طالبت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، المجتمع الدولي بضرورة تخصيص مبلغ 891 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية للنازحين والمهجرين في العراق، بسبب عجز الحكومة العراقية عن توفير متطلبات مواجهة الأزمة الإنسانية في البلاد.
وذكر بيان للأمم المتحدة أن "الاحتياجات الإنسانية في العراق بحاجة لدعم دولي عاجل يتطلب توفير ما لا يقل عن 891 مليون دولار لتغطية نفقات المستلزمات الإنسانية في البلاد، والتي تشمل إغاثة النازحين والمهجرين نتيجة الحرب".
يأتي ذلك في وقت يعاني فيه العراق من عجز كبير في الميزانية ووصول البلاد إلى مرحلة عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين نتيجة انخفاض أسعار النفط عالمياً، والفساد المستشري في مؤسسات ودوائر الدولة العراقية.
وكان وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم الجاف أعلن في تصريح صحافي أن "ميزانية العراق الاتحادية لا تكفي لتغطية الاحتياجات الإنسانية في البلاد"، موضحاً أن خطة الأمم المتحدة في مساعدة العراق قد تسهم في تدبير الأموال اللازمة لتغطية الاحتياجات الإنسانية في البلاد.
اقرأ أيضاً: العراق.. خطط إعادة النازحين إلى المناطق المحررة بلا تنفيذ
وساعد برنامج الأمم المتحدة في العراق والذي انطلق مطلع 2015 في حل أزمة غذائية كبيرة كادت أن تودي بحياة آلاف النازحين، لعدم كفاية الدعم الحكومي. لكن المنظمة الدولية أعلنت منتصف 2015 عن حاجتها لمبلغ 550 مليون دولار للاستمرار في برنامجها.
ويعتمد النازحون والمهجرون في العراق على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات المدنية المحلية ومنظمة الأمم المتحدة ضمن برنامج إنساني أعد لهذا الغرض، رغم عجزها عن تغطية كافة احتياجاتهم.
ومع تراجع إيرادات العراق النفطية والأزمة الاقتصادية الحادة في البلاد، حذر منها مختصون وسياسيون. كما أعلن وزير المالية العراقي هوشيار زيباري في وقت سابق عدم قدرة الحكومة العراقية على دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين في إبريل/نيسان المقبل.
هذا الواقع يضع النازحين أمام كارثة إنسانية مرتقبة، وهم يقطنون المخيمات والهياكل قيد الإنشاء ويعيشون ظروفاً إنسانية قاسية لشح الغذاء والدواء والمستلزمات المعيشية الأخرى.
وقد طالبت الأمم المتحدة الدول المانحة بتوفير مبلغ 550 مليون دولار لمشروع إغاثة النازحين العراقيين لتوفير الغذاء والدواء والمياه والخدمات لما يزيد على 3.5 ملايين نازح داخل الأراضي العراقية.
اقرأ أيضاً: المجاعة تهدّد 10 آلاف عائلة محاصرة في الفلوجة
لكن بيان المنظمة، اليوم، يبين رفع سقف المبالغ الضرورية لتغطية احتياجات النازحين بعد موجات النزوح الجديدة والمتكررة، وعدم إعادة النازحين إلى مناطقهم التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها منذ أكثر من عام بعد معارك ضارية مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش.
واعتبر ناشطون عراقيون أن مطالبات الأمم المتحدة تأتي في ظرف ملحّ جداً، وإذا لم تقم الدول المانحة بتوفير تلك المبالغ فقد تقع مجاعة كبيرة وكارثة إنسانية بحق النازحين أمام عجز الحكومة العراقية عن إغاثتهم.
وقال مدير منظمة وهج الإنسانية في العراق علي الفلاحي لـ "العربي الجديد" إن "النازحين في العراق لم ينقذهم سوى برنامج الأمم المتحدة الغذائية الذي انطلق منتصف 2014 لكن ضعف التمويل كان سبباً لتقطع البرنامج والتلويح بإيقافه".
وأشار الفلاحي إلى أن" الحكومة العراقية اليوم عاجزة تماماً عن تقديم أي مساعدات إنسانية للنازحين، وهي لم تقدم شيئاً منذ بدء موجات النزوح قبل عامين بسبب تعاملها الطائفي مع النازحين من المناطق الساخنة".
اقرأ أيضاً: مجلس الأنبار: حصار الفلوجة خلف مجاعة فتكت بالمدنيين