أعلنت الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف فروا من مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غربي العراق منذ منتصف شهر/ آيار الحالي، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عليها.
وأوضح المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وليام سبيندلر، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الحكومي العراقي أن "قرابة 85 ألف شخص، فروا بعد التصعيد الأخير للعنف في الرمادي ومحيطها، وأن الغالبية العظمى من موجة النزوح الأخيرة، أي حوالى 85 في المائة، بقيت في محافظة الأنبار.
مشيرا إلى أن النازحين حاولوا الذهاب إلى مناطق عراقية أخرى لا سيما العاصمة بغداد، لكن يتعذر على جميعهم الوصول لأن الحكومة المركزية تفرض على النازحين المتجهين إلى العاصمة أن يكون لهم معارف فيها، لذلك طلبت المفوضية من السلطات العراقية أن تتيح للنازحين أن يتحركوا بحرية".
اقرأ أيضاً: 25 ألف عراقي في النزوح الثاني من الرمادي
وفي سياق متصل، أكدت النائبة عن محافظة الأنبار وعضو لجنة الهجرة والمهجرين، لقاء وردي، في حديث خاص مع "العربي الجديد" أنها دعت المؤسسات والوزارات المعنية الحكومية وغير الحكومية، إلى مراعاة وتوفير الاحتياجات الإنسانية والضرورات الحياتية للنازحين من محافظة الأنبار، مضيفة أن محافظات الوسط والجنوب أعلنت استعدادها لاستقبال النازحين من الأنبار، أسوة بحكومة إقليم كردستان التي وافقت قبل أيام على استقبال آلاف النازحين.
اقرأ أيضاً: نازحو الأنبار العالقون يستقبلهم كردستان دون كفيل
وشددت وردي على ضرورة أن تقدم الحكومة العراقية مساعدات إضافية لتخفيف معاناتهم التي يعيشونها وتوفير الرعاية الأساسية لهم، لأنها تعد فرصة تاريخية للشعب العراقي ليثبت للعالم أجمع تماسكه وتلاحمه، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الوحدة ورصّ الصفوف والتكاتف والتآلف بين أبناء الشعب العراقي، تمثل حلا للمشاكل التي تعاني منها محافظة الأنبار.
من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز لـ"العربي الجديد"، أن مدينة الصويرة مركز محافظة واسط، استقبلت خلال الأيام القليلة الماضية مائة وعشرين أسرة نازحة من محافظة الأنبار، مضيفا أن الصويرة هي المدينة الأكثر جذبا لأسر نازحة من الأنبار من بين المدن الجنوبية، نظرا للارتباطات العشائرية بين المحافظتين.
وتوقع نوروز وصول المزيد من نازحي الأنبار إلى الصويرة مع استمرار عمليات تحرير الأنبار من قبضة مسلحي تنظيم داعش.
وكان نائب رئيس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين، صالح المطلك، قد طالب خلال استقباله مجموعة من شيوخ قبائل ووجهاء مناطق حزام بغداد، وزارة المالية والأجهزة الحكومية والرقابية بإطلاق الأموال المخصصة للنازحين.
وأكد المطلك أن لجنته تنتقد وزارة المالية وأجهزة الدولة، لعدم إطلاق أموال النازحين ضمن موازنة العام الحالي، حتى إن جزءا من أموال ميزانية العام الماضي ما زالت محجوزة أيضا،
وحذر المطلك من النزاعات العشائرية وعمليات الانتقام ومحاولات التهجير القسري، مشيرا إلى أن العشائر العراقية لم يثبت عبر تاريخها المشرف، تبنيها لتوجهات طائفية، لأن الطائفية أوجدها السياسيون ويعمل بعضهم على تأجيجها سعيا لمكاسب انتخابية لا أكثر.
اقرأ أيضاً: اتهامات لحكومة العراق بالمسؤولية عن تدهور أوضاع النازحين