموعة من المواد الغذائية الأساسية التي لا تتجاوز نسبة الاكتفاء الذاتي العربي فيها نسبة 55% في أحسن الأحوال، حيث قال إن نسبة الاكتفاء من إنتاج السكر تقف عند سقف الـ 37%، أما الحبوب فتبلغ 46% فقط، وتصل نسبة الاكتفاء بالنسبة للدهون والزيت 54%.
اقرأ أيضا: المنسيون: الجغرافيا تحكم على ملايين العرب بالتهميش والاستغلال
ويطرح التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية حزمة من التوصيات والحلول لتعزيز الإنتاج الزراعي العربي، وضمان مستقبل أمن غذائي قليل المخاطر. ومن أبرز ما تم الإشارة إليه في التقرير رفع نسبة متوسط كفاءة الري في الدول العربية من 46% حالياً إلى 70% مستقبلاً، ما سوف يمكن المنطقة من توفير 50 بليون متر مكعب من المياه سنوياً. حيث اعتبر التقرير أن أهم عامل لجودة المحاصيل وديمومة الإنتاج الزراعي مرتبط أساسا بطرق توصيل مياه الري إلى الحقول الزراعية.
من جهته، يقول الخبير الزراعي جميل السلطان في تصريح إلى "العربي الجديد"، إن الدول العربية حريصة على تحقيق الأمن الغذائي من خلال منح التسهيلات الكبيرة لإنشاء مزارع الحبوب، واستيراد المواد الغذائية، مبينا أن العديد منها وضعت خطة لتحقيق الأمن الغذائي خلال السنوات القليلة المقبلة.
هل تهدد الدول العربية أمنها غذائياً مستقبلاً؟ واقع الحال بالأمس واليوم، يتحدث عن ملايين الجياع العرب بسبب غياب الأمن الغذائي. حسب خارطة الجوع الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعية للأمم المتحدة "فاو"، فإن 8.1 مليون عراقي يعانون وسوف يعانون من الجوع حتى عام 2016، وهو رقم مرشح للارتفاع بسبب ما يعانيه البلد من تمزق. الأمر نفسه بالنسبة لليمن، والذي يضم 12 مليون مواطن في حاجة ماسة وعاجلة لمساعدات إنسانية في مقدمتها الغذاء. وتقدر "فاو" عدد من يعانون من نقص التغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بنحو33 مليون نسمة.
مستقبل الأمن الغذائي العربي مرتبط بأكثر من عامل، ومهدد بأكثر من جبهة بشرية وطبيعية. فالحروب تفعل فعلتها بالأراضي الصالحة للزراعة، التي لا تتجاوز 14.5% من مجموع مساحة المنطقة العربية. والتقلبات المناخية تجفف منابع المياه، بل يتوقع حسب تقارير المؤتمر العربي الثاني للحد من الكوارث الطبيعية أن تنخفض الموارد المائية بـ11 ضعفاً بحلول عام 2050.
اقرأ أيضا: التنمية البشرية: مشاريع لا تغير حال المواطنين
واليوم طفت إلى السطح مع موجة نزوح القرن كما أصبحت توصف، تحديات جديدة أمام الأمن الغذائي العربي، وما يؤكد هذا الطرح، تصريح المدير العام لمنظمة "فاو" غرازيانو دا سيلفا، حيث قال "إن التنمية الريفية والأمن الغذائي محوران للاستجابة العالمية إزاء أزمة اللاجئين، حيث أن الحروب تتسبب في الجوع... والجوع يصبح أيضاً من العوامل القاتلة ويجبر ضحاياه على هجرة سكناهم". وأضاف المتحدث ذاته في تقرير منشور على موقع المنظمة "دعم سبل المعيشة الزراعية بالاستناد إلى الزراعة قادر سواء بسواء على أن يساهم في مساعدة السكان على البقاء في أراضيهم إذ يشعرون بالأمان، مثلما يهيئ الظروف لعودة اللاجئين والمهاجرين والنازحين".
