الأمم المتحدة: 100 مليون شاب عربي ينتظرون الفرص

29 نوفمبر 2016
يشكل الشباب ثلث الشعوب العربية (مونيك ماركيز/Getty)
+ الخط -
وثّق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي​ تجاوز عدد الشباب في الدول العربية عتبة 100 مليون نسمة بالتزامن مع حالة عدم الاستقرار التي تعيشها عدد من دول المنطقة. بما يجعلهم يشكلون ثلث المواطنين العرب البالغ عددهم نحو 370 مليوناً، إضافة إلى ثلث ثانٍ من العرب تقل أعمارهم عن 15 عاماً.


ويصف "تقرير التنمية الإنسانية العربي 2016" هذه الوقائع الديموغرافية بـ"الفرصة الجدية أمام الدول العربية لتحقيق قفزة إلى الأمام في مجال التنمية، وتعزيز الاستقرار وتأمين هذه المكاسب بطريقة مستدامة عن طريق بناء سياسات تعطي الشباب حصة في تشكيل مجتمعاتهم والاستفادة من طاقاتهم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا".

وذكّر التقرير الصادر اليوم، بإقرار 9 بلدان عربية سياسات واستراتيجيات وطنية تُعنى بالشباب، بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة. لكن "التقدم المحرز كان محدودا بسبب عدم اتخاذ القرارات السياسية المطلوبة لتفعيل الخطط أو انعدام التنسيق بين المؤسسات المعنية بتوفير فرص التنمية أمام الشباب".

وأضاف التقرير إلى المشاكل البنوية في الأنظمة العربية، والتي تضرب أي سياسات تنموية مرصودة، الأزمات السياسية التي وصمت هذه المرحلة من التاريخ العربي. وهو ما تناوله المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، فيليب لازاريني، خلال حفل إطلاق التقرير، والذي قدم فيه أزمة اللجوء السوري كنموذج لتأثير الأزمات السياسية على الشباب.

واعتبر لازاريني أن "الشباب العربي أكثر كفاءة من غيره، ولكن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تكبله تحد من قدراته الإنتاجية على مُختلف الأصعدة".

وفاقمت أزمة اللجوء السوري إلى لبنان، بحسب لازاريني، من مشاكل الشباب "لا سيما على صعيد عدم الانخراط في التعليم والبطالة، وهما المكونان الرئيسيان للفقر". كما ضربت الأزمة "الشبان السوريين اللاجئين في لبنان والذين فضلوا العودة إلى بلدهم رغم المخاطر الأمنية بحثاً عن فرصة عمل فقط"، وفق المبعوث الأممي.


وقالت القائمة بأعمال المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، صوفي دي كاين، إن "الثروة الشبابية العربية تشكل أرضية صلبة لتحقيق هدفي التنمية والسلام في المنطقة".

واعتبرت أن "الفرص غير المتساوية التي يحصل عليها الشباب العرب لا تعكس قدراتهم الحقيقية"، والمطلوب "إقرار سياسات خاصة بالصحة والتعليم لضمان نوعية تقديمات جيدة للشباب، إلى جانب إقرار عقد اجتماعي جديد دامج للشباب على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية وفي صناعة القرارات السياسية".

ودعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، أحمد الهنداوي، إلى "الاستفادة من التقرير بشكل مباشر". وشدد على أهمية "الأهداف الواقعية التي رسمها التقرير بعيداً عن المقاربة الكلاسيكية للأحداث، فهو يهدف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من طموحات وآمال وطاقات 100 مليون شاب عربي ذكروا العالم بوجودهم عبر ثورات الربيع العربي".

وحذّر الهنداوي من أن "تجاوز نسبة البطالة بين الشباب العربي عتبة 30 في المائة بينما لا يتجاوز المعدل العالمي 13 في المائة يُبشر بمستقبل سيئ، لكن المعالجة لا تزال ممكنة".

وركّز رئيس "الجامعة الأميركية في بيروت"، فضل خوري، على حيوية التعليم في تحسين فرص الشباب العربي، مؤكداً أن "الشبان والشابات العرب ليسوا بحاجة إلى مساعدة بل إلى فرص متساوية لتحقيق طموحاتهم وآمالهم على الصعيدين الفردي والعام". ودعا "المانحين إلى زيادة المنح التعليمية الممنوحة للشباب، لأن التعليم الجدي يضمن مستقبلا جيدا".

ويدعو "تقرير التنمية البشرية العربية 2016" الدول العربية "للاستثمار في شبابها وتمكينهم من الانخراط في عملية التنمية باعتبارها أولوية ملحة وحاسمة وشرط مسبق لتحقيق التنمية المستدامة"، وأن تشرع الدول العربية في صياغة خططها لتحقيق أهداف جدول أعمال التنمية المستدامة 2030.

المساهمون