ويشير الأستاذ الجامعي وخبير الزراعة والمياه عصام خليفة في تصريح إلى "العربي الجديد"، إلى وجود مجموعة من المخاطر التي تتهدد الأمن الغذائي العربي، ووضع على رأسها قيام الدول (تركيا، أثيوبيا) التي تعد مصدر مياه أنهار العرب الكبرى (النيل، دجلة والفرات) ببناء سدود قرب منابع المياه، بعد توقعات بانحصار التساقطات المطرية مستقبلاً. ويرى عصام خليفة، أن الدول العربية اليوم منشغلة بصراعاتها السياسية والطائفية، ولا تهتم بالقدر الكافي تجاه خطر جفاف منابع رئيسية لري أراضيها الفلاحية، التي بدأت مساحات شاسعة منها، يضيف المتحدث ذاته، تتصحر بسبب هجرة سكان الأرياف وغياب الغطاء النباتي المناسب لدفع هذا الخطر القاتل.
اقرأ أيضا: جيوش المتسوّلين: ظاهرة باقية وتتمدّد لتتحوّل إلى تجارة واستثمار
ويوضح خبير الزراعة والمياه عصام خليفة، أن السلة الغذائية العربية تضررت منذ مدة، بسبب تقسيم السودان أولاً، وهو البلد الذي يتوفر على أخصب الأراضي الزراعية العربية، وزادت حدة الأزمة اليوم، بسبب الإضرابات التي تعرفها دول العراق، سورية، اليمن، ومصر، والتي لعبت على مر التاريخ مصدر غذاء الشرق الأوسط.
الإنتاج الزراعي
ويلخص التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية الصادر عام 2014، التحديات الكبيرة التي تواجه الإنتاج الزراعي في الدول العربية في "مخاطر الجفاف والتصحر ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، وقلة مصادر المياه، بالإضافة إلى النمو الديمغرافي العربي المتسارع، وتأثيرات التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، وتضررت منها المنطقة العربية بشكل كبير".
ويصف التقرير ذاته الإنتاج الزراعي العربي بـ"المتردي"، نظرا للسياسات غير الملائمة، وضآلة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا، أضف لذلك حسب نفس المصدر، ضعف الاستثمار في التنمية الزراعية، وغياب التعاون العربي في هذا المجال. ويورد التقرير ذاته، مجموعة من المواد الغذائية الأساسية التي لا تتجاوز نسبة الاكتفاء الذاتي العربي فيها نسبة 55% في أحسن الأحوال، حيث قال إن نسبة الاكتفاء من إنتاج السكر تقف عند سقف الـ 37%، أما الحبوب فتبلغ 46% فقط، وتصل نسبة الاكتفاء بالنسبة للدهون والزيت 54%.
اقرأ أيضا: المنسيون: الجغرافيا تحكم على ملايين العرب بالتهميش والاستغلال
ويطرح التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية حزمة من التوصيات والحلول لتعزيز الإنتاج الزراعي العربي، وضمان مستقبل أمن غذائي قليل المخاطر. ومن أبرز ما تم الإشارة إليه في التقرير رفع نسبة متوسط كفاءة الري في الدول العربية من 46% حالياً إلى 70% مستقبلاً، ما سوف يمكن المنطقة من توفير 50 بليون متر مكعب من المياه سنوياً. حيث اعتبر التقرير أن أهم عامل لجودة المحاصيل وديمومة الإنتاج الزراعي مرتبط أساسا بطرق توصيل مياه الري إلى الحقول الزراعية.
من جهته، يقول الخبير الزراعي جميل السلطان في تصريح إلى "العربي الجديد"، إن الدول العربية حريصة على تحقيق الأمن الغذائي من خلال منح التسهيلات الكبيرة لإنشاء مزارع الحبوب، واستيراد المواد الغذائية، مبينا أن العديد منها وضعت خطة لتحقيق الأمن الغذائي خلال السنوات القليلة المقبلة